أكدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ان تقدماً ملموساً احرز في العديد من المسائل العالقة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، مشيرة في الوقت ذاته الى ان هنالك الكثير من المشاكل الصعبة التي لا تزال بحاجة الى حل. وقالت ان المواضيع المختلف عليها سيتم بحثها في لقاء القمة الثلاثي في واشنطن الاسبوع المقبل، في الموعد الذي اعلن عنه في واشنطن، اي الخامس عشر من الشهر الجاري. تفاصيل اخرى ص3 وأكد الرئيس بيل كلينتون، من جهته، ضرورة توصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق خلال القمة التي ستعقد في 15 تشرين الأول اكتوبر الحالي. وتوقع ان تستغرق المحادثات المقبلة "أكثر من يوم واحد" وأنه سيخصص لها يومين من وقته على الأقل. وقال كلينتون إنه كان يتمنى لو أن القمة ستستغرق "ساعة واحدة، ولكنني مستعد لتخصيص كل الوقت الضروري" لانجاحها، خصوصاً أنه "من المهم جداً تجاوز العقبات الأخيرة أمام الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية، لننتقل إلى المرحلة النهائية من المفاوضات". وشدد على أهمية بدء مفاوضات المرحلة النهائية، خصوصاً أنها يفترض ان تنتهي في أيار مايو المقبل. وأنه كلما تم الاسراع في بدء المفاوضات "كلما زادت فرص مناقشة المواضيع الكبيرة المتعلقة بمستقبل الشرق الأوسط ... وكلما اقتربنا من ذلك التاريخ أيار المقبل من دون بدء المفاوضات كلما ازدادت الصعوبات".وأعرب عن اعتقاده ان في الإمكان التوصل الأسبوع المقبل إلى اتفاق، مكرراً أنه سيكون "معنياً ومهتماً" بالمفاوضات المقبلة. وقالت اولبرايت في مؤتمر صحافي منفرد في اعقاب لقاء ثلاثي طويل عقدته بمشاركة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو عند مدخل بيت حانون الشمالي في قطاع غزة: "تم احراز تقدم ملموس في بعض المواضيع، ومنها المطار ومنع التحريض والمنطقة الصناعية والمطار واعادة الانتشار الثانية". وقالت الوزيرة الاميركية: "تشجعت من الروح الجديدة من التعاون بين الزعيمين، وأعتقد انها ساعدتنا وسيتم نقلها الى واشنطن". ونفت ان يكون الهدف من زيارتها التوصل الى اتفاق "مصغّر" موضحة انها ارادت "وضع لبنات" على طريق واشنطن حيث سيناقش الجانبان قضايا صعبة مثل المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار والمواضيع الامنية. وسئلت اولبرايت عن رأيها في عزم نتانياهو المشاركة في احتفالات الاعلان عن مستوطنة ارييل في منطقة نابلس، فأجابت بأنها لا تعرف جدول اعمال نتانياهو ولكنها تعارض اي خطوة احادية الجانب. وأعلنت اولبرايت قبل مغادرتها المنطقة انها ستترك المنسق الاميركي دنيس روس لاجراء مزيد من المحادثات لحل المسائل المتعلقة بالاتفاق المرحلي تمهيداً لقمة واشنطن. وحضر اللقاء من الجانب الاميركي مع اولبرايت مساعدها مارتن انديك والسفير دنيس روس فيما شارك من الجانب الفلسطيني محمود عباس وصائب عريقات ومحمد دحلان ومن الجانب الاسرائيلي اسحق مولخو وداني نافيه. وأوقف نتانياهو وعرفات اجتماعهما المنفرد بعد فترة قصيرة من خروج الوزيرة الاميركية من قاعة المفاوضات، اذ استدعيت من جديد للتباحث في نقاط الخلاف بينهما على مائدة الغداء. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان عرفات قدم علبة من سيجار "هافانا" هدية لنتانياهو الذي علق بالقول "علينا ان نذهب جميعنا الى هافانا بعد توقيع الاتفاق". وغادر نتانياهو مباشرة الى القدس حيث عقد مؤتمراً صحافياً منفصلاً فيما غادر الرئيس الفلسطيني غزة الى القاهرة في طريقه الى موسكو. ورفض نتانياهو نفي او تأكيد حصوله على تعهد من الرئيس الفلسطيني بمحاربة الارهاب وقال ان نتائج هذا العمل لا تظهر بين يوم وليلة. ولمحت مصادر اسرائيلية الى ان نتانياهو سيحاول التهرب من تنفيذ الاتفاق في حال توقيعه او حتى المشاركة في قمة واشنطن بعد تهديد الحزب الوطني الديني المتطرف مفدال بالتصويت الى جانب مشروع حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات اذا تم التوصل الى اتفاق حول اعادة الانتشار. اذ تعهد الزعيم الروحي للحزب الحاخام ابراهام شفيرا انه في حال التوصل الى اتفاق فان "رئيس الحكومة الاسرائيلي الجديد لن يكون نتانياهو". ومن المقرر ان يجري التصويت على مشروع حل الكنيست في التاسع عشر من الشهر الجاري، اي بعد اربعة ايام من عقد القمة المرتقبة