طمأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اقطاب اليمين المتطرف في ائتلافه الحكومي بأنه متمسك بالمطالب التي اشترطها على السلطة الفلسطينية لتنفيذ المرحلة الثانية من اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وذلك قبل يومين فقط من عقد القمة الثلاثية في واشنطن التي تتضاءل الآمال بنجاحها. وأكد نتانياهو، الذي ترأس اجتماعاً طويلاً لأعضاء حكومته استعرض فيه الموقف الاسرائيلي من المباحثات المرتقبة في منتجع واي بلانتيشن القريب من واشنطن، انه سيصرّ على ان "تسلم السلطة الفلسطينية الفلسطينيين الذين ارتكبوا اعتداءات ضد اسرائيليين وعلى الغاء الميثاق الوطني الفلسطيني وتدمير البنية التحتية للارهاب وعلى مبدأ التبادلية"، مشيراً الى انه سيتابع بصورة متواصلة تنفيذ السلطة هذا الشرط الاخير بصورة تدريجية. وتعهد نتانياهو لليمين المتطرف بأن لا تتجاوز نسبة الانسحاب الاسرائيلي الثاني الپ13 في المئة "بأي حال من الاحوال"، وان لا يتجاوز الانسحاب الثالث والاخير المفروض تنفيذه قبل الشروع في مفاوضات الحل النهائي نسبة واحد في المئة. ونقل عن نتانياهو قوله: "نحن على استعداد لاتخاذ قرارات صعبة ولكن ليس من الواضح اذا كان الجانب الفلسطيني مستعداً لذلك ايضا". وهدد حزب "مفدال" الديني المتطرف تسعة مقاعد في الكنيست الاسرائيلي بالانسحاب من حكومة نتانياهو في حال عدم تنفيذ السلطة الفلسطينية مبدأ التبادلية. وأكد وزير الطاقة شاؤول يهلوم مفدال في تصريحات صحافية ان حزبه "لن يبقى في الحكومة ان لم تنفذ السلطة الفلسطينية بنود مبدأ التبادلية". وجدد يهلوم معارضة حزبه الانسحاب الاسرائيلي بنسبة 13 في المئة. وضم وزير الخارجية الجديد الذي حظي تعيينه بموافقة جميع الوزراء الپ17 صوته الى صوت حزب المفدال المتطرف بمعارضته نسبة الانسحاب على رغم انه سيشارك في محادثات واي بلانتيشن في نهاية الاسبوع الجاري. من جهتها، اعلنت "جبهة ارض اسرائيل" التي تضم 17 عضواً في الكنيست الاسرائيلي من اليمين المتطرف انها ستبدأ حملة لاسقاط حكومة نتانياهو اذا ما وقّع الاخير حتى ولو بالاحرف الأولى على اتفاق يقضي بانسحاب اسرائيلي من الأرض الفلسطينية. وقال رئيس الجبهة ميخائيل كلاينر: "سنصوت الى جانب حجب الثقة عن حكومة نتانياهو اذا ما وقع على اتفاق يقضي بتسليم اي جزء من أرض اسرائيل". ونفى سكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه ان يكون اي من الوزراء الاسرائيليين وضع قيودا على نتانياهو قبل توجهه الى واشنطن. وقال نافيه فور انتهاء الاجتماع ان نتانياهو يحظى بدعم حكومته، وقال ان اسرائيل "تسعى الى التوصل الى اتفاق مع السلطة الفلسطينية شرط ان تفي بتعهداتها الأمنية وبمطالب اسرائيل الأمنية". وأضاف "في حال استجابة السلطة الفلسطينية مطالبنا الأمنية سيكون في الامكان التوصل الى اتفاق في محادثات واي بلانتيشن". ونقلت مصادر صحافية اسرائيلية عن مسؤول حكومي كبير موافقة الولاياتالمتحدة على ان تكون اسرائيل الجهة الوحيدة المخولة تحديد نسبة الانسحاب الثالثة من الأراضي الفلسطينية. وقال المصدر ذاته ان نتانياهو سيعرض نسبة هذا الانسحاب التي ستكون واحدا في المئة فقط على اعضاء حكومته للتصويت عليها بعد عودته من واشنطن. وبهذا يضع نتانياهو مجدداً العصي في عجلات الاتفاق المرتقب خصوصاً ان المبادرة الاميركية التي سيتباحث الجانبان في بنودها تنص على ان يتم التوصل ايضاً الى اتفاق بشأن المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار وان لا يؤجل اتخاذ القرار بشأنها الى ما بعد المحادثات المرتقبة. وفي غضون ذلك قتل اسرائيلي وأصيب آخر بجروح خطيرة بعدما اطلق مجهولون النار عليهما قالت اسرائيل انهم فلسطينيون اثناء استحمام الاسرائيليين في نبع بالقرب من عين كارم غرب القدس. وعثرت الشرطة الاسرائيلية على سيارة احد الاسرائيليين التي يبدو ان الفاعلين استخدموها للفرار من المكان بالقرب من بلدة الولجة الفلسطينية حيث سارعت قوات الاحتلال الاسرائيلي الى فرض نظام منع التجول على القرية وبدأت بأعمال التمشيط بحثاً عن الفاعلين. وقال قائد شرطة اسرائيل في منطقة القدس ان الفاعلين هربوا الى المناطق التي تخضع للسلطة الفلسطينية.