تمنى البطريرك الماروني نصر الله صفير للرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي «التوفيق»، معتبراً أن مشاركة «قوى 14 آذار» في الحكومة «هي من شأنهم»، وأعلن تأييده «التحرير حيثما يقع وبالأخص لبنان ليبقى بحدوده الطبيعية». كلام صفير جاء في مطار رفيق الحريري الدولي قبل مغادرته بيروت الى الفاتيكان للمشاركة في احتفال إزاحة الستار عن تمثال القديس مارون في باحة القديس بطرس يوم 23 شباط (فبراير) الحالي، برئاسة البابا بنديكتوس السادس عشر، وحضور الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وقال صفير انه سيلتقي البابا وغيره من المسؤولين، مشيراً الى انه سيلتقي أيضاً الرئيس سليمان خلال وجوده في الفاتيكان، وموضحاً أنه «إذا كان الحديث سيدور حول الحكومة أو غير ذلك، فهذا يتعلق بالأسئلة التي ستطرح علينا». وعما إذا تلقى اتصالاً من ميقاتي «لأخذ البركة»، قال صفير: «لم يتصل بنا، إنما نتمنى للرئيس ميقاتي كل نجاح وتوفيق»، مضيفاً: «نحن نهنئ كل من يوكل إليه تأليف الحكومة». وعما إذا كان يدعو فريق 14 آذار الى المشاركة بحكومة وحدة وطنية، رد صفير: «هذا شأنهم، وهم يعرفون ما هي مسؤولياتهم بالنسبة الى هذا الأمر»، معلقاً على ما يجري من أحداث في المنطقة، بالقول: «نشكر الله على أن ما جرى في غير بلدان لم يجر في لبنان. وهذه نعمة». وعمن سيسلم هيئة أمانة سدة البطريركية بعد قبول استقالته من قبل الفاتيكان، أجاب صفير: «سنسلمها الى من يدعوه الله الى تحمل هذه المسؤولية. وإننا نرحب به»، مؤكداً أن «ليس لنا أن نسمي، لأن العادة معروفة وهي أن يجتمع الأساقفة وينتخبوا خلفاً، وليس البطريرك الحالي هو من يسمي خلفاً له»، وزاد: «نحن قدمنا الاستقالة، ونعتقد أنها ستقبل». وإذ أبدى صفير أسفه ل «ما يحدث في بعض البلدان العربية»، أكد أن «الشعب إذا انتفض، فهذه هي العاقبة». وعن فكرة الرد على عدوان إسرائيلي على لبنان بتحرير الجليل الأعلى، أجاب: «نحن نؤيد التحرير حيثما يقع، وبالأخص لبنان ليبقى على ما هو بحدوده الطبيعية». واعتبر أن مطالبة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون بوزارة سيادية كوزارة الداخلية «شأن يخص الحكومة، وهم يتدبرون أمرهم». وفي دردشة مع «الوكالة الوطنية للإعلام» على متن الطائرة، رأى صفير ان «وضع لبنان وعلى رغم كل الصعوبات يبقى احسن من وضع البلدان من حولنا والتي تمر بوضع صعب». وطالب ب «تشكيل حكومة تضم جميع الفرقاء اللبنانيين ومن كل الاحزاب». ورداً على سؤال حول استقالته، قال: «قدمت استقالتي ولم تقبل حتى الآن»، واصفاً ما اشيع عن انتخاب بطريرك جديد في آذار (مارس) المقبل ب «التكهنات». كما وصف «ما يجري في البلدان العربية بالمخيف»، معتبراً «ان الوضع في لبنان لم يصل الى هذا الحد». وقال: «نحن مع المحكمة الدولية لأنه يجب ان يظهر المجرم من غير المجرم، ويجب ان نعرف من قتل رئيس الحكومة السابق (رفيق الحريري) وجميع الشهداء». وكانت البطريركية المارونية نظمت مساء أول من أمس لقاء موسيقياً في القاعة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، بعنوان: «الموارنة ومجد لبنان» تكريماً «لمواقف صفير وجرأته وشجاعته وإيمانه»، بالتعاون مع جامعة سيدة اللويزة. وحضر الحفل الى صفير، النائب فريد الياس الخازن ممثلاً عون، ورئيس المكتب التربوي في «القوات اللبنانية» الدكتور هنري باخوس ممثلاً رئيس «القوات» سمير جعجع وشخصيات