تحدثنا عن بازوليني بمقالات سابقة، أما هذه المقالة سوف استعرض المخرجين الإيطاليين الجدد ونظرتهم للمجتمع والشباب والسياسة من خلال أعمالهم التي تبدو حديثة في التقنية والمضمون عن الجيل السابق ومنهم (برنادو بيرتولوتشي) وقد أحدث فيلمه لسنة 1972 (التانجو الأخير في باريس) ضجة بين الجمهور والنقاد لما يحويه من مشاهد فاضحة ومضمون جديد على المشاهد وصرح بعرضه في باريس قبل روما في حين ان مخرجه إيطالي مرموق نشأ بين فنانين متعددي الموهبة والثقافة فوالده الشاعر الإيطالى المعروف (اتيللو) وشقيقه الأصغر المخرج (جيوزيني). ولد بيرتولوتشي سنة 1940 ببلدة بارما بإيطاليا وفي سن السادسة بدأ كتابة الشعر وأنتج أول فيلم للهواة في سن الخامسة عشرة بكاميرا سينما 16 مم وفي سن 22 حصل على أول جائزة له فى كتابة السيناريو عن أول عمل له واسمه (البحث عن السر) وسنة 1961 انتقلت عائلته للسكن في روما وهناك تقابل مع صديق والده بازوليني وعمل معه مساعدًا في فيلم (المتسول) الذي تحدثت عنة فى مقال سابق وبعدها بدأ بيرتولوتشي إخراج أول أفلامه وهو (الحصاد المتجهم) عن قصة لبازوليني صديق والده وقد عُرض في مهرجان فينسيا للسينما وأتضح أسلوب برتولوتشي وتأثره بالأدب والشعر في عمله الأول وبعدها أخرج فيلم (قبل الثورة) وهو قصته ويتعرض فيه لبلدته التي نشأ فيها وأهلها ويلخص مبادءه وآراؤه في السياسة والمجتمع من خلال شخصيات روايته وأن اليسار ليس له حلول لإنقاذ المجتمع وقد صور له الفيلم أحد أفضل المصورين وهو فيتوريوستورار وهو مصور بازوليني أيضًا وبعدها صور فيلم تسجيلي باسم (القناة) وبعدها كتب وأخرج ثلاث أفلام تسجيلية هم: (الأصل- الرحلة- من خلال أوروبا) ورجوعًا لفيلم (التانجو الأخير في باريس) بطولة الأمريكي الكبير والحائز على الأوسكار عدة مرات مارلون براندو أمام ممثلة بلجيكية ماريا شنايدر. وفيلم (الملتزم) عن قصة بنفس الإسم للكاتب الإيطالي الشهير البرتومورافيا وحصل الفيلم على جائزة الأوسكار الأمريكي عن أفضل سيناريو. وفيلم (1900) وفيه استعراض تاريخ إيطاليا السياسي والاجتماعي والثقافي منذ بداية القرن إلى 1945. الحديث عن برتولوتشي لا ينتهي إلا أن هناك محطات مهمة في مسيرته الفنية من أهمها إخراج أكثر من فيلم عن الصين منها (الإمبراطور الأخير) وقد حاز هذا الفيلم على 9 جوائز أوسكار وأيضًا أخرج فيلم (بوزا الصغير) 1966 لاقتناعه بالثقافة الصينية والفلسفة البوذية.