كشف زعيم جماعة اسلامية باكستانية يحظى بثقة قيادة حركة «طالبان» الأفغانية، ومطلع على كواليس جهود أميركية تبذل للتواصل مع الحركة، فشل كل محاولات واشنطن لاحتواء «طالبان» عبر إشراكها في حل سياسي مع قوى اخرى افغانية. ووقال ل «الحياة» هذا الزعيم الذي رفض ذكر اسمه ان الولاياتالمتحدة أدركت الصيف الماضي استحالة الانتصار عسكرياً على «طالبان» الأفغانية «ما جعلها تطلق مساعي لإيجاد تفاهم معها يضمن خروج القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان، في مقابل اشراك طالبان في نظام سياسي يضمها الى الحكومة الأفغانية وباقي القوى السياسية. لكن قيادة الحركة رفضت العرض الأميركي، وقدمت اقتراحات أخرى لم تحظَ بموافقة الاميركيين». واوضح «ان عرض واشنطن نقلته شخصيات إسلامية تحظى باحترام واسع لدى الحركات الإسلامية وارتبطت بالقضية الأفغانية على مدى العقود الثلاثة الماضية»، مشيراً الى «مشاركة أحد أبناء قادة المجاهدين الأفغان في الحوار لاحقاً». وكشف أن «العرض الأميركي ركز على منح طالبان ثلاثة أرباع الحكومة الأفغانية المقبلة، مع تعهد بانسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان، في مقابل تسمية واشنطن باقي وزراء الحكومة الأفغانية واختيارها المناصب المدنية. وهو ما رفضته الحركة التي طلبت وضع الأميركيين لائحة بأسماء مئات من الشخصيات الأفغانية تختار قيادة طالبان منها شركاءها في الحكومة، كما عارضت أي عودة لنظام الأحزاب أو العمل السياسي وفق المفاهيم الديموقراطية الغربية، وهو ما لم تقبله واشنطن». واشار الزعيم الباكستاني الى ان مسألة مستقبل علاقة «طالبان» بتنظيم «القاعدة» وباقي الجماعات المسلحة شكلت عقدة بارزة في المفاوضات الاميركية غير المباشرة مع «طالبان»، اذ «سعت واشنطن إلى انتزاع تعهد من طالبان بمنع أي نشاط للقاعدة والمقاتلين الأوزبك وغيرهم على أراضي افغانستان، فيما اصرت طالبان على حصر التعهد بضمان سلامة القوات الأجنبية لدى مغادرتها البلاد شرط عدم تنفيذها نشاطات عسكرية حتى موعد خروجها، وعدم السماح لأي شخص باستخدام الأراضي الأفغانية للإساءة إلى دولة أخرى، في مقابل عدم تدخل المجتمع الدولي في الشؤون الداخلية لأفغانستان. كما اسقطت الإمارة الإسلامية مسؤوليتها عن أي اجنبي يقطن أفغانستان ثم يغادرها، وهو ما رفضته واشنطن». وقالت مصادر ل «الحياة» ان دولاً عربية إضافة إلى باكستانوإيران، تسعى إلى عقد اجتماع دولي لعلماء من دول إسلامية، من اجل العمل لإيجاد آلية للخروج من المأزق الأفغاني، وأرضية مناسبة للاتفاق بين «طالبان» والقوات الأميركية والدولية في أفغانستان. وتجري مشاورات حول مكان المؤتمر، علماً ان دولاً وافقت على عقده في باكستان، فيما طالبت دول أخرى بينها إيران بعقده في مكان آخر خشية وقوع المؤتمرين تحت تأثير الاستخبارات الباكستانية.