نفى ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع الاسلحة العراقية المحظورة اونسكوم ان يكون ذكر ان بغداد تملك صواريخ مزودة شحنات جرثومية "كفيلة بابادة سكان تل أبيب"، مشيراً الى ان تصريحاته الى صحيفة "نيويورك تايمز" ربما تكون حرفت. وأكد بتلر ووزير الخارجية الألماني كلاوس كينكل ان تعاون بغداد مع اللجنة وسماحها لها بتفتيش كل الامكنة بما فيها القصور الرئاسية هو الذي يمكن ان ينهي الازمة. ولم يستبعد كينكل اللجوء الى القوة وامكان مشاركة بلاده في دعم عملية عسكرية ضد العراق. وصرح كينكل اثر اجتماع مطول عقده مع بتلر في مقر وزارة الخارجية الألمانية امس بأن الرئيس صدام حسين "يتحدى الأممالمتحدة برفضه قبول مراقبة ثمانية قصور رئاسية ومحيطها، ويبدو انه يخفي شيئاً وإلا فانه لا يتصرف كما يفعل الآن". وتابع ان بغداد "حاولت منذ البداية التخلص من التزاماتها بالحيل، لكن القرار 687 لا يترك اي مجال لاستثناء بعض القطاعات من المراقبة الدولية والتفتيش، أو ما يدعي العراق انه اماكن رئاسية حساسة". ودعا الوزير الى "افهام صدام انه غير قادر على اللعب على الأممالمتحدة". وذكر انه اجتمع في اليومين الماضيين مع وزير خارجية روسيا يفغيني بريماكوف في بروكسيل ووزير الدفاع الروسي لأن حكومته تعتقد بضرورة معالجة المشكلة بالوسائل السياسية. لكنه اضاف: "اذا لم يؤدِ ذلك الى اي نتيجة مقبولة، لا يمكن استبعاد عملية عسكرية ضد العراق". وقال بتلر ان العراق أوقف عمليات التفتيش ويرفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي لا تستثني اي موقع على الأراضي العراقية من اعمال التفتيش والمراقبة. واستدرك: "لا نحتاج الى هذه الازمة ولا اعتقد اننا بحاجة الى كل هذه المواجهة، وهناك حل بسيط جداً وممكن، وهو ان يكون العراق مستعداً للتعاون مع اللجنة الخاصة". وأضاف: "لا نريد اهانة كرامة العراق ولا ان نرى كيف يفطر الرئيس صدام حسين في الصباح". وأكد انه سيعود غداً الى نيويورك لتقديم تقرير عن وضع اللجنة. وأعرب عن اسفه لنشر "نيويورك تايمز" كلاماً له "لم تعكسه تماماً كما قلته" عن اخفاء العراق اسلحة "تكفي لابادة سكان تل أبيب". ونفى ان يكون هذا الكلام صدر عنه مؤكداً انه بعث برسالة تصحيح الى الصحيفة نشرتها امس، اشار فيها الى انه لم يدّعِ ذلك ولا يملك اي معلومات في هذا الصدد. وشدد على ان "عدداً من رؤوس الصواريخ العراقية لم يحصَ بعد" وانها "محشوة مواد جرثومية وكيماوية"، لافتاً الى انها ستكون موضوع اجتماع تقني في بغداد الأسبوع المقبل. وأعرب عن اعتقاده ان الكلام الذي نسب اليه كان يتعلق بهذه الرؤوس.