اكدت مصادر حركة "طالبان" الافغانية لپ"الحياة" في اسلام آباد امس ان المبعوث الدولي الى افغانستان الاخضر الابراهيمي، سيزور قندهار غداً الاربعاء للقاء زعيم الحركة ملاّ محمد عمر. واضافت المصادر ان زعيم "طالبان" مستعد للبحث في كل المسائل المهمة وحسمها في هذا اللقاء. لكنها شددت على ان "طالبان" نفذت كل القرارات الصادرة عن اجتماع وزراء خارجية دول "6"2" الدول المجاورة واميركا وروسيا في نيويورك. ووصفت مصادر دولية شاركت في لقاءات الابراهيمي مع ممثلي "طالبان"، الاجواء بأنها "ايجابية". وجاء ذلك في وقت وقعت روسيا واوزبكستان وطاجيكستان اتفاقاً للدفاع المشترك وحماية الحدود الخارجية لدول كومنولث تضمن التعاون لمنع تصدير الاسلحة الى افغانستان. راجع ص 7 لكن الاعلان عن الاتفاق ترافق مع ضبط كميات من الاسلحة الثقيلة في قيرغيزستان، كانت على متن قطار ايراني متجهة الى افغانستان. ونقلت وكالة ايتار تاس عن مصادر رسمية في هذه الجمهورية انه تم ضبط وثائق على متن القطار تؤكد ان الاسلحة كانت متجهة الى افغانستان. وفي الوقت نفسه، دارت معارك طاحنة بين "طالبان" والمعارضين لها المدعومين من ايران في شمال كابول امس. واعلنت الحركة انها سيطرت على منطقة نجراب في ولاية كابيسا كما احرزت تقدماً في منطقة سلانغ على القوات الطاجيكية بقيادة احمد شاه مسعود. في غضون ذلك، اكد رجل الاعمال الافغاني المقيم في المملكة العربية السعودية جلال سيد كريم الذي بدأ وساطة بين ايران و"طالبان" ان السلطات الايرانية قررت الافراج عن بضائع بقيمة عشرة ملايين دولار لتجار افغان تحتجزها في ميناء "بندر عباس" المطل على الخليج، منذ مدة. وقال كريم لپ"الحياة" في طهران في مكالمة هاتفية اجرتها معه في قندهار ان "السلطات الايرانية استجابت لطلب بالسماح لخمسمئة حاوية بالعبور الى افغانستان من بين الف حاوية محتجزة في بندر عباس وتعود ملكيتها لتجار افغان". وفي نيويورك، أعطى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان السفير الإبراهيمي اذناً لزيارة قندهار غداً لمحاولة نزع فتيل التوتر بين إيران و"طالبان". وشدد الأمين العام على "الطبيعة الاستثنائية" لزيارة الإبراهيمي، علماً ان الأممالمتحدة اغلقت المكاتب التابعة لها في أفغانستان لأسباب أمنية بعدما تعرض موظفوها لعمليات قتل ومضايقات. وذكر ناطق باسم أنان ان "طالبان" اعطت الإبراهيمي "تطمينات" بأنها ستتعاون مع الأممالمتحدة في معالجة الملفات الأمنية حتى تتوفر الظروف لإعادة فتح مكاتب المنظمة الدولية هناك. واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة ان "زيارة الإبراهيمي ذات أهمية وحاسمة". وقال ان نتيجة جهوده ستكون متوقفة أساساً على اعتزام كل الاطراف المعنية بما في ذلك الدول المجاورة لافغانستان بالتوصل إلى اتفاق بشأن صيغة عملية للسلام في هذا البلد.