أكدت مصادر مطلعة في كابول ل "الحياة" أمس ان حركة "طالبان" وخصمها الرئيسي أحمد شاه مسعود، وافقا على عملية تبادل للأسرى هي الأكبر من نوعها منذ نشوب الصراع بينهما قبل ثلاث سنوات. وقالت المصادر إن الجانبين وافقا إثر وساطة قام بها رجل الأعمال الأفغاني المقيم في السعودية سيد جلال سيد كريم، على أن يطلق كل منهما ألف أسير. وسيبدأ تبادل الأسرى بمعدل 150 أسيراً يومياً، اعتباراً من غد الثلثاء. وكان جلال قام بوساطة مماثلة أفرج على أثرها أحمد شاه مسعود الاسبوع الماضي عن 50 أسيراً من "طالبان" كبادرة حسن نية، تمهيداً لمفاوضات يجريها جلال بين الطرفين لجمعهما الى طاولة المفاوضات. من جهة أخرى، أبلغت "الحياة" مصادر مطلعة في وزارة خارجية "طالبان" ان الحركة ستبدأ في السعي الى حشد تأييد دولي بعدما تنتهي من مشاكلها الداخلية، وذلك في اشارة الى القتال بينها وبين مسعود الذي باتت سيطرته تقتصر على ثلاث ولايات افغانية فقط. وأضافت المصادر نفسها ان الحركة ستتحرك عربياً في اتجاه مصر وسورية مقدمة للحصول على تأييد الدول العربية الكبرى، وهو ما سيفتح الباب لدول عربية أخرى للاعتراف ب "طالبان" حكومة شرعية لافغانستان. وأكدت المصادر ان "مصر تطالب مقابل هذا الاعتراف، بضمانات أمنية تتعلق بإيواء بعض الأفغان العرب في مناطق الحركة". وأشارت المصادر "الى استعداد طالبان لتقديم هذه الضمانات في مقابل الحصول على الاعتراف بها". لكن مصادر مستقلة شككت في أن تتمكن "طالبان" من توفير هذه الضمانات، مستشهدة بتعثر قضية أسامة بن لادن الذي تطالب الولاياتالمتحدة الحركة بتسليمه أو طرده من أفغانستان، الأمر الذي ترفضه الأخيرة.