طالب الأمين العام للحزب الاتحادي الديموقراطي السوداني الشريف زين العابدين الهندي الرئيس السوداني عمر البشير بتأمين "مزيد من الضمانات والحريات في البلاد لتشجيع عودة معارضين". وأكدت المعارضة انها وضعت خطة لتنشيط عملها العسكري، في حين اعلن في الخرطوم انضمام نحو 1800 من المتمردين الجنوبيين الى جانب الحكومة. وجاءت دعوة الهندي امس في تعليق على تأكيد البشير في خطاب لمناسبة ذكرى استقلال السودان أول من امس ضرورة تحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية في السودان. وقال الهندي ان اعداداً كبيرة من المعارضين الذين يقيمون في الخارج ترغب في العودة الى البلاد والاستفادة من مناخ الانفراج السياسي السائد الآن والترحيب بالحوار. وأعرب الأمين العام للحزب الاتحادي، الذي يقود جناحاً في الحزب قرر العمل علناً من داخل السودان اخيراً، عن ترحيبه بتأكيد البشير حرص حكومته على الوفاق. واعتبر ان ذلك التأكيد "خطوة ايجابية في طريق الوفاق الوطني والمصالحة السياسية، تمثل دعماً لمبادرات انطلقت اخيراً داخل البلاد وخارجها". وأوضح الهندي في تصريحات نشرت في الخرطوم امس ان الضمانات التي يطالب بها "قانونية ودستورية". ودعا المعارضين الى الدخول فوراً في "حوار حر صريح لأن البلاد لا تحتمل مزيداً من الجروح والمزايدات والمخططات الخارجية المعادية لوحدة السودان". وتحدث الهندي عن "الاعلان السياسي" الذي اصدرته لجنة الفكر الوطني التي يرأسها، داعياً السودانيين الى "الالتفاف حول المبادئ التي تدعو الى نبذ حكم الفرد والأنظمة الشمولية". معروف ان الهندي على خلاف مع رئيس الحزب السيد محمد عثمان الميرغني ويؤكد كلا الجانبين انه يقود الحزب الاتحادي الديموقراطي. ويرفض الميرغني الذي يرأس التجمع الوطني المعارض فتح حوار مع الخرطوم ويدعو الى "اقتلاع النظام من جذوره". استسلام في غضون ذلك اعلنت السلطات السودانية امس ان 1787 مقاتلاً من قوات "الجيش الشعبي لتحرير السودان" التي يقودها العقيد جون قرنق استسلموا خلال اليومين الماضيين في جنوب البلاد. وذكر اللواء كاربينو كوانيين بول وهو أحد مؤسسي حركة التمرد في جنوب السودان وانضم اخيراً الى الحكومة في اتفاق سلام وقعته مع فصائل جنوبية ان "قوة من 687 جندياً وسبعة ضباط انضمت بكامل اسلحتها" الى قواته التي تنشط في اقليم بحر الغزال في الجنوب. وأوضح بول الذي ينتمي الى قبائل الدينكا التي يتحدر منها قرنق ان اعداداً اخرى من مقاتلي قرنق "مستعدة للانضمام الى جانب الحكومة". ودعا السلطات الى تقديم دعم عاجل للعائدين لتشجيع مزيد منهم على تسليم انفسهم وأسلحتهم. وزاد ان القوة التي عادت اخيراً كانت تنشط في منطقة مريال باي، وان مجموعة اخرى من المتمردين تضم 1100 مقاتل و13 ضابطاً انضمت الى قواته في اقليم بحر الغزال يوم الخميس الماضي. وأكدت القيادة العامة للجيش السوداني هذه الأنباء. وأشاد وزير الدفاع الفريق حسان عبدالرحمن بپ"الدور الذي لعبه بول في عودة متمردين". وقال ناطق باسم الجيش ان بول "ساهم في التخطيط لاستسلام هؤلاء المتمردين بفضل اتصالاته مع القادة الميدانيين لحركة قرنق". المعارضة على صعيد آخر اعلن الفريق عبدالرحمن سعيد نائب رئيس القيادة العسكرية المشتركة لقوات المعارضة السودانية التي تنطلق من أريتريا ان القيادة العسكرية للمعارضة عقدت اجتماعاً نهاية الشهر الماضي درس "خطة لتنشيط العمل العسكري المشترك، ووضع تصور مشترك للعمل في الفترة المقبلة واطلع على الأوضاع في المناطق المحررة" التي تسيطر عليها المعارضة في السودان. وتابع ان الاجتماع "اكد ضرورة دعم القيادة العسكرية وتمكينها من الاضطلاع بمسؤوليتها في تنسيق العمليات العسكرية والاعلان عنها". معروف ان القيادة تواجه انتقادات في شأن عمل تنظيمات منضوية تحت رايتها منفردة.