الخرطوم - "الحياة"، قنا - أفادت تقارير صحافية في الخرطوم أمس ان ثمانية من ضباط "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يقودها العقيد جون قرنق وصلوا إلى منطقة أويل في اقليم بحر الغزال في جنوب السودان بهدف التفاوض لتهيئة الأجواء لعودة أعداد إضافية من المتمردين 350 عسكرياً. وأشارت التقارير إلى أن قائداً يدعى فردريك مسكين وصل من الولاية الاستوائية إلى منطقة ماريال باي في بحر الغزال وأنه يجري حالياً اتصالات تمهد لعودة أعداد أخرى من المتمردين. وعين الرئيس السوداني عمر البشير مؤسس "الجيش الشعبي لتحرير السودان" اللواء كاربينو كوانين بول نائباً لرئيس مجلس التنسيق في الجنوب. وعبر بول الذي ينتمي الى قبيلة الدينكا اكبر قبائل جنوب السودان عن غبطته بتعيينه. وكان اسس "الجيش الشعبي" عام 1983 لكن الكولونيل جون قرنق الذي ينتمي الى قبيلة الدينكا أبعده عن قيادة حركة التمرد وسجنه اربع سنوات حتى تمكن من الهرب من سجنه وانتقل الى اوغندا. وردت الحكومة السودانية الفضل في التحاق آلاف من المتمردين بها خلال الاسابيع القليلة الماضية الى اللواء بول الذي اكدت انه اجرى اتصالات واسعة باتباع قرنق في اقليم بحر الغزال. ووعد بول امس ب "اقناع آلاف من جنود قرنق بالعودة الى البلاد والانضمام الى مسيرة السلام". وكان وقع مع قادة سبعة فصائل جنوبية اخرى اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في نيسان ابريل الماضي، مكّن الحكومة من شق صفوف المعارضة المسلحة في الجنوب. واجتمع البشير امس مع نائبه الاول الفريق الزبير محمد صالح وعدد من المسؤولين الشماليين والجنوبيين للبحث في تشكيل لجنة عسكرية تتولى استيعاب المتمردين العائدين في صفوف الجيش السوداني. وسيعمل بول نائباً لرئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار. وتستعجل الحكومة قيام المؤسسات الرسمية في الجنوب، وأعلن بول في تصريحات صحافية امس ان قرنق "لن يجد امامه سوى الانضمام الى اتفاق السلام، او البحث عن مرتزقة للقتال معه". وتوقع وزير الحكم الاتحادي الدكتور علي الحاج محمد "ان يلجأ قرنق الى اساليب مختلفة لوقف عودة قواته الى البلاد". وغادر الحاج الخرطوم امس متوجهاً الى نيروبي حاملاً رسالة من البشير الى الرئيس الكيني دانيال آراب موي لتهنئته بمناسبة اعادة انتخابه، والبحث في وسائل تحقيق السلام في جنوب السودان والتفاوض مع مزيد من المعارضين هناك.