محبو الفنان الاميركي الكبير مارلون براندو من المتفرجين العرب وهم كثيرون، لهم موعد على جزأين ابتداء من الاسبوع المقبل، مع حياة وأعمال هذه الفنان، الذي يعتبر في الاحصاءات كافة، من أكبر نجوم السينما الاميركية حضوراً وشعبية. إذ تقدم قناة أوربت السينمائية الذهبية - القناة الأولى - ضمن سلسلة برامجها الخاصة برنامجاً عن الممثل مارلون براندو، المعروف بمتمرد هوليوود، الذي أكثر ما يميزه العفوية في التمثيل "إذ لا يستطيع أحد ان يتنبأ بما سيفعله لاحقاً" حسب ما يقول النقاد عنه. ويتحدث براندو في هذا البرنامج عن والده الذي كان أكثر صرامة من والدته، وعن بيت عائلته المليء بالكتب والموسيقى. وعن والديه يقول: "كانت والدتي تجيد الطبخ وكان والدي يسافر كثيراً خارج المدينة نظراً لعمله". وفي صغره كان براندو طفلاً مرحاً وحسن السلوك، ولكنه كان من النوع الانعزالي، اذ كان ينفرد دائماً بنفسه ليفكر باهتماماته الطفولية. ويقال ايضاً ان مارلون براندو كان مستقلاً ومتمرداً منذ صغره، وقد بدا التمرد واضحاً في نوع ملابسه وفي بعض تصرفاته التي تتسم احياناً بالعنف. ولكن براندو عاش بفضل والدته التي تتمتع بنفسية الأطفال حياة هنيئة ومليئة بالمرح. والمعروف عن براندو ايضاً حبه لتخطيط المقالب للآخرين، كوضع أشياء غريبة لهم في الحساء أو مزاح من نوع آخر لا يتوقع من صبي لا يتجاوز عمره اثني عشر عاماً. وكان براندو انتقل الى نيويورك في الثامنة عشرة من عمره ليدرس التمثيل. وتقول شقيقته جوسلين عنه: "لقد أصبح مارلون ممثلاً لأن التمثيل هو الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه القيام به. ويعود حبه للتمثيل الى حضوره احدى المسرحيات وتمتعه بها عندما كان في الثانوية". هذا البرنامج يتضم صوراً لمارلون براندو من طفولته ومع أخواته، ولقطات من أشهر أعماله مثل فيلم "التانغو الأخير في باريس" وفيلم "الميناء" الذي فاز فيه بأوسكار عن الدور الذي أداه، بالإ ضافة الى مقابلات عنه مع أشهر شخصيات في هوليوود من مخرجين مثل برتولوتشي، وممثلين مثل انطوني وين وجين فوندا التي تقول عنه: "العمل مع براندو صعب للغاية، لأن له ايقاعه الخاص الأشبه بتيار جارف. براندو ممثل جبار يملك، عدا التمثيل، سحراً خاصاً، وطريقته في التمثيل لم تشهده الشاشة من قبل، وقد ساهمت من دون شك في تغيير صناعة السينما في العالم". الفنان وتناقضاته كما يتطرق البرنامج الى طلاقه من زوجته السابقة آنا كاشفي التي تقول: "مارلون براندو بالتأكيد ممثل جيد، وله تناقضاته. وحتى في حياته كانت له نفس التناقضات، وتصرفاته كانت غير معقولة. فباستطاعته ان يكون مشيناً ولطيفاً في الوقت نفسه، وقد جربت الحالتين". وتضيف آنا ان الحياة مع براندو كانت نوعاً من الفوضى، فقد كان يمضي وقتاً طويلاً مع زملائه الذين كانوا يتدخلون دائماً في حياته الخاصة. وتروي آنا كاشفي للمشاهدين كيف قررت طلب الطلاق منه، وتقول انها رجعت يوماً الى المنزل وأبلغت الخادمة ان تعتني بطفلها ثم ذهبت للاسترخاء في غرفة نومها، ولكنها سرعان ما استغرقت في النوم، إلا انها عندما استيقظت شعرت ان ثمة شيئاً ما حدث، وبالفعل، وجدت الخادمة ميتة غرقاً في حوض السباحة. ووسط هذا الارتباك، وصلت الاخبار الى زوجها بأنها هي التي غرقت وليست الخادمة، فهرع براندو الى المنزل ليتفقدها، وانما شعرت آنا في هذه اللحظات ان الحياة قصيرة جداً فقررت الطلاق منها. وقد استمرت القضية التي رفعتها لحضانة ابنها بعد الطلاق ثمانية عشر عاماً... ومن الناحية الانسانية مارلون براندو كان دائماً شديد القلق على الأفراد الذين حرموا من حقوقهم وامتيازاتهم في ظل النظام ولم يعاملوا معاملة عادلة من قبل المجتمع. وقد كان يعمل على مجموعة قضايا تخص بعض الفئات من الناس التي كان يعتقد انها لم تلق الدعم الكافي من المجتمع. وقد كرس براندو كل وقته وطاقته وماله في سبيل هذه القضايا التي أثارت اهتمامه. مارلون براندو الطفل والأب والممثل، مارلون براندو الانسان، مارلون براندو، وكل ما يتعلق بأعماله والشخصيات التي عملت معه في برنامج خاص تبثه قناة أوربت الأولى بالعربية في جزءين في 24 و31 تشرين الأول اكتوبر الجاري في الساعة 18.00 بتوقيت غرينتش.