علمت "الحياة" أن الرئيس حسني مبارك تلقى تقريراً من البعثة المصرية لدى الأممالمتحدة وآخر من الحكومة العراقية عبر القنوات الديبلوماسية عن "دور إسرائيل في إدارة بعض عمليات فرق التفتيش التابعة للجنة الخاصة المكلفة نزع السلاح العراقي المحظور" أونسكوم. وأفادت التقارير أن "إسرائيل دخلت على خط عمل اللجنة منذ العام 1991 حين كان يرأسها رالف اكيوس، وزاد التدخل بعد تولي ريتشارد بتلر رئاسة اللجنة وهو أنشأ وبعض مساعديه خطاً ساخناً مع تل أبيب". وأفاد تقرير بغداد أنها كانت "نبهت في بداية أعمال اللجنة الى عمالة بعض أعضائها لإسرائيل، وطلبت تغيير تشكيلة بعض جنسيات أعضاء اللجنة ممن كانوا وراء افتعال الأزمات التي واكبت تجاوز اللجنة صلاحياتها، وانتهاكها الاتفاق المبرم بين اكيوس ونائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في شأن عمل اللجنة". وجدد مصدر ديبلوماسي مصري اتهام اللجنة بالانحراف عن مهماتها بتعاونها مع إسرائيل، وصرح الى "الحياة" بأن القول ان قرار مجلس الأمن 683 دعا الدول الأعضاء في المنظمة الدولية الى مساعدة اللجنة في إنجاز التفويض الممنوح لها "تبرير في غير محله، وقرارات المجلس دعت الدول الأعضاء الى مساعدة اللجنة وليس مساعدة اللجنة بعض الدول الأعضاء. ان بعض اعضاء فرق التفتيش قدموا الأممالمتحدة كمنظمة دولية تعمل لحساب دولة عضو، الى درجة أقرب الى التجسس". يذكر ان اكيوس كان زار القاهرة عام 1994 بحجة مساعدته في انجاز مهمته بزعم وجود تعاون سابق بين العراق ومصر في مجال التسلح، لكن القاهرة رفضت الإجابة عن الكثير من تساؤلاته، واعتذرت عن استقباله مرة أخرى. أما بتلر فتجنب طلب زيارة مصر، وكان أعضاء في اللجنة برروا لديبلوماسيين مصريين التعاون مع إسرائيل بپ"رفض مصر التعاون". وحذر المصدر المصري من توجيه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية للعراق، معرباً عن الامتعاض من تصريحات وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين وتهديده بضرب العراق. ولفت المصدر الى "ما تكشف عن تبادل معلومات بين اللجنة وإسرائيل بخصوص العراق الذي قطع شوطاً كبيراً على صعيد تنفيذ قرارات مجلس الأمن واحترم التزاماته، الأمر الذي يجب أن تقابله مراجعة شاملة تمهيداً لرفع الحظر ووقف معاناة الشعب العراقي الشقيق". وكان مبارك حذر الاسبوع الماضي الولاياتالمتحدة من ضرب العراق، مؤكداً ان "عملاً عسكرياً ضد بغداد سيقلب حسابات كثيرة في المنطقة فالوضع الآن ليس كما كان عليه من قبل". كما كشف وزير الخارجية المصري عمرو موسى انه يجري اتصالات لمعرفة طبيعة المعلومات التي حصلت عليها إسرائيل من اعضاء في "اونسكوم".