أكد الجيش السوداني انه حقق انتصارات في معارك جنوب السودان مكنته من حسم نتيجة القتال على محورين، لكنه أوضح ان المعارك مستمرة على محور ثالث يستهدف مدينتي توريت وبور في شرق الاقليم الاستوائي. ودعا وزير الدفاع السوداني الفريق ابراهيم سليمان، أمام البرلمان أمس، الى تحويل موازنة الدولة الى موازنة حرب، متهماً الولاياتالمتحدة باقامة غرفة عمليات في أوغندا لإدارة المواجهة العسكرية. وكشف ان نجاح الجيش السوداني في معارك الجنوب جمّد خطة أعدتها المعارضة السودانية للهجوم على ميناء بورتسودان ومدينة كسلا على الحدود مع اريتريا. وقال الناطق باسم الجيش الفريق عبدالرحمن سر الختم أمس ان القوات السودانية حسمت الاثنين الماضي معركة شرق مدينة منقلا عقب قتال وصفه بأنه كان شرساً وعنيفاً مع قوات "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة العقيد جون قرنق. وأضاف ان القوات الحكومية "أفلحت في تنظيف المنطقة من القوات المعتدية بعدما كبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد". وأوضح ان قواته فقدت اثنين من الضباط وعدداً من الجنود لم يحدده في المعارك. واعتبر ان سيطرة القوات الحكومية على جبل ملح ومنقلا "تعني حسم المعركة على محورين من محاور القتال وبقي المحور الأوسط" في اتجاه بور وتوريت وجوبا الذي قال ان معارك ضارية تدور فيه حالياً. وقام وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين بزيارة مدينة بور مسقط رأس قرنق واطمأن على الاستعدادات لصد أي هجوم. الى ذلك، دعا وزير الدفاع السوداني الى أن تتحول موازنة الدولة العامة الى موازنة حرب حتى النصف الأول من السنة المقبلة على الأقل "لتمكين القوات المسلحة من حماية البلاد وبسط الأمن والسلام في ارجائها". ودعا الوزير الذي كان يتحدث أمس أمام البرلمان السوداني الى دعم المجهود الحربي لمواكبة حاجات القوات المسلحة وتجنيد أعداد كبيرة في صفوفها وتوفير المعدات والأسلحة التي تمكنها من ضمان أمن آبار النفط وخطوط نقله حتى تستطيع الدولة الوفاء بوعدها ضخ النفط السوداني بحلول حزيران يونيو المقبل عبر الموانئ السودانية. وقال ان القوات الحكومية "واجهت حرباً تفوق امكانات المتمردين والأوغنديين"، وان الولاياتالمتحدة "شاركت مباشرة في القتال عن طريق غرفة عمليات أقامتها في أوغندا". وقال ان المعارك التي تخوضها قواته حالياً "كشفت وجود قوة أميركية" في أوغندا، مشيراً الى أن قواته "غنمت عدداً من الدبابات الأميركية الحديثة الصنع". واتهم الوزير السوداني اسرائيل والولاياتالمتحدة بتدريب القوات الاوغندية وتسليحها. وقال ان الجيش السوداني "فوجئ باستخدام الاوغنديين أسلحة متقدمة وحصولهم على تدريب رفيع المستوى كاد أن يؤدي الى احتلال مدينة جوبا" عاصمة الجنوب السوداني: "لولا التحوطات التي أعدتها القيادة العسكرية وساهمت في تأخير العدوان لأكثر من عام". وتحدث عن "خطة اريترية شاركت فيها المعارضة السودانية كانت ترمي الى احتلال مدينتي بورتسودان وكسلا في الاسبوع الأخير من الشهر الماضي، لكن فشل الهجوم العسكري على الجنوب جمّد الهجوم على المدينتين". وقال: "ان القوات المعتدية فشلت على رغم الدعم الخارجي الكثيف في تحقيق أي نجاحات سوى قطع طريق يربط بين مدينتي جوبا وتوريت في بعض مواقع الربط ومنطقة ليريا التي تم تحريرها أول من أمس الاثنين باستثناء موقع واحد" لم يسمه