في محاولة لاحتواء الازمة بين موسكو وغروزني وصل الى العاصمة الشيشانية امس السبت نائب رئيس الوزراء الروسي رمضان عبداللطيفوف مع وفد يضم 30 مسؤولاً وأكدت موسكو اقرار برنامج لاعمار الشيشان قيمته زهاء اربعة بلايين دولار لكنها ذكرت ان هذا المبلغ "غير موجود في الموازنة". وكان الشيشانيون اعلنوا حال التأهب القصوى في قوات الحدود اثر تصريح وزير الداخلية الروسي بأن لموسكو حقاً في ملاحقة "ارهابيين" هاجموا قاعدة روسية في مدينة بويناكسك الداغستانية وانزال "ضربات وقائية" بقواعدهم التي قال انها موجودة داخل الاراضي الشيشانية. وأعلن عبداللطيفوف اثر وصوله ان مهمته الرئيسية تتمثل في تنسيق الجهود المشتركة لاعمار الشيشان وقال: "اننا نتحدث كثيراً عن السياسة فيما ينتظر الناس عملاً ملموساً". ويشير مراقبون الى ان عبداللطيفوف الداغستاني الاصل يعد من "حلفاء" كوليكوف ولا يمكن ان يغدو الشخص الذي يثق به الشيشانيون. ورغم تأكيد موسكو ان نائب رئيس الوزراء الروسي سوف يقابل الرئيس اصلان مسخادوف إلا ان النائب الاول لرئيس الحكومة الشيشانية مولودي اوروغوف ذكر انه "يشك" في امكان عقد اللقاء، فيما قال نائب آخر لرئيس الوزراء هو احمد زكايف انه "لا يرى اي معنى في مواصلة المفاوضات" مع روسيا واتهمها بالتنصل من الالتزامات المترتبة على الاتفاقيات المعقودة مع الشيشان. وأكد ممثل الحكومة الروسية في الجمهورية الشيشانية غيورغي كورين ان مهمة عبداللطيفوف تتمثل في "وضع قواعد مشتركة للعب" وتحديد اطر زمنية لتنفيذ برامج اعمار الشيشان. وأضاف ان موسكو اقترحت خطة لمساعدة غروزني تتضمن اعتماد بليون دولار و16 تريليون روبل زهاء ثلاثة بلايين دولار، لكنه تابع ان هذا المبلغ "غير مرصود في الموازنة وحتى ان وجد ليس ثمة ضمانة في انه سينفق للاغراض المعلنة". وتزامنت زيارة عبداللطيفوف مع انجاز تشكيل الحكومة الشيشانية الجديدة التي كلف اختيار اعضائها القائد الميداني المعروف شامل باسايف الذي ما زالت موسكو تعتبره "ارهابياً" وذكر مراقبون ان تعيينه كان واحداً من اسباب استياء موسكو. وذكر زكايف ان غروزني قررت استحداث وزارة للدفاع. وذكر ان الغرض منها "دفاعي بحت والعدو الرئيسي لنا يبقى متمثلاً بروسيا" ورفض تقديم اي تفصيلات عن هيكلية الوزارة الجديدة التي يعني استحداثها تأكيد غروزني انفصالها العملي عن المركز الفيدرالي.