أكد الرئيس السوداني عمر البشير ان حكومته تسعى الى تحقيق "السلام العادل الذي تحرسه القوة" والسير نحو تحقيق الوفاق الوطني ولم الشمل. واعتبر ان اصدار قانون الاحزاب المعروف باسم "قانون تنظيم التوالي السياسي" يؤكد توجه الحكومة نحو تحقيق ذلك. وقال البشير في حديث امام المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي امس ان مواقف الدول التي كانت تعادي حكومته "اضحت اكثر ايجابية بعد الاعتداء الاميركي على مصنع الشفاء". وأشاد في هذا الصدد بدور الديبلوماسية السودانية في توضيح الحقائق للرأي العام العالمي. وأعرب عن ارتياحه للمساعي التي تبذلها حكومته لتطبيع العلاقات مع دول الجوار، مشيراً الى "المواقف الاخوية التي ابداها ملوك ورؤساء الدول العربية اثناء كارثة السيول والفيضانات" التي اجتاحت السودان اخيراً. ودعا القيادة العربية الى "مزيد من الترابط والتكامل لمواجهة العدو المشترك". وكان الرئيس السوداني استهل خطابه بهجوم حاد على الولاياتالمتحدة. وقال ان "عداءها المستتر للسودان بات سافراً وعلنياً". وأكد ان حكومته "لن تتخلى عن سياساتها وستواصل مسيرتها على رغم الكيد الاميركي". وقال البشير ان حكومته حققت نجاحات عدة في المجال الاقتصادي على رغم العقبات التي واجهتها وحدد تلك العقبات في "اتساع رقعة الحرب، وتزايد التدخل الاجنبي، وازدياد حالات الفقر، وتحديات العولمة، وضرورة اعادة هيكلة الاقتصاد السوداني". الى ذلك قال البشير في حوار اجرته معه صحيفة "اخبار اليوم" المستقلة ان بامكان قادة الاحزاب مثل السيد الصادق المهدي الأمة ومحمد عثمان الميرغني الاتحادي ومحمد ابراهيم نقد الشيوعي يمكنهم قيادة احزابهم وفق قانون تنظيم التوالي السياسي مؤكداً ان هذا القانون لن يحظر عليهم قيادة احزابهم. وأشار الى ان الحظر السياسي يتم فقط على من أدينوا امام القضاء. ودافع البشير عن وظيفة مسجل الاحزاب التي وجهت اليها انتقادات وقال انها "فنية". وأشار الى ان مسجل الاحزاب "لا يملك صلاحيات تقديرية وما هو سوى منفذ لما يرد في القانون وتقيد عمله المحكمة الدستورية التي تملك حق مراجعة قراراته". وعلق نائب رئيس البرلمان رئيس لجنة مناقشة قانون الاحزاب عبدالعزيز شدو على دعوة البشير الى الوفاق الوطني معرباً عن امله في "ان تجد القبول اللائق من جانب المعارضين". وأوضح في تصريحات "ان الوفاق يعد المخرج الوحيد للبلاد". ودعا شدو قوى المعارضة في الداخل والخارج الى "قبول المشاركة في التداول في شأن قانون التوالي السياسي" الذي اودع لدى البرلمان اخيراً معتبراً ان القانون "من شأنه ان يحقق الاستقرار والتنمية في السودان اذا وجد استجابة من قوى المعارضة". وشدد على ان "اعلان الرغبة في الوفاق الوطني على لسان رئيس الجمهورية يحسم كل الاصوات التي شككت في جدية الدولة في الوفاق". وأيد حديث شدو رئيس اتحاد عمال نقابات السودان تاج السر عابدون الذي قال ان "الأوضاع التي يعيشها الوطن ما عادت تحتمل مزيدا من الفرقة" وان "جلوس الفرقاء في الحكومة والمعارضة هو المخرج الوحيد لعودة الاستقرار وحقن الدماء".