وصف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الوضع في الصحراء الغربية بأنه هادئ. وأكد ان "أي حادث لم يقع في المناطق التي تراقبها المينورسو. وليس ثمة أي شيء يحمل على الاعتقاد ان هذا الطرف أو ذاك لديه النية في معاودة العمليات العسكرية في المستقبل القريب". وقال في تقرير الى مجلس الأمن ان معاودة توطين اللاجئين المتحدرين من أصول صحراوية ستتم وفق الجدول المقترح. مع بعض التعديل، لكنه سيوجه نداء لجمع الأموال لتأمين كلفة معاودة التوطين. واقترح انان لدى عرضه الموقف من سير اعمال تحديد الهوية التي بدأت الشهر الماضي، ان يتم احداث مكاتب للأمم المتحدة في المناطق الشمالية للمغرب، خصوصاً في سيدي قاسم شمال الرباط، وفي قلعة المراغنة، كون هذه المحافظات تؤوي عشرات الآلاف من السكان المتحدرين من أصول صحراوية. ورأى في هذا الصدد ان "من الأنسب جداً استدعاء الأشخاص المتحدرين من القبائل التي ليست موضوع نزاع والقاطنين في شمال المغرب المطالبين بالتوجه الى مراكز تحديد الهوية في طانطان وكلحيم. وتحديد هويتهم شمال المملكة من وجهة نظر لوجيستية نظراً الى عددهم". ويرى أكثر من مراقب ان هذا التطور يشكل دعماً لموقف الرباط الذي ينبني على عدم التمييز بين السكان الصحراويين، والافساح في المجال أمام مشاركتهم جميعاً في الاقتراع. الى ذلك قال كوفي انان انه جرى في الفترة الممتدة منذ معاودة اعمال تحديد الهوية الى العاشر من الشهر الجاري تحديد هوية ما يزيد على 13 آلف شخص من أصل ما يزيد على 80 الف شخص تمت دعوتهم. لكنه رأى ان استكمال عمليات تحديد الهوية الى نهاية 31 أيار مايو المقبل "يمثل مهمة صعبة وجسيمة ما دام انه يجب دعوة ما يزيد على مئة الف شخص وتحديد هويتهم في أقل من خمسة أشهر". واقترح في غضون ذلك ان يدعى الأشخاص الذين سجلوا اسماءهم من دون ان تتم دعوتهم في قوائم - يجرى تحديد هوية المنتسبين اليها بتزامن مع البحث عن ملفات القبائل ذات العلاقة بتلك الانساب. على صعيد آخر بحث وفد مغربي يضم عناصر انشقت عن "بوليساريو" مع مسؤولين في منظمات انسانية في استوكهولم الأوضاع في مخيمات اللاجئين. ودعت السيدة كجمولة بنت عبي رئيس منظمة "النساء الصحراويات" سابقاً الروية الى تبين موقف "الحياد الايجابي" و"الاستماع الى كافة الصحراويين". الى ذلك، ذكرت مصادر في مدريد ان مسؤولاً اسبانياً أكد التزام بلاده موقف الحياد ازاء الصحراء الغربية. وصدر هذا الموقف في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير خارجية اسبانيا ايبل ماتوتيس الى المغرب الأسبوع الماضي. ونقل عن كاتب الدولة في الخارجية الاسبانية رامون دي ميغيل قوله ان بلاده "ترغب - في ما يخص الصحراء - بالتمسك بموقف شفاف وواضح يتميز بالحياد ولا ينحاز الى أي من الطرفين". لكنه قال: "قدمنا اجتهادات للأمم المتحدة من اجل الاعداد للاستفتاء ونقدم مساعدة انسانية للصحراويين في مخيمات تيندوف. وكان موقف مدريد ازاء تقديم هذه المساعدات أثار ردود فعل رافضة في الرباط، كونه يرهن تلك المساعدات بحملات الاستفتاء التي لم تبدأ بعد.