بعد الاتصالات السلكية واللاسلكية والاتصالات عبر الفضاء والاتصالات بواسطة الألياف الضوئية سيدخل العالم مرحلة الاتصالات عبر الطائرات. طائرات تحلق حول المدن على ارتفاع عال لتوفير اتصالات سريعة متعددة الوسائط للهاتف والانترنت وبث أفلام الفيديو. طائرة تحلق على ارتفاع نحو 16 ألف كلم وتواصل الطيران نحو 8 ساعات حول المدن وما إن تهبط تحلق اخرى مكانها. طائرات تحلق إلى لا مكان، ولا تحمل على ظهرها سوى الطيار ومساعده وأجهزة اتصالات وهوائيات. مهمة هذه الطائرات نقل البث الاذاعي والتلفزيوني ومكالمات الهاتف والانترنت بين المدن التي تحلق فوقها. ويستطيع كل شخص داخل الدائرة التي تحلق فوقها الطائرات تسلم وبث الاتصالات عبر هوائي صغير. قام بتطوير مشروع طائرات الاتصالات ثلاثة من العاملين في صناعة الفضاء والاتصالات الأميركيين، ويقومون حالياً باجتذاب التمويل للمشروع الذي سيبدأ بمئة طائرة. يكلف بناء جميع الطائرات 760 مليون دولار ويمكنها تغطية خدمات الاتصالات لنحو 30 مدينة. ويعتقد نيكولاس كوليلا مدير شركة Angel Technologies Corp. التي تتولى المشروع أن الطائرات تؤمن اتصالات موثوقة أفضل من الساتلات وتحقق تغطية أكبر من الاتصالات اللاسلكية الأرضية. وعلى خلاف الساتلات يمكن بسهولة تحديث أجهزة الاتصالات المحمولة في الطائرات ومتابعة التطورات التكنولوجية الجديدة. ولا تواجه الطائرات الاتصالية مخاطر مماثلة للساتلات التي قد تتعرض للفشل خلال اطلاقها، كما حدث أخيراً مع "غلوبال ستار" التي فقدت مرة واحدة 12 ساتلاً. ولا تحتاج الاتصالات عبر الطائرات الى انفاق بلايين الدولارات على انشاء الهياكل الارتكازية للاتصالات الفضائية. كما لا تواجه الاتصالات عبر الطائرات عراقيل كالبنايات التي تعترض الارسال الفضائي أو الاضطرابات الجوية التي تعرقل عمل الاتصالات اللاسلكية الأرضية. ولا تخوض الاتصالات عبر الطائرات منافسات مع خدمات الشبكات العامة بل تعتبر نفسها مكملاً لها.