صدرت أمس سلسلة مواقف شاجبة للاتفاق الفلسطيني - الإسرائيلي في واشنطن. وركز البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير في عظة الأحد على هذا الاتفاق وقال "بالأمس وبعد مخاض عسير توصل المتفاوضون الى اتفاق تناوله ولا يزال الكثير من المسؤولين في كل مكان من العالم بالتحليل والتفسير والتشريح ومنه ما هو إيجابي ومنه ما هو سلبي، ولكنه إذا كان اتفاقاً مهماً بالنسبة الى من وقعوه وقد املوا منه على ما أعرب بعضهم أن يتيح لأبنائهم أن يعيشوا في جو من الأمن والاستقرار والسلام، وهذا أمر مستحب، فهو لم يلمح ولو من بعيد الى "ما لا نزال نعانيه من جراء هذا الخلاف الذي صار الاتفاق على تسميته، والكثيرون يعتقدون أن لا سبيل لوطننا الى العودة الى وضع طبيعي إلا بعد هذه التسوية التي تمت بالأمس". وسأل "هل اقترب انبلاج الفجر الذي نرتقب اطلالته مع منطقتنا منذ نصف قرن ونرتقبه نحن خصوصاً منذ قرابة ربع قرن"، وقال "اننا نأمل وننتظر ونصلي". من جهته رأى الرئيس سليم الحص ان الاتفاق "كرّس المشروع الإسرائيلي لمسخ الكيان الفلسطيني إذ نص على ضفة غربية مصغرة ومقطعة الأوصال بالمستوطنات الإسرائيلية والطرق الموصلة بينها". أضاف "أما ما سُمي اتفاقاً أمنياً فهو مشروع فتنة فلسطينية إذ سيكون من جرائه الإيقاع بين السلطة الفلسطينية وشعبها المناضل". وقال "ان الاتفاق المذكور كان بمثابة الاستسلام والهزيمة، إذ أعطى الجانب الفلسطيني كل ما يملك من مادة للتفاوض قبل أن يؤمّن مصير القدس ومصير فلسطينيي الشتات في الخارج وحق الفلسطيني في اقامة دولته على أرضه". ولم يستبعد الحص أن "ينجم عن هذا الاتفاق ارتفاع حدة التصلّب في الموقف الإسرائيلي عند استئناف المحادثات على المسار السوري اللبناني، إذ أن الاتفاق الموقع في واي بلانتايشن جاء ليكافىء نتانياهو على تشدده في وجه الفلسطيني، الأمر الذي سيشجعه على تصعيد تشدده على المسار السوري اللبناني. اضافة الى ان اعفاء الإسرائيلي من همّ المواجهة مع الفلسطيني بعد الاتفاق يمكن أن يكون من جرائه التفرّغ لتصعيد اعتداءاته وضغطه على لبنان". بدوره ندد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بالاتفاق واصفاً اياه ب"الصفقة الخيانية، وقال ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أصبح يمثل رئيس الشرطة الإسرائيلية في المناطق التي يشرف عليها الفلسطينيون من أجل الأمن الإسرائيلي لا من أجل استعادة الأرض الفلسطينية". وشدد على "رفض "حزب الله" الكامل لهذه الاتفاقات الخيانية التي ستترك آثاراً سلبية على المنطقة في المرحلة المقبلة لأن واشنطن وتل أبيب ستتفرغان للضغط على سورية ولبنان من أجل انتزاع التنازلات". وأكد ان "الأمل معقود على المقاومة الفلسطينية التي ستواجه هذه الصفقة الخيانية". ودان الاتفاق كل من ممثل منظمة التحرير الفلسطينية السابق في لبنان السيد شفيق الحوت والمفاوض الأردني ليث شبيلات الموجود في لبنان، وتجمع اللجان والروابط الشعبية ورئيس حركة "أمل" الإسلامية السيد حسين الموسوي.