نشرت القوات الدولية في البوسنة أمس الاثنين تعزيزات إضافية من جنودها وعرباتها المصفحة حول المباني الحكومية الرئيسية في مناطق الكيان الصربي لحمايتها وتمكين الوزراء الجدد من القيام بمهامهم. واعتبر المتشددون ان هذه الاجراءات تسهم في تفشي الفوضى. وأفاد الناطق باسم حلف شمال الأطلسي في ساراييفو ان انتشار القوات والشرطة الدولية تركز في مدينتي بالي وبييلينا وبشكل وقائي، بناء على طلب المنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب "من أجل ضمان تسلم الحكومة الجديدة لصرب البوسنة سلطاتها بصورة سلمية". وتعتبر المناطق التي عززت القوات الدولية وجودها فيها من معاقل اتباع زعيم صرب البوسنة السابق المتهم بارتكاب جرائم حرب رادوفان كاراجيتش. ونقل تلفزيون بلغراد عن مصادر الصرب في بالي ان قوات ايطالية مدعومة بالدبابات والمدرعات "أحاطت بمقر وزارة داخلية الجمهورية الصربية في المدينة وأغلقت كافة الطرق المؤدية إليه وتردد بين أفرادها ان الأوامر تتعلق بمنع اتلاف أو تهريب الوثائق والمستندات الموجودة في المقر". ووصفت مصادر الصرب المتشددين في بالي رئيس الوزراء الجديد ميلوراد دوديك بأنه "أداة في أيدي قوى أجنبية تضمر العداء للصرب، وتأكد ذلك من أنه بدأ سلطاته بالاتفاق مع القوات الدولية لإشاعة الفوضى في محاولة لتسهيل توجيه ضربة شديدة لمعارضيه كي تتمكن حكومته التي لا يعترف بها الشعب الصربي من الاستمرار في تنفيذ المخططات الظالمة". ونقل تلفزيون بانيالوكا أمس عن دوديك أنه "يوعد الصرب في بانيالوكا بأن مدينتهم ستكون منذ الآن عاصمة رسمية للجمهورية الصربية، بينما ستقتصر مهمة المسؤولين في بالي على أمور السلطات الصربية المشتركة في الشؤون المركزية للبوسنة - الهرسك". وأكد رئيس وزراء صرب البوسنة الجديد أنه "يضمن بأن مدينة برتشكو ستبقى جزءاً من الجمهورية الصربية مع توفير أمن من يشاء العودة إليها من سكانها المسلمين والكروات الذين نزحوا عنها أثناء الحرب". وفسر المراقبون تأكيد دوديك على برتشكو بأنه ليس مستبعداً أن يكون أخذ وعداً من المسؤولين الدوليين حول بقائها ضمن الكيان الصربي كي يكون بمقدوره توسيع شعبيته بين الصرب، خصوصاً وأن انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة ستجري في كياني البوسنة في الخريف المقبل. وأعلنت أمس اسماء أعضاء حكومة صرب البوسنة الجديدة المتكونة من 20 وزيراً من دون ان يكون بينهم أي مسلم على رغم ان النواب المسلمين شكلوا أكبر كتلة 18 صوتت إلى جانبها في البرلمان الصربي ولا يستبعد أن يكون هذا التصويت من دون مقابل جاء نتيجة ضغوط دولية. وكان برلمان صرب البوسنة وافق صباح أول من أمس على تشكيل الحكومة الصربية الجديدة بغالبية 42 صوتاً من أصل 83 نائباً يتكون منهم البرلمان وقاطع المتشددون عملية التصويت.