سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعوات الى ضبط النفس وحل الخلاف السوري - التركي بالوسائل الديبلوماسية . محادثات مبارك في تركيا "لم تكن سهلة" وإيران تحذر من تصاعد النزاع بين دمشق وأنقرة
دمشق، الرياض، القاهرة، طهران، الرباط، مسقط، لندن - "الحياة"، عمان، بغداد - أ ف ب، رويترز - عاد الرئيس المصري حسني مبارك الى القاهرة مساء اول من امس بعد اجتماع مغلق مع الرئيس حافظ الأسد في مطار دمشق، في اعقاب الزيارة التي قام بها الى انقرة لتسوية الخلاف بين سورية وتركيا، فيما تلقت دمشق المزيد من مظاهر التأييد حيال التهديدات التركية، بينما توالت الدعوات على الفريقين الى ضبط النفس وحل الخلافات بينهما بالوسائل الديبلوماسية. مبارك ففي دمشق، أعلن الناطق الرئاسي السيد جبران كورية ان الرئيس المصري عاد مساء أول من أمس الى دمشق وعقد في المطار اجتماعاً مغلقاً مع الرئيس حافظ الاسد انضم اليه لاحقاً وزيرا الخارجية السوري السيد فاروق الشرع والمصري السيد عمرو موسى. تناول نتائج محادثات مبارك مع الرئيس التركي سليمان ديميريل "والوضع الراهن في العلاقات السورية - التركية بعد التصعيد التركي للتوتر" بين الطرفين. وقالت مصادر ديبلوماسية لپ"الحياة" ان مجرد عودة الرئيس مبارك الى العاصمة السورية "مؤشر الى عدم فشل جهود الوساطة المصرية"، في وقت رحبت مصادر سورية رفيعة المستوى بالجهود المصرية "وبأي مسعى آخر لنزع فتيل الازمة" بين دمشقوأنقرة. في هذا الاطار، أعلن كورية ان الرئيس الاسد تلقى امس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الايراني محمد خاتمي ابدى خلاله "اهتماماً بالتطورات الاخيرة، مبدياً التفهم لموقف سورية الداعي الى معالجة المسائل العالقة بين تركيا وسورية بالحوار، وان الرئيس الاسد شكر خاتمي على الموقف الأخوي" الذي ابداه. وكانت مصادر ايرانية قالت ان ايران "تصوغ خطة للحل" بين انقرةودمشق. ونقلت مصادر اعلامية عن "مصدر مرافق" للرئيس مبارك قوله: "ان المحادثات مع الاتراك لم تكن سهلة، لكن الرئيس مبارك تمكن من التغلب على بعض العقبات ونقل افكاراً سورية الى الجانب التركي"، وان الرئيس المصري "وضع الاتراك في صورة الموقف العربي الرافض للتهديدات التركية والمؤيد للحوار السياسي لحل المشاكل العالقة". وتابع المصدر المصري ان "مشروع المصالحة المصري" تضمن اقتراح عقد اجتماعات بين وزراء خارجية سورية ومصر وتركيا يعقبه لقاء قمة ربما تنضم اليه السعودية، على ان تتخلى سورية عن المطالبة بلواء الاسكندرون وعن دعمها لحزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان، مع موافقتها على ان لا يكون ذلك علنياً". لكن المصدر المصري اشار الى وجود "خلاف بين العسكريين والسياسيين في تركيا، وان المسؤولين الاتراك تعهدوا بالسعى الى اقناع العسكر بوقف التهديدات ضد سورية". وأجرى ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز امس اتصالاً هاتفياً من مقر اقامته في جزر الهاواي بالرئيس المصري حسني مبارك. وقالت "وكالة الانباء السعودية"، التي بثت النبأ ان الامير عبدالله والرئيس مبارك تبادلا "الاحاديث الودية وبحثا العلاقات الاخوية التي تربط بين البلدين واستعرضا مجمل القضايا على الساحات العربية والاسلامية والدولية". وقال مصدر في الوفد السعودي ان الرئيس المصري اطلع الأمير عبدالله على مستجدات وساطته بين تركيا وسورية. طهران تحذر ومن جهتها، اكدت ايران قلقها البالغ من التطورات "السلبية والمفاجئة" في العلاقة بين سورية وتركيا، وناشدت الجميع "ضبط النفس"، ورأت ان "التهديدات والحشود العسكرية" تفتقد الجدوى لحل الخلاف بين البلدين. وأكد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في مؤتمر صحافي امس ان حكومته في صدد الاعداد لتحرك ووساطة بين دمشقوانقرة بصفتها رئيسة منظمة المؤتمر الاسلامي، وقال: "مسؤوليتنا في هذا الظرف ان نمنع اي نزاع بين تركيا وسورية"، وأشار الى اتصالاته الهاتفية مع نظيريه السوري فاروق الشرع والتركي اسماعيل جيم. وأعرب عن "الأمل في حل هذه القضية بالطرق السلمية وعبر الحوار والتفاوض". ورأى ان "قضايا كهذه لا تحتاج تهديداً ومناورات عسكرية وتأهباً للقوات وعمليات عسكرية حربية، سيما وان سورية وتركيا بلدان متحضران ويستطيعان حل الخلافات العالقة عن طريق الحوار". وجدد خرازي رفض ومعارضة بلاده للاتفاق العسكري والأمني بين تركيا واسرائيل، وقال: "هذا الاتفاق مرفوض ونحن نندد به كما تندد به كافة الدول العربية والاسلامية، ونحن نعتبره تهديداً ويخدم السياسة الاسرائيلية التوسعية". وحمّل اسرائيل مسؤولية "اي زعزعة للاستقرار الاقليمي"، ووصفها بأنها "مركز التهديد في المنطقة". ولمح الى التهديدات الاسرائيلية الاخيرة لايران، وجزم بأنه "اذا تجاوزت اسرائيل حدودها وهددت مصالحنا، فاننا نؤكد اننا سنواجه ونرد بقوة". وبدورها، ناشدت سلطنة عُمان كلاً من تركيا وسورية ضبط النفس ومواصلة الحوار بينهما بما يبعد شبح نشوب حرب جديدة في المنطقة. فقد صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العمانية بأن الحكومة العمانية "اذ تتابع بقلق التصعيد المفاجئ بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية تناشد البلدين المسلمين الجارين ضبط النفس ومتابعة الحوار من اجل التوصل لحلول مرضية للطرفين وذلك من منطلق الايمان بمبدأ حل الخلافات بالطرق السلمية". وقال ان حكومة السلطنة تدعم جميع الجهود المبذولة لايجاد حل سلمي "وخصوصاً المساعي الحميدة التي يقوم بها الرئيس المصري حسني مبارك الداعية الى معالجة المسائل بين البلدين بالطرق الديبلوماسية، وفي اجواء من الثقة المتبادلة". وقال المصدر ان عمان تناشد البلدين التجاوب والتعاون مع هذه الجهود المبذولة. الرباط وفي الرباط، وجهت وزارة الخارجية المغربية نداء الى تركيا وسورية لضبط النفس وحل خلافاتهما بالطرق السلمية. وأعربت في بيان مساء اول من امس عن قلق المغرب ازاء التوتر الذي تشهده العلاقات بين البلدين، وقالت ان المغرب، "حرصاً منه على مصالح البلدين، وعلى الحفاظ على وحدة الصف الاسلامي، يوجه نداء اخوياً الى الدولتين لضبط النفس والتعاطي مع خلافاتهما بأسلوب التبصر والتعقل والسعي الى حلها بالطرق السلمية، وفق قواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار". وحض البيان المجتمع الدولي على "بذل مزيد من الجهود لتطويق الخلاف واحتوائه بالطرق السلمية". القدومي وصرح السيد فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رداً على سؤال لمراسل وكالة "وفا" في تونس. ان منظمة التحرير الفلسطينية "تتابع انباء الوضع المتوتر بين البلدين الجارين سورية وتركيا بقلق كبير". وعبرت عن قلقها "من التحركات العسكرية التركية ومن التصريحات التي تتسم بالتهديد التي يطلقها القادة الاتراك وتدعو الى التصعيد وتعقيد الامور"، داعياً تركيا، "انطلاقاً من الاواصر التاريخية والثقافية والروحية الى تسوية الخلافات بالطرق السلمية". وفي بيان صادر عن المكتب الاعلامي لپ"حركة المقاومة الاسلامية" حماس، تلقت "الحياة" نسخة منه امس، "دان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لپ"حماس" التهديدات التركية ضد سورية، واعتبر انه لا يمكن "فهم خلفيات" هذه التهديدات "بمعزل عن التحالف المتصاعد والمستهجن بين تركيا كبلد مسلم والكيان الصهيوني، ولا بمعزل عن الدور الصهيوني - الاميركي الذي يهدف للضغط على الموقف السوري القومي الثابت في مواجهة مخططات الهيمنة والتوسع في المنطقة. وفي القاهرة، اتهمت احزاب وقوى سياسية مصرية معارضة اسرائيل بالاشتراك مع تركيا في تنفيذ مخطط يستهدف "جر" سورية الى حرب، والضغط عليها لقبول تسوية سياسية مع الدولة العبرية وفقاً للشروط الاميركية - الصهيونية. واستغرب المتحدث باسم "الإخوان المسلمين" في مصر المستشار مأمون الهضيبي التهديدات التركية ضد سورية والتي اعتبرها "لافتة للنظر ومفاجئة"، وأكد تأييد الجماعة ل"الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة السلمية بين البلدين". ولفت نائب رئيس الجماعة الى أن "من الصعب قبول التهديدات التركية ضد سورية والتي ستؤثر في حال نشوب حرب على موازين القوى ضد اسرائيل المرتبطة بعلاقات قوية مع أنقرة"، غير أن الهضيبي لم يتطرق الى توجيه اتهامات محددة. وقال "نأمل بزوال شبح الحرب واللجوء الى التفاوض لحل المشكلة". في غضون ذلك "استنكرت" منظمة تضامن الشعوب الافريقية الاسيوية "الحشود العسكرية التركية على الحدود السورية والتهديدات باستخدام القوة"، ودعت الى "تحكيم العقل واستعمال الحكمة واللجوء الى الحلول الديبلوماسية والسلمية". ولفت بيان اصدره امس رئيس المنظمة الدكتور مراد غالب إلى أن "التوتر بين سورية وتركيا بدأ يزداد حدة بعدما بدأ الدور الاسرائىلي النشط في تعقيد وتخريب العلاقات بين دمشقوانقرة"، ووجه البيان التحية الى الموقف السوري الداعي الى التهدئة واعتماد الحوار والبعد عن خطاب التهديد. وشدد على "التضامن الكامل مع سورية". ودعا حزب التجمع "اليساري" المصري الاحزاب والقوى السياسية العربية الى "التعبير عن التضامن مع سورية ضد التهديدات التركية"، واتهم في بيان اصدره تركيا بالتنسيق مع الدولة العبرية ضد المصالح العربية، إذ لفت الى ان "التحالف التركي - الاسرائيلي كشف عن وجهه الحقيقي بالتصعيد الأخير والذي يستهدف الضغط على سورية للقبول بالتسوية الاسرائيلية - الاميركية بشروطها المجحفة بالحقوق العربية. واهتمت صحيفة "الشعب" الناطقة بلسان حزب العمل المتحالف سياسياً مع جماعة "الاخوان المسلمين" بإبراز علاقة اسرائيل بالتطورات الاخيرة، اذ شددت في عناوينها الرئيسية على ان "الحلف الاسرائيلي التركي يسعى الى مهاجمة سورية"، ولفت الى ان "التصعيد يتم متواكباً مع الاحتفالات بمناسبة حرب تشرين الاول اكتوبر التي انتصرت فيها سورية ومصر على اسرائىل".