وسط استمرار المواقف الداعمة للرئيس اللبناني المنتخب إميل لحود والتمنيات والمطالب والتوقعات خصوصاً في ما يتعلق بالحكومة الجديدة، بدا ان ثمة اتجاهاً الى بت مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب، ولو في جوانب منه، لإراحة العهد المقبل من جزء من التركة الاقتصادية والمالية الثقيلة. فقد اكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان "العهد الجديد سيكون على شاكلة الرئيس المنتخب وان الحكومة الجديدة ستكون ممثلة كل القطاعات والشرائح"، مشدداً على ان "لا مانع لديه من ان تطعم بوجوه تقنية ومختصين، انما يجب ان يكون التركيز على السياسيين لأننا مقبلون على ايام مصيرية". ونقل نقيب المحررين ملحم كرم عنه ان انتخاب لحود "اوحى ثقة واطمئناناً ترجما في السوق المالية". ورأى ان "الحكومة الجديدة ستشكل بدءاً من 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل بعد اجراء الاستشارات النيابية الملزمة". واعتبر ان "امام الرئيس لحود مشكلات كثيرة بينها الهجرة والمهجرون والعجز والوضع المالي والاقتصادي وتفاقم الديون وان هذه الملفات تحتاج الى رجال لمعالجتها والرئيس لحود اهل لهذه المعالجة، علماً ان الايام المقبلة تحتم تعاوناً بين كل الافرقاء". وأكد انه متفق مع لحود من دون اجراء اتصالات ثنائية "لأن القلوب على بعضها، فكيف اذا اجريت الاتصالات". وأضاف ان "ما بينه وبين رئيس الحكومة رفيق الحريري من تباعد في وجهات النظر ورؤية مختلفة الى القضايا، لا يمنعه من تأييد تكليف الحريري تشكيل الحكومة، لمصلحة لبنان واللبنانيين". ورأى ان "لبنان مقبل على ايام شفافة ومؤسساتية تزيل من نفوس اهلنا المسيحيين كل ما يسمونه احباطاً وما اسميه انا اعتكافاً. ويقيني انها ستكون ايام وحدة وطنية متماسكة ومتعاونة". ولفت الى ان "النهضة التي سيشهدها لبنان، لن يعارضها إلاّ من هو حليف لإسرائيل المتضررة الوحيدة من انتخاب الرئيس لحود". وقال ان الحملة التي كانت تستهدفه "انما كانت تستهدف المجلس النيابي والشقيقة سورية وتحاول منع وصول لحود الى سدة الرئاسة". وأكد ان الرسل والاتصالات بينه وبين الحريري وجميع القطاعات المعنية "على قدم وساق من اجل الوصول الى ولادة طبيعية لمشروع سلسلة الرتب والرواتب". وكان بري بحث مع رئيس الاتحاد العمالي العام الياس أبو رزق في موضوعي السلسلة وقانون الايجارات المدرجين على جدول اعمال جلسة المجلس العامة الثلثاء المقبل. ونقل أبو رزق عنه ان "المفعول الرجعي سيبقى مضموناً اضافة الى حق المتقاعدين، وسيلحظان في موازنة العام المقبل، وان العمل بالسلسلة سيبدأ اعتباراً من 1/1/1999". وفي السرايا التقى الحريري رئيس اللجنة النيابية للمال والموازنة خليل الهراوي الذي توقع اقرار سلسلة الرتب والرواتب خلال الجلسة النيابية المقبلة، مشيراً الى "عدم بلورة الصيغة النهائية بعد، لجهة مصادر التمويل وطرق التنفيذ". والتقى الحريري مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي رأى ان البلاد ستخطو في العهد الجديد خطوة ايجابية في نهضة لبنان على كل الصعد، وخصوصاً تعزيز العلاقات والتعاون بين لبنان وسورية ووحدة المسار بين البلدين في مواجهة الاخطار الاسرائيلية". وأبرق الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان في ذكرى قيام الاممالمتحدة، مذكراً اياه بأن "لبنان كان من الدول التي شاركت في تأسيسها وصوغ ميثاقها ووضع شرعة حقوق الانسان"، مبدياً سروره "لتمكنها من اجتياز اكثر من امتحان ومهمات شبه مستحيلة". وأشاد بجهود أنان لتسوية الخلافات بالتفاوض بعيداً من العنف والقوة، مقدراً "عالياً المهمة التي تضطلع بها قوات الأممالمتحدة". وحيّا ارواح شهدائها الذين سقطوا في الجنوب. وجدد تمسك لبنان ببقائها حتى تنجز مهمتها، رافضاً "تقليص دورها او خفض عديدها". وأكد التمسك بتنفيذ القرار 425 ودعم المنظمة الدولية". وفي المواقف، كرر السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد، بعد لقائه الوزير طلال أرسلان تأييد بلاده الرئيس لحود "الذي ترى فيه فاتحة عهد خير للبنان والشعب اللبناني، وتبدي استعدادها للعمل معه ومع الحكومة اللبنانية في المستقبل لتحقيق الامنيات المتبادلة". وقال رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين "اننا ندخل عهداً جديداً نأمل ان يكون رشيداً وحكيماً وشكر لله ما تم انجازه في الماضي، اذ خرجنا من حرب طائفية وأعدنا توحيد مجتمعنا والاعتبار الى مؤسساتنا وأرسينا مشروع الدولة". وأمل "بمتابعة هذه المسيرة في المستقبل على ان يتفادى العهد الجديد ما وقع من اخطاء وسهوات في العهد الماضي". وأضاف في احتفال ببدء العام الدراسي في الجامعة الاسلامية "نحن نستقبل عهداً نستبشر فيه خيراً كثيراً في قيادة اجمع عليها اللبنانيون ونأمل ان تنال التعاون الذي تستحقه من جميع اللبنانيين". وسلّم السيد بيار الجميّل البطريرك الماروني نصرالله صفير رسالة من والده الرئيس السابق أمين الجميّل اكد فيها "تأييده مواقف بكركي خصوصاً الاخيرة منها وداعمة للرئيس المنتخب". وأمل ان "تؤدي الانتخابات الرئاسية الى حل الازمتين المسيحية واللبنانية والى وحدة الصف"، مؤكداً "دعمه وفريق العمل الكتائبي للعماد لحود". وسئل عن عودة والده الى لبنان، اجاب "نأمل ذلك اذا كان التغيير الذي يحكى عنه حقيقياً". وأعلن المحامي سمير طرابلسي بعد زيارة بكركي على رأس وفد من "المؤتمر الشعبي اللبناني" ترشيحه الرئيس سليم الحص الى رئاسة الحكومة المقبلة، لافتاً الى "ضرورة ان تكون الحكومة تكنوقراطية متسمة بالنزاهة والاستقامة والالتزام الوطني". وأشار الى ان نظرة اعضاء المؤتمر الشعبي تتفق مع نظرة البطريرك صفير بضرورة إحداث تغيير ينقذ الوطن ووحدته ويؤسس لوفاق وطني حقيقي".