عرض الرئيس السوداني عمر البشير على نظيره الإريتري أسياس أفورقي التوسط بين بلاده وأثيوبيا لإصلاح العلاقات المقطوعة بين الجارين، وذلك وفق التقارير الواردة من العاصمة الإريترية أسمرة. وجدد البشير وأفورقي حرصهما على تعزيز العلاقات الثنائية ودفع أوجه التعاون المشترك بين السودان وإريتريا، بما يخدم مصالح مواطني البلدين. وناقش الرئيسان قضايا ذات الاهتمام المشترك في مقدمها تطور الأزمة في جنوب السودان وتداعياتها على أمن إقليم البحر الأحمر، والدور الإريتري في استتباب الأمن على الحدود مع السودان. وأفادت تقارير أن أفورقي أبدى مرونة لجهة إصلاح علاقاته مع أثيوبيا والتفاهم مع الخرطوم بشأن ملف الصومال، حيث تُتهم أسمرة بدعم المتطرفين الإسلاميين الصوماليين الذين أبعدهم الجيش الأثيوبي عن السلطة بعد اجتياح الدولة المضطربة. وتستمر زيارة البشير إلى إريتريا ثلاثة أيام، ويضم الوفد السوداني وزير شؤون الرئاسة صلاح ونسي ووزير الخارجية علي كرتي والمدير العام لجهاز الأمن الفريق محمد عطا. من جهة أخرى، أجمعت قوى المعارضة السودانية على الدعوة إلى إسقاط نظام حزب المؤتمر الوطني الحاكم، مؤكدة أن موقفها من الحكومة الحالية لم يتغير رغم ما يعتري علاقتهما من هدوء نسبي «لن يستمر طويلاً»، متهمةً الحزب الحاكم بعدم الرغبة في حل مشاكل السودان. وأتت تأكيدات المعارضة كردٍ على اتهامات رئيس البرلمان الفاتح عز الدين لها بعدم الرغبة في تحقيق الوفاق الوطني، معتبراً أن هدف المعارضة من الدعوة إلى حكومة انتقالية هو «تفكيك نظام الحكم في البلاد وليس الوفاق بحد ذاته». وقال الأمين العام لحزب الأمة المعارض إبراهيم الأمين، إن «بعض قوى المعارضة يؤيد بقاء الرئيس عمر البشير كشخصية قومية مع تصفية كل ما ترتب على سياسة التمكين خلال الأعوام الماضية». وأكد أن المعارضة صادقة في إنجاز حل وطني وطرحت رؤية متكاملة، «لكن النظام يريد أن يجر القوى السياسية خلفه». وفي سياق متصل، قال المسؤول السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر، إن الاتهامات تنم عن عدم وضوح في الرؤية السياسية للبرلمان السوداني والحزب الحاكم، مشيراً إلى أنها محاولة للتعتيم على «واقع سياسي متردٍّ» في البلاد. واعتبر أن اتهامات رئاسة البرلمان «تكشف خطورة عدم وجود مؤسسات محايدة في السودان، منبهاً إلى أن قوى المعارضة تنطلق من طرحها لوضع انتقالي كامل لا يستثني حتى الحزب الحاكم». وأضاف أن طرح المعارضة «ليس مجرد شعار، بل يستند إلى برنامج عمل ورؤية واضحة لكيفية انتشال البلاد من أزمتها، وهو المخرج الوحيد في ظل وجود مَن يحملون السلاح لتحقيق مطالبهم». ودعا عمر حزب المؤتمر الوطني إلى قبول طرح المعارضة بكامله أو رفضه، لافتاً إلى عدم وجود منطقة رمادية «لأن بديلنا حينها سيكون الثورة الشعبية الحقيقية». أما الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي السوداني محمد ضياء الدين، فأكد أن المعارضة سلمت «مقترحات متكاملة للرئيس البشير من دون أن تجد رداً».