اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن امله في احراز تقدم في المساعي التي تبذلها المنظمة الدولية لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر امس في العيون، كبرى مدن الصحراء، انه سيحض مسؤولي جبهة "بوليسارو" على قبول "اقتراحات وفاقية" تتيح تسجيل الصحراويين الذين تنطبق عليهم معايير تحديد الهوية. وقال انه سيضع كل ثقله لحل الاشكالات المتعلقة بثلاث قبائل يختلف المغرب و"بوليساريو" على احقيتها في المشاركة في الاستفتاء. واعرب عن خيبة امله لعدم منع الجزائر تأشيرات لعدد من الصحافيين الاجانب الذين يودون مرافقته خلال زيارته لها. وكان أنان حذّر في كلمة خلال اجتماعه امس مع اعضاء بعثة "مينورسو" في العيون من ان الاممالمتحدة ستنسحب من هذه المنطقة اذا لم يتم احراز تقدم في خطة التسوية. وقال ان "الطرفين يعرفان اننا لا نستطيع ان نبقى هنا الى ما لا نهاية، بغض النظر عن رغبتنا في مساعدتهما على حل النزاع بينهما". ودعاهما الى ابداء "رغبتهما السياسية" في احلال السلام. واضاف: "لا نستطيع ان نفرض من الخارج الرغبة الضرورية لاحلال السلام ولا الشجاعة لاتخاذ الخيارات الصعبة ولا الاعتراف بأن وحدة المصير تفرض على الطرفين التوصل الى سلام حقيقي". وتنتشر بعثة الاممالمتحدة المؤلفة من 450 جنديا في الصحراء الغربية منذ العام 1991 بهدف التحضير للاستفتاء ومراقبة وقف اطلاق النار. وقال انان: "قدمت اقتراحات الى الطرفين، المغرب وبوليساريو وانتظر ردّهما". ولم يكشف عن مضمون الاقتراحات التي قدمها. لكن يُعتقد انها تتعلق بمعاودة استئناف عمليات تحديد الهوية، وايجاد تسوية مقبولة لملفات ما يزيد على 60 ألف صحراوي ينتسبون الى ثلاث مجموعات قبلية. واضاف انان: "في حال تحقق تقدم في هذا السياق اتوقع ان تبدأ الفترة الانتقالية التي تسبق موعد الاستفتاء في حزيران يونيو او تموز يوليو المقبلين". على ان يتم تنظيم الاستشارة الشعبية في كانون الاول ديسمبر العام المقبل. ورأى الامين العام للامم المتحدة ان نزاع الصحراء ليس بالبساطة المتوقعة و"لو كان كذلك لنُظّم الاستفتاء في عام 1992" في اشارة الى جهاد الاممالمتحدة لاجراء الاستفتاء في ذلك الوقت. لكن خلافات في شأن اهلية الذين تحق لهم المشاركة في الاقتراع حالت دون اجراء الاقتراع. الى ذلك طالب شيوخ وزعماء القبائل الصحراوية كوفي انان بالتدخل لحل المشاكل العالقة، خصوصاً لافساح المجال امام تسجيل "جميع المتحدرين" من اصول صحراوية في قوائم تحديد الهوية. واوضح ممثلو القبائل الصحراوية الذين اجتمع اليهم انان في قصر المؤتمرات في العيون ظهر امس ان تتدخل الاممالمتحدة لتنفيذ الاتفاقات المبرمة واعتبار المعايير التي حددتها المنظمة الدولية الاطار الملائم لمعاودة استئناف عمليات تحديد الهوية وكذلك تنفيذ كل الاجراءات ذات الصلة بالاعداد للاستفتاء. وكان الامين العام للامم المتحدة اجتمع امس مع وزير الداخلية المغربي السيد ادريس البصري قبل ان يتوجه الى مدينة مراكش لمقابلة العاهل المغربي الملك الحسن الثاني. اذ من المقرر ان يجري الطرفان محادثات اليوم يتوقع ان تطاول، اضافة الى تطورات قضية الصحراء، الاوضاع الاقليمية في منطقة شمال افريقيا والتوتر في الخليج والامكانات المتاحة امام تفعيل دور الاممالمتحدة في حل المنازعات الدولية.