استأثرت اربع قضايا اساسية بالاهتمام الرسمي اللبناني امس هي: اولاً الاقرار الاسرائيلي المشروط بتنفيذ القرار الرقم 425 وسط تأكيد رئيس الجمهورية الياس الهراوي ان الدولة العبرية "غير جادة" في طرحها، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية هوبير فيدرين للبنان وتحرك ديبلوماسي عربي وغربي ملحوظ في هذا الاطار بين القصر الحكومي ووزارة الخارجية. وثانياً الانتخابات البلدية والاختيارية التي نُقِل عن الرؤساء الثلاثة تمسكهم بإجرائها، فضلاً عن تسجيل مواقف عدة في شأنها. وثالثاً عودة المهجرين بعد اعلان رئيس الحكومة رفيق الحريري انه في صدد اطلاق مبادرة في شأنهم في عيد الفطر. ورابعاً قضية وقف البث السياسي للشبكات التلفزيونية اللبنانية عبر الاثنية الفضائية. في بعبدا ففي قصر بعبدا، استقبل الهراوي النواب بطرس حرب وعلي الخليل وجهاد الصمد وأحمد فتفت والياس الخازن، ثم وزير الدفاع محسن دلول. وتحدث حرب عن "تغييرات كبيرة" في المنطقة، مشيراً الى الموقف الايراني الجديد. وقال: "نتيجة للبحث مع رئيس الجمهورية تبين ان اسرائيل ليست جادة في طرح تنفيذ القرار الرقم 425، بل تحاول وضع شروط على لبنان لذلك. ولبنان في هذه الحال ليس في وارد فتح مناقشة في هذا الموضوع، بل هو مستعد للقبول بأن تلتزم اسرائيل التنفيذ والانسحاب من دون قيد او شرط على ان يبقى للحكومة اللبنانية اتخاذ التدابير المفترض بأي دولة ذات سيادة ان تتخذها لفرض سيادة الدولة على اراضيها كاملة". ونقل حرب عن الهراوي "اصراره، كما جميع اللبنانيين، على اجراء الانتخابات البلدية، على رغم مخاوفه التي طرحها سابقاً ودفعته الى طرح التعيين في بعض المراكز الحساسة". وأضاف: "بحثنا في افكار تسمح بتلاقي احتمالات حصول شرخ وطني في بعض المدن والقرى المختلطة، من خلال اعطاء وزارة الداخلية صلاحية تحديد اعضاء المجالس البلدية في بعض المناطق المختلطة اسوة بالبلديات التي تتضمن قرى عدة". ورأى حرب ان "الشعب اللبناني سيقبل التحدي في شكل لا يقع في الشرك الطائفي والمذهبي بإقباله على الانتخابات وممارسة مسؤوليته بديموقراطية". ودعا الى "تقوية السلم الوطني"، وشدد على "رفض التعيين"، مشيراً الى "رغبة جهات سياسية في ان تثبت ان الشعب اللبناني غير موحد وتؤكد انه مفروز طائفياً ومذهبياً وفئوياً". وعن امكان الا تجرى الانتخابات، اجاب: "الكرة اصبحت في يد الحكومة، وعليها ان تتحمل مسؤولية اجرائها". وأعلن النائب الخليل ان "الطرح الاسرائيلي المتعلق بالربط بين تنفيذ القرار الرقم 425 والترتيبات الامنية يؤدي الى الغاء القرار ونسفه من الاساس وهو طرح مفخخ يهدف الى ايقاع الفتنة الداخلية على غرار ما حصل في الجبل وصيدا، وفك المسارين اللبناني والسوري وهو امر مرفوض". وأشار الى ان "الازمة الداخلية في اسرائيل ادت ايضاً الى هذا الطرح لإيهام الرأي العام الخارجي بأن حكومة نتانياهو تعترف بالقرار الرقم 425". وأوضح ان "الوفود الاميركية والفرنسية ادركت خلال زياراتها للبنان ان موقف المسؤولين اللبنانيين ثابت وهو تنفيذ القرار من دون قيد او شرط". وأشار الخليل الى "انه لمس من المسؤولين ان الانتخابات البلدية ستُجرى في موعدها وبحسب القانون القائم الآن"، مؤكداً ان "اي تعديلات تؤدي الى تأجيل الانتخابات". وقال: "نحن لسنا في هذا الوارد". وأكد "رفضه القرار الحكومي القاضي بوقف البث الفضائي السياسي". ونقل الصمد وفتفت عن الهراوي "حرصه على اجراء الانتخابات البلدية في موعدها". ساحة النجمة وفي ساحة النجمة، عرض رئيس المجلس النيابي نبيه بري التطورات العامة مع وفد اتحاد الرابطات المسيحية برئاسة بيار حلو الذي اوضح ان "نشاط الرابطات ليس طائفياً بل موجه لخدمة كل لبنان". وقال ان "البحث تناول موضوع الاعلام في سياق استغراب قرار منع البث الفضائي". وأضاف: "اننا نتخوف على مستقبل الاعلام والحريات في البلد، لكننا اخذنا تطمينات في هذا الشأن". وأضاف ان البحث تناول ايضاً موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية "وفهمنا من الرئيس بري انها حاصلة حتماً في مواعيدها ولدينا طلب لجهة وضع ضوابط على هذه الانتخابات، ودار بحث على موضوع المهجرين الذي يشكل قضية اساسية يجب ان تعطى كل اولوية"، معلناً "احتجاجه على عدم رصد الاعتمادات اللازمة لعودتهم". وبحث الوزير السابق جوزيف الهاشم في موضوع المهجرين مع بري. وقال بعد اللقاء: "ليس المهم تجميع مصادر التمويل لعودة المهجرين، لكن الموضوع الاهم تأمين الآلية الجديدة لإنفاقه"، لافتاً الى ان "هناك اهداراً وتبذيراً حصل في موضوع صرف التعويضات، اذ انفق مبلغ يصل الى 331 بليون ليرة وذهب اهداراً في غير اتجاهاته الصحيحة". وأكد نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي ان "سياسة المجلس الآن تقوم على خفض الموازنة كي يأتي العجز ضمن النسبة التي تحدثت عنها الحكومة". وشدد على ان "الحريات الاعلامية تشكل العمود الفقري لمسألة الحريات". وطالب بأن "يوجد قانون يرعى مسألة خرق الممنوعات، وان تكون هناك سلطات قضائية تبت سريعاً وعلى قاعدة عقوبات قصوى للنيل من اي مخالفة لا ان تكون المسألة محصورة بقرار سياسي او بسلطة هذا او ذاك". القصر الحكومي وفي القصر الحكومي التقى رئيس الحكومة رفيق الحريري السفير البريطاني في لبنان ديفيد ماكلينين الذي تسلمت بلاده رئاسة المجموعة الاوروبية. وقال ان "المجموعة ستفعِّل دورها لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط". ولفت الى زيارة يقوم بها الشهر المقبل وفد من المجموعة للمنطقة. وقال ان "موافقة اسرائيل على تطبيق القرار الرقم 425 امر جيد ولكن يجب ان نرى امكان تطبيقه وهو سيكون صعباً جداً"، مشيراً الى ان "فرنسا وبريطانيا على اتصال وثيق ضمن المجموعة الاوروبية لدفع العملية السلمية قدماً". ونقل وفد من لجنة المجلس البلدي في قرى المريجة وتحويطة الغدير والليلكي، في الضاحية الجنوبية لبيروت، عن رئيس الحكومة "تأكيده مجدداً مبادرته في شأن حل قضية المهجرين من دون استثناء وقوله انه سيعرض هذه المسألة قريباً على مجلس الوزراء". ونقل الوفد تأكيد الحريري "اجراء الانتخابات البلدية في موعدها لما لها من انعكاسات ايجابية". الخارجية وفي وزارة الخارجية، التقى امينها العام السفير ظافر الحسن السفير المصري في بيروت عادل الخضري الذي قال ان البحث تناول زيارة وزير الخارجية الفرنسي لبيروت، وانه اطلع على "وجهة نظر لبنان". وأشار الى انه سيلتقي السفير الفرنسي دانيال جوانو "لاستكمال البحث في الموضوع من منطلق اهتمام مصر بالتطورات في الشرق الاوسط". وذكر ان "البحث شمل العلاقات التجارية بين لبنان ومصر في ضوء مشروع الاتفاق على قائمة السلع الخاصة المطلوب اعفاؤها طبقاً لمذكرة التفاهم بين البلدين". شمس الدين وفي المواقف، أعرب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين عن امله في ان "تكون الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة موضوعاً للوعي والتبصر ليحرص الجميع على ان يتولى مسؤوليات البلديات والمخاتير مواطنون يتمتعون بالقدرة والاخلاق"، وفي ان "يكون المسيحيون في مستوى الوعي ليدركوا ان الاستئثار بهذا المجلس البلدي او ذاك ليس انتصاراً اذا لم يكن فيه مسلمون وكذلك الامر بالنسبة الى المسلمين". وشدد على "ضرورة ان تكون وظيفة هذه الانتخابات دعم التلاحم الوطني وسد الثغرات في عمل المجتمع". ورأى ان "ليس هناك اي آفاق او آمال لأي تغييرات ذات شأن في الجنوب اذا لم تنسحب قوات الاحتلال الاسرائيلي".