اكدت مصر تفهمها طلب العراق الحصول على "توضيحات" ل "المراجعة الشاملة" التي اقترحها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، لتقويم تنفيذه قرارات الشرعية الدولية، تمهيداً لالغاء قراره وقف التعاون مع فرق التفتيش. وقال مصدر ديبلوماسي مصري: "من حق العراق ان يعترف مجلس الامن بأنه حقق تقدماً عملياً وبأن ملفات معينة اغلقت او بات اغلاقها وشيكاً، فضلاً عن حقه في بيع المزيد من نفطه، ولكن من واجب العراق تطبيق القرارات الدولية. وحمّل المصدر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار المحظورة اونسكوم ريتشارد بتلر "جزءاً كبيراً" من مسؤولية المشاكل بين العراق ومجلس الامن، لانه "يستفز العراقيين في سيادتهم وكرامتهم". وعبّر عن اعتقاده بإمكان اغلاق الملف النووي والانتقال الى مرحلة المراقبة الدائمة، مشيراً الى ان مصر حضت دول مجلس الامن على اتخاذ موقف ايجابي يشجع بغداد على استئناف التعاون مع فرق التفتيش. وكانت باريس ابلغت القاهرة معلومات عن نتائج التحليلات التي اجراها مختبر فرنسي على رؤوس صواريخ عراقية، واكدت عدم وجود اي اثر لغاز الاعصاب "في اكس" في هذه الرؤوس. وتابع المصدر: "يجب الا تتحول مراجعة مجلس الامن الحظر على عمل روتيني ينتهي بإبقائه وجعل مسألة حصول العراق الى شهادة بما انجز ضرباً من المستحيل، خصوصاً في ضوء تجاوزات اونسكوم وتجيير قرارات الشرعية الدولية". وزاد ان انان "مناط به العمل لاستئناف التعاون وفي الوقت نفسه احترام سيادة دولة عضو في المنظمة الدولية". ويأتي الدعم المصري لطلب العراق "توضيحات" من الاممالمتحدة في وقت تشهد العلاقات المصرية - العراقية تنامياً وتشاوراً حول بعض القضايا شملا اتفاقا المصالحة بين حزبي مسعود بارزاني وجلال طالباني الذي رعته واشنطن. وتلقى وزير الخارجية المصري عمرو موسى معلومات من رئيس بعثة رعاية المصالح المصرية في بغداد السفير شريف ريحان عن العلاقات بين البلدين، افادت ان الجالية المصرية في العراق 200 ألف شخص في مقابل 1.8 مليون عام 1990 تلقى رعاية واهتماماً من القيادة العراقية، ولفت الى ان الرقم يزداد مما يستعجل افتتاح مكتب عمالي ثان في بغداد ملحق بالبعثة الديبلوماسية. واشار السفير الى ان حجم التبادل التجاري بلغ 250 مليون دولار بما فيها قيمة العقود المبرمة في اطار اتفاق "النفط للغذاء". وستعقد في تشرين الثاني نوفمبر المقبل في القاهرة اجتماعات اللجنة المصرية - العراقية برئاسة وزيري التجارة وعقدت في بغداد في حزيران يونيو الماضي دورة اولى من هذه الاجتماعات بعد توقف دام 8 سنوات. الى ذلك، علم ان الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد ابلغ وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف ان الجامعة تبذل جهوداً لرفع الحظر، وتسوية العقبات المثارة بين بغداد و"اونسكوم". على صعيد آخر، أفادت مصادر ديبلوماسية أن العراق سيرشح المستشار الاعلامي السابق للرئيس صدام حسين رئيس تحرير صحيفة "الثورة" الرسمية سابقاً صباح ياسين سفيراً في تونس ليحل محل منذر أحمد المطلك الذي عاد إلى وزارة الخارجية في بغداد.