أكدت اللجنة الخاصة المكلفة ازالة الاسلحة العراقية المحظورة اونسكوم، في تقرير للخبراء قدمته امس الى مجلس الأمن، ان النتائج التي توصلت اليها المختبرات الاميركية والفرنسية والسويسرية لبقايا الرؤوس الحربية كلها "قاطعة وصحيحة"، بما في ذلك استنتاج المختبر الاميركي بأن هذه الرؤوس احتوت مادة الغاز السام من نوع "في. اكس". وجاء في التقرير ان "وجود مواد في. اكس يناقض اعلان العراق انه بادر الى تدمير الرؤوس الحربية الخاصة، وان هذه الرؤوس لم يسبق ان احتوت مواد الأسلحة الكيماوية". واقترح الخبراء على لجنة اونسكوم ان "تدعو العراق ليشرح، اولاً، اصل وتاريخ العينات التي حللتها المختبرات الثلاثة، ثم وجود المواد الصانعة للغاز السام، وان يشرح سبب وجوده في العينات "وان يتقدم بمعلومات في شأن جهوده لتطوير وتصنيع مادة "في. اكس" من خلال تطويرها بطرق "سنتيتيك"، التي بذلها بين منتصف 1988 وآخر 1990". وتوصلت المختبرات الاميركية والفرنسية والسويسرية التي فحصت عينات لبقايا الرؤوس الحربية الى نتائج مختلفة. اذ وجد المختبر الاميركي "ابردين" مادة الغاز السام "في. اكس" في العينات التي فحصها. ثم عند فحص عينات اخرى في مختبر اميركي جاءت النتيجة سلبية، بمعنى انه لم يعثر على تلك المادة. وجاءت نتائج المختبر السويسري للعينات التي فحصها سلبية ايضاً، فيما وجد المختبر الفرنسي في العينات التي فحصها مادة يمكن ان تُستخدم في تصنيع الغاز السام، ويمكن ان تكون من نوع لا علاقة له بالأسلحة الكيماوية، مثل مادة كلوراكس للتبييض، لكن وجودها أثار التساؤلات. واجتمع الخبراء الأسبوع الماضي لتقويم معنى الاستنتاجات، وأهم ما توصلوا اليه، حسب التقرير، ان كل استنتاجات الفحوصات كانت "قاطعة" وان لا غبار على صحتها. وطلب الرئيس التنفيذي للجنة اونسكوم السفير ريتشارد بتلر من مندوب العراق السفير نزار حمدون ان يجتمعا امس الاثنين ليحيطه بما توصل اليه الخبراء والتقرير الذي رفعه الى مجلس الأمن. وكان متوقعاً ان ينظر المجلس في تقرير الخبراء، اما ليل الاثنين او اليوم الثلثاء، وذلك بعد انتهائه من درس رسالة الى الأمين العام كوفي انان اعدها المجلس في شأن المراجعة الشاملة. وحسب مسودة الرسالة، التي تأتي كرد غير مباشر على الاستفسارات العراقية لعناصر المراجعة التي اقترحها الأمين العام، يؤكد المجلس "استعداده للنظر في المراجعة الشاملة" حين "يتراجع" العراق عن قرار 5 آب اغسطس بوقف التعاون مع فرق التفتيش التابعة للجنة اونسكوم، و"يثبت استعداده لتنفيذ كل التزاماته عبر التعاون الكامل مع "اونسكوم" و"الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتنص الرسالة على أن أعضاء المجلس وافقوا على بدء المراجعة الشاملة حالما تقدم اونسكوم والوكالة الدولية تقريراً بأنهما يتلقيان التعاون الكامل من العراق. وبهذا الصدد جاء في مسودة الرسالة "ان اعضاء مجلس الأمن لا يرون، من وجهة نظرهم، سبباً يمنع حصول ذلك ضمن فترة زمنية قصيرة جداً". وحسب الرسالة، فإن العراق "مدعو للمساهمة" وتقديم وجهات نظره في شأن تنفيذ الالتزامات "خطياً، في تقرير، وشفوياً عبر مخاطبة أعضاء المجلس". ولا تلتزم الرسالة مسبقاً بنتائج المراجعة الشاملة، لكنها تنص على ان المجلس سيضع، بوضوح، الاطر والخطوات التي ما زال على العراق اتخاذها، وكذلك وضع اطار زمني لتحقيق هذا الهدف، "افتراضاً بأن التعاون العراقي الكامل" تم تحقيقه.