يجتمع صانعو السيارات في فرانكفورت مرة كل سنتين لتقديم جديدهم من طرز ونماذج يتحلّق حولها رجال الصحافة والإعلام وحشود الجمهور للاطلاع على توجهات عالم هذه الصناعة. الدورة ال65 من المعرض اختتمت الأحد الماضي وسط استمرار الأزمة الاقتصادية التي طاولت بلدان الاتحاد الأوروبي في الأعوام الماضية، خصوصاً قطاع السيارات الذي يعاني من ركود ملحوظ في المبيعات، ما دفع بعضهم إلى تسريح آلاف العمال وإغلاق مصانع وخفض قدرة الإنتاج... يتلمّس مراقبون إشارات تعافٍ نسبي في مبيعات السيارات على الصعيد الأوروبي، حيث استقرت مبيعات بعض الصانعين نوعاً ما خلال الشهرين الماضيين، بل إن بعضها شهد ارتفاعاً كبيراً، وهو ما بثّ حالة من الثقة والتفاؤل بين المستثمرين والصانعين أنفسهم، بأن الصناعة توشك أن تتّخذ منعطفاً إيجابياً على رغم كل شيء! الرئيس التنفيذي لجنرال موتورز دان أكيرسون، صرح أخيراً أن هناك «شعاعاً مشرقاً يلوح في الأفق». أما رويلانت دي وارد مدير المبيعات والتسويق في الفرع الأوروبي لفورد، فلفت إلى أن «الأسوأ قد ولّى». وعلى رغم أن مبيعات السيارات في أوروبا انخفضت في الشهور الستة الأخيرة بنسبة 6.7 في المئة، لتصل إلى 6.4 مليون وحدة، وفقاً للاتحاد الأوروبي لصانعي السيارات ACEA، فإن مبيعات تموز (يوليو) وآب (أغسطس) شهدت نمواً ملحوظاً حتى في الأسواق الإسبانية والإيطالية المضطربة. بلغت أعداد الشركات العارضة في دورة هذا العام من معرض فرانكفورت 1091 شركة مقارنة ب1012 شركة عام 2011، و753 شركة في عام 2009. وانعكس هذا الرقم على عدد الإطلاقات الأولية الحصرية الذي تجاوز ال150 موديلاً تجارياً واختبارياً جديداً، وهو عدد كبير مقارنة ب89 موديلاً جديداً عام 2011 و82 موديلاً جديداً عام 2009. وتضمّنت الإطلاقات الحصرية الجديدة لهذا العام عروضاً نموذجية جاءت لتمثل توجهات شركات السيارات المستقبلية مثل آودي نانوك، جاغوار CX-17، مرسيدس إس كوبيه، إنفينيتي Q30 وغيرها، إضافة إلى طرز نخبوية تحمل علامات أستون مارتن، جاغوار، بينتلي، لامبورغيني، فيراري، بورشه، آودي، مرسيدس - بنز وبي إم في وغيرها. اهتمام بالاقتصادية على رغم التفاف جمهور الحضور حول عروض السوبر - كار الرياضية بامتياز الممهورة بتوقيع فيراري ولامبورغيني وغيرهما، إلا أن المعرض شهد اهتماماً كبيراً بالسيارات الاقتصادية في متناول اليد، وكذلك العروض المُدمجة، تلك ذات الفئة السعرية المنخفضة الموجهة خصيصاً إلى الأسواق الناشئة. وفي هذا السياق، خصصت تويوتا مثلاً منصة عرضها بالكامل لسياراتها الهجينة، كما أن من ضمن السيارات العشر الجديدة التي أزاحت فولكسفاغن الستار عنها في المعرض، هناك النسخ الكهربائية من غولف وUp المدمجتين. كما اتجهت مرسيدس - بنز نحو العروض الهجينة من خلال تقديمها طراز S500 الهجين المزود بشاحن، ناهيك عن آودي سبورت كواترو وبي إم في i8، وكلتاهما تسير بنظام دفع هجين مميز. وخلال جولة «الحياة» في المعرض، اختارت لكم بعضاً من أفضل ما شاهدته. آودي Nanuk مفاجأة آودي في فرانكفورت تمثلت بطراز نانوك كواترو النموذجي الذي يمثل حدوداً جديدة للديناميكية والأداء الرياضي، لما تتمتع به من مفاهيم وقدرات جديدة، لا سيما أن مفهوم نانوك يدمج بين عملانية سيارات الكروسوفر مع ديناميكية المركبات الرياضية ذات الأداء العالي متوجة بتقنية كواترو للدفع الرباعي الدائم ومحرك V10 TDI توربو ديزل، مكون من 10 أسطوانات، تبلغ سعته 5 ليترات بقدرة تفوق 544 حصاناً، إضافة إلى عزم 1000 نيوتن/ متر بدءاً من 1500 دورة في الدقيقة. والفضل يعود إلى شاحني التوربو اللذين يتم التحكّم بهما من خلال نظام آودي لرفع الصمامات أو Audi valvelift system) AVS). وتتمتع نانوك بوزن خفيف يصل إلى 1900 كلغ وتتسارع من صفر إلى 100 كلم/ س خلال 3.8 ثانية، أما سرعتها القصوى فتصل إلى 305 كلم/ س في حين لا يتعدى متوسط استهلاكها للوقود 7.8 ليتر لكل 100 كلم. بي إم في i8 وعلى منصات الصانع البافاري أيضاً طراز i8 الهجين المزود بشاحن، الذي يُعد واحداً من أكثر العروض الرياضية تطوراً في العالم، إذ يجمع التصميم الشبابي الثوري المتدفق بالحيوية، والأداء العالي في قالب رشيق خفيف الوزن ومصروف متدنٍّ من الوقود والانبعاثات الكربونية. وتتضمن i8 الجديدة نظاماً هجيناً مزوداً بشاحن يتكّون من محرّك بنزيني سعة 1.5 ليتر مزود بشاحني هواء «توربو» من ثلاث أسطوانات، يولّد 231 حصاناً، ويرسل العزم للعجلات الخلفية. وهناك محرك كهربائي يولّد 131 حصاناً يُسيّر العجلات الأمامية، ما يتيح إمكان السير بالطاقة الكهربائية وحدها حتى مسافة 35 كلم وبسرعة قصوى تصل إلى 120 كلم/ س. أما من خلال استخدام نظامي الدفع معاً، فيمكن اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 4.5 ثانية فقط. فيراري 458 Speciale زود موديل Speciale 485 بمحرّك يولّد 597 حصاناً، يمكنه الانطلاق من السكون إلى سرعة 100 كلم/ س في غضون 3 ثوانٍ تقريباً. تصميمياً، استعانت هذه المركبة بعناصر أروديناميكية في المقدّم والمؤخر شأن الأجنحة التي تعزز الضغط العمودي وتخفّض معدلات الجر، وغيرها. إنفينيتي Q30 يحمل نموذج إنفينيتي لمحة لموديل مستقبلي مُدمج يعتمد على قاعدة العجلات ذاتها المدعمة بمرسيدس - بنز الفئة A ذات الدفع الأمامي للعجلات. وتتبنى هذه الاختبارية لغة تصميمية جديدة تمثل تطوراً للغة الحالية للصانع الياباني، من خلال اللمسات الديناميكية وجمعها خصائص عروض الكروسوفر والهاتشباك في قالب مُدمج واحد. وتحمل أولى عروض Q30 التجارية بصمات مدير الأداء الجديد لدى الصانع الياباني، السائق الألماني سيباستيان فيتيل بطل العالم لسباقات الفورمولا واحد. ومن الداخل نجد تناقضاً واضحاً بين المكونات المعتمدة، فضلاً عن أخرى شأن الخزف الفخاري المنحوت والفولاذ والجلود وأيضاً ألياف الكربون. جاغوار CX-17 يكمن الغرض من إطلاق نموذج CX-17 الكروسوفر إظهار تعددية العروض التي يمكن إنتاجها باستخدام البنية الهيكلية الجديدة العائدة لجاغوار المصنوعة من الألومنيوم. ويمكن القول إن CX-17 الجديدة تبدو نسخة مخصصة للاستهلاك التجاري الواسع من الخارج، مع استثناءات قليلة شأن الإطارات والعجلات والمرايا الجانبية وبعض أجزاء بالصادمين. ولكنها تستعير لمحات تصميمية من عروض جاغوار الحديثة. من الداخل. وتختلف CX-17 تماماً بخطوط الخارجية، إذ تحمل طابعاً مستقبلياً بينما تتضمن لمسات من العروض الحالية. كيا نيرو يُعد النموذج التصوري نيرو منافساً مباشراً لطراز نيسان جوك في حال إعطاء كيا الضوء الأخضر لإنتاجه. وتستفيد هذه الكروسوفر المدمجة من خطوط جريئة مفتولة العضلات، مع شبك تهوئة أمامي محاط بإطار أخضر اللون، وأضواء LED متفرقة. وتعكس الخطوط الخارجية تصميماً يخطف الأبصار من خلال استخدام سقف مصنوع من الستانلس ستيل، يتناقض في تناغم من اللون الأسود المختار لباقي أجزاء الهيكل الخارجي. كما تتوافر أيضاً أبواب مجنحة لهذه المركبة التي تستفيد من نظام دفع هجين مكون من محرك بنزيني مع شاحن هواء «توربو» سعة 1.6 ليتر يولّد 158 حصاناً، يتصل بعلبة تروس أوتوماتيكية مزدوجة القابض الفاصل من 7 نسب، جنباً إلى جنب مع محرّك كهربائي بقدرة 44 حصاناً مثبّت على المحور الخلفي. مرسيدس S Coupe concept مع تحول طراز مرسيدس الفئة CL إلى جزء من الماضي، كشفت الشركة الألمانية في فرانكفورت عن نموذج S Class كوبيه الاختباري، الذي يُعد أفخم طرز مرسيدس، وقد أصبح جاهزاً للانتقال إلى المرحلة الإنتاجية، ومن الجيد أنه يبدو مختلفاً في صورة معقولة عن شقيقه من فئة سيدان ذي الأبواب الأربعة. وتبدو الواجهة الأمامية أكثر شراسة، بينما زوّدت السيارة من الخلف بأضواء أفقية أنيقة. كما أصبحت الخطوط المنحنية الأنيقة أجمل من السابق، بحيث تبدو السيارة الاختبارية رائعة الجمال من أي زاوية يُنظر إليها. فولكسفاغن e-UP وe-Golf تستفيد النسخة التجارية من e-Golf من محرّك كهربائي بقدرة 114 حصاناً و270 نيوتن/ متر من عزم الدوران، يتيح لها الانطلاق من السكون إلى سرعة 100 كلم/ س في غضون 10.4 ثانية، وتسجيل سرعة قصوى محددة إلكترونياً عند 140 كلم/ س. أما e-UP المدنية الرباعية المقاعد فتستفيد من محرّك كهربائي يولّد 80 حصاناً و210 نيوتن/ متر من عزم الدوران. ويمكن هذه السيارة اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 12.4 ثانية وبلوغ سرعة قصوى مقدارها 130 كلم/ س. www.carsandspeed.com