واشنطن - "الحياة"، أ ب، رويترز - مع انطلاق الهجوم المضاد للبيت الأبيض الذي يعترف كثيرون في الادارة الاميركية ان هيلاري كلينتون تلعب الدور الرئيسي فيه، ترقب العالم امس الاثنين كيف سيخرج الرئيس بيل كلينتون من فضيحة "مونيكا غيت" التي تهدد بإطاحته. ورأى مراقبون ان استراتيجية البيت الأبيض ستتركز على عوامل رئيسية هي: حصر فريق ادارة الأزمة بعدد محدود من الاشخاص الكفوئين والتركيز على "براءة العلاقة" بين كلينتون ومونيكا لوينسكي. وبعدما بات شبه محسوم ان "علاقة" تجمعها بالرئيس، يريد فريق البيت الأبيض التأكيد على ان هذه العلاقة لم تكن جنسية. وفي اسوأ الاحوال، اذا كان لا مفر من الاعتراف بالعلاقة فالأمر الرئيسي هو نفي ان يكون الرئيس طلب منها الشهادة زوراً في قضية بولا جونز التي تتهمه هي الأخرى بالتحرش بها جنسياً. والشهادة زوراً أمر يعاقب عليه القانون الاميركي بالسجن كما ان الكذب لا العلاقة الجنسية هو الأمر الذي يجعل استمرار الرئيس في منصبه أمراً مستحيلاً. ولفت المراقبين تصريح لأحد معاوني كلينتون يؤكد فيه ان علاقة الرئيس بمونيكا لوينسكي "كانت ودية" لكنها في مطلق الاحوال "لم تكن علاقة جنسية" وان تهيأ لابنة الپ24 عاماً التي عملت متدربة في البيت الأبيض ان الأمر أبعد من ذلك. لكن "المعسكر المضاد" الذي يقوده المحقق المستقل كينيث ستار، يلوح بأن لديه شاهداً واحداً على الأقل، ضبط كلينتون ولوينسكي "في وضع جنسي" داخل البيت الأبيض. يضاف ذلك الى ما لوح به ستار من وجود تسجيلات لديه لمكالمات هاتفية خلاعية بعد منتصف الليل تمت بينهما عام 1994. ويرغب فريق كلينتون الذي يتألف من محامييه الخاصين ميكي كانتون وهارولد ايكس اضافة الى صديقه بروس ليندساي وعدد من المستشارين بينهم شارلز راف وهاري توماسون، في التركيز على الميول الجمهورية لستار ما يجعل "استقلاليته" موضع شك خصوصاً وانه أعلن أكثر من مرة انه يريد محاصرة الرئيس الديموقراطي. لكن "الحرب" كما وصفها جيمس كارفيل الذي يعترف له كثيرون بأنه كان المنسق الاساسي للحملتين الرئاسيتين لكلينتون، لم تتحول بعد الى حرب بين الحزبين، الديموقراطي والجمهوري، علماً ان أصواتاً في الحزب الديموقراطي بدأت تطرح امكان تولي نائب الرئيس آل غور المنصب ما يعني ان الديموقراطيين مستعدون للتخلي عن الرئيس اذا ثبت انه طلب من لوينسكي الشهادة زوراً. لكن التكهنات في الولاياتالمتحدة ظلت تدور أمس حول ما اذا كانت لوينسكي ستكذب الرئيس أو تلتزم الصمت. كما ظلت صدقية كلينتون موضع شك لدى نسبة لا بأس بها من الاميركيين حسب الاحصاءات التي اجرتها مؤسسات اعلامية مرموقة. وعلى رغم احصاءات دلت على انخفاض شعبية الرئيس الى نسب تفاوت بين 51 و40 في المئة فإن كلينتون لم يصل بعد الى أدنى مستوى في التأييد الشعبي مقارنة برؤساء آخرين. وفي محاولة للتشكيك بالاحصاءات التي اجرتها مؤسسات مثل شبكتي "اي.بي.سي" و"ان.بي.سي" التلفزيونيتين وصحيفة وول ستريت جورنال، أعلن البيت الأبيض ان مؤسسات ديموقراطية ستجري احصاءها الخاص حول شعبية كلينتون. ويتوقع ان يستند هذا الاحصاء الى الخطاب الذي يلقيه كلينتون مساء اليوم حول "حال الاتحاد" والذي سيركز فيه على الانجازات التي تمت في الأشهر الپ12 الأخيرة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.