أعلن مؤسس موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، مارك زوكربرغ، الخميس الماضي، عن بدء تجارب الإطلاق للطائرة من دون طيار «أكويلا»، المفترض أن توفر خدمة الإنترنت مجاناً في المناطق التي تحلق فوقها. و «أكويلا» تعمل بالطاقة الشمسية وتستطيع التحليق لمدة 90 يوماً من دون الحاجة إلى الهبوط، لتنشر الانترنت المجاني. وتندرج الطائرة ضمن مشروع «إنترنت دوت أورغ» الذي يمثل فاتحة عصر معلوماتي جديد يوفر الدخول إلى الإنترنت من دون مقابل وبسرعات عالية. والطائرة نتاج تعاون بدأ العام الماضي بين «فايسبوك» وشركة «تايتان إيروسكوب» المتخصصة في صناعة الطائرات من دون طيار التي تعمل بالطاقة الشمسية، في صفقة اقتربت قيمتها من 60 مليون دولار. وستوفر «أكويلا» الإنترنت مجاناً في المناطق التي تحلق فوقها، بسرعة تدفق معلومات تصل إلى 10 غيغابايت في الثانية الواحدة، في دائرة يصل قطرها إلى 10 أميال. وكان زوكربرغ أعلن عن مشروع «إنترنت دوت أورغ» العام 2013 بالتعاون مع 6 شركات عالمية لتوصيل الإنترنت المجاني لكل سكان الكرة الأرضية، وخصوصاً إلى الدول التي لا تستطيع أن توفره لمواطنيها. واطلقت «فايسبوك» في العام 2014 تطبيقاً جديداً في إطار المشروع، يتيح للمستخدمين الوصول إلى العديد من الخدمات مثل «فايسبوك»، وتطبيق التراسل الفوري «فايسبوك ماسنجر»، وتطبيق أحوال الطقس «أكيو ويذر»، وتطبيق البحث «غوغل سيرش» وتطبيق «الموسوعة الحرة» (ويكيبيديا). ونظراً لارتفاع تكاليف التغطية والبث، لن تتوافر كل المواقع على شبكة «إنترنت دوت أورغ»، ما أثار سلسلة من الخلافات، والى قرار الهند الانسحاب من المشروع، بعدما اعتبرت أنه لا يتوافق مع توجيهات مجموعة «نت نيتشراليتي» التي تُعنى بتقديم البيانات الخاصة بالإنترنت دون تمييز، مع التزام الحياد التام. لكن شركة «فايسبوك» أكدت في بيان، أن «هدف المشروع تقديم الإنترنت المجاني للجميع، والعمل بجانب أكبر عدد من مقدمي خدمة الاتصالات والمطورين لزيادة الفائدة التي تعود على المستخدمين». وبينت أن المشروع «يوفر الإنترنت المجاني وسيكلف الشركة عشرات البلايين سنوياً، ما يجعل إتاحة كل المواقع للمستخدمين مهمة صعبة». وأعلنت «فايسبوك» في أيار (مايو) 2015 عن فتح منصة «إنترنت دوت أورغ» للمطورين الراغبين في العمل على تطوير المشروع، في خطوة قد توفر المزيد من الخدمات والمواقع التي تعمل على منصته. ومشروع زوكربرغ ليس المحاولة الوحيدة لنشر إنترنت مجاني وسريع لأهل كوكب الأرض، بل هناك مشروعان آخران أحدهما تحت التطوير ويجمع الفريق القائم عليه حالياً «التبرعات» للانطلاق في إنتاج جهازه الخاص، والثاني قارب على الإنتهاء ويتوقع إطلاقه قريباً. المشروع الأول يدعى «لانتيرن»، ويسعى إلى تطوير شبكة جديدة تشبه شبكة الإنترنت، لكنها تختلف في كونها تأتي من الفضاء أو ما يعرف ب«أوترنت». ويعتمد «أوترنت» على خدمات الأقمار الصناعية، فمن خلال جهاز إستقبال صغير يمكن للمستخدم الدخول إلى الإنترنت وتصفح محتوياته في أي مكان على سطح الأرض. والهدف الرئيس ل«لانتيرن» هو توفير الإنترنت في مناطق الصراعات والكوارث والمناطق المنكوبة التي يصعب دخولها أو الاتصال بالمتضررين فيها. وستعتمد التقنية في بدايتها على الأقمار الصناعية الموجودة، على أن تطلق قمراً صناعياً خاصاً بها بعد الحصول على التمويل اللازم. والمشروع الثاني جاء من العملاق «غوغل» وإسمه «غوغل لون». ويسعى «غوغل» إلى تطوير بالونات أو مناطيد تعمل نقاط اتصال لتوفير خدمات الإنترنت المجاني من خلال وصول المناطيد إلى طبقات الجو العليا لتغطية مساحات واسعة من الكوكب وتوصيل خدمات الإنترنت لدول العالم، وهو ما يستلزم توفير أسطول ضخم من المناطيد حول العالم. ويمكن للمنطاد الذي يعمل بالطاقة الشمسية البقاء محلقاً لمدة 100 يوم. ويرتقب أن تبلغ سرعة الإنترنت في «غوغل لون» 22 ميغابايت في الثانية للهوائيات العادية، و5 ميغابايت في الثانية للهواتف المحمولة. وتسعى الشركة إلى إطلاق 400 منطاد، على أن تطلق المئة الأولى خلال عام. وبدأت الشركة في التطبيق الفعلي للمشروع في البرازيل ونيوزلند ومناطق أخرى، وأعلنت عزمها التوسع لتغطية الكوكب بأكمله. وفي حال نجاح هذه المبادرات، ستصبح رسوم الإنترنت من التاريخ، ولن يضطر المستخدم ان يخرج من الشبكة أبداً، ويصبح الدخول إلى الإنترنت والحصول على المعلومات أسرع 10 مرات مع تنامي سرعة الانترنت يومياً، مع إعطاء فرصة الحصول على المعرفة لشعوب فقيرة لا تستطيع الحصول على اتصال دائم بالانترنت.