واشنطن، لوس انجيلس - أ ف ب - يلزم اعضاء الكونغرس من ديموقراطيين وجمهوريين صمتاً حذراً في الوقت الذي تتصدر انباء العلاقة بين الرئيس بيل كلينتون والموظفة السابقة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي حيزاً كبيراً في وسائل الاعلام الاميركية. ويعاود الكونغرس اعماله رسمياً بعد غد الثلثاء بخطاب الرئيس الاميركي الى الامة. لكن في صفوف المشرعين الذي عادوا من الان الى واشنطن، يتردد الجمهوريون في انتقاد الرئيس مثلما يتردد الديموقراطيون في الدفاع عنه. وأكد السيناتور الديموقراطي ادوارد كينيدي الذي اشتهر هو الآخر بتورطه في فضائح جنسية: "في نهاية المطاف ستثبت النية الحسنة للرئيس وليس لدي ما اضيفه في هذا الخصوص". وقال زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ توماس داشليه في بيان: "هذه ادعاءات خطرة وتستحق تحقيقا يجب ان يجرى بسرعة وفي شكل متوازن"، بينما اعتبر السيناتور الديموقراطي عن ايللينوي كارول موزيلي براون "انها مسألة خطرة للرئيس وللبلاد على حد سواء. من الصعب في ظل هذه الظروف اثبات ما لم يحصل. علينا ان ننتظر لمعرفة الوقائع". ورأى هنري واكسمان النائب الديموقراطي عن كاليفورنيا: "اذا تبين ان الرئيس كذب وحض امرأة شابة يشتبه في انه اقام علاقة معها على الادلاء بشهادة زور امام القضاء لا اظن ان بامكان الرئيس ان يصمد" امام هذه الفضيحة. وحتى رئيس مجلس النواب نيوت غينغريتش الذي لا يتردد في اعطاء رأيه في كل القضايا، امتنع عن التعليق على هذه المسألة مؤكداً خلال خطاب في كارولاينا الجنوبية ان "كل مواطن يجب ان ينتظر ظهور الوقائع". وكان الجمهوري هنري هايد رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب اول من تطرق الى امكان بدء اجراءات لعزل الرئيس اذا تبين انه حث هذه الشابة على الادلاء بشهادة زور. واللجنة القضائية هذه هي اول هيئة ستكلف النظر في قضية العزل اذا تمت المباشرة بهذه الاجراءات. وقال روبرت شابيرو الخبير السياسي في جامعة كولومبيا في نيويورك: "الجمهوريون في الوقت الحاضر لا يجدون اي منفعة في التهجم على الرئيس الذي هو في وضع سيء في الاساس. اما الديموقراطيون فيترقبون. لن يهاجموا كلينتون لكنهم ايضا لن يسارعوا الى الدفاع عنه بسبب مشاكله الشخصية السابقة". واعتبر "ان اقل ما يمكن ان يقال هو ان الرئيس لم يكن صريحا كليا" في اشارة الى نفي كلينتون القاطع والمتكرر في 1992 لعلاقته مع جنيفير فلاورز، التي اعلنت اول من امس انها تشعر كأنها "انتقمت" من كلينتون بعدما اعترف الاسبوع الماضي للمرة الاولى بأنه اقام معها علاقة قبل ان يصبح رئيسا. ولو حصلت هذه الاحداث خلال ولاية كلينتون الاولى لهب الديموقراطيون الى الدفاع عنه لكن ليس امامه حاليا اي استحقاق انتخابي في حين يواجه المشرعون هذه السنة انتخابات، ولا يريدون "التورط" على حد رأي شابيرو. من جهة اخرى تخصص وسائل الاعلام الاميركية الرئيسية حيزاً كبيراً لا سابق له لهذه الفضيحة. لكن مارشال لوب استاذ الخلقية الاعلامية في جامعة كولومبيا في نيويورك يرى ان وسائل الاعلام "تتصرف في شكل مسؤول". وأشاد خصوصاً بمجلة "نيوزويك" التي اختارت امس عدم استخدام اشرطة تسجيل الاتصالات المورطة لكلينتون قبل التأكد من صحتها. وقال لوب: "يجب التحلي بالحذر في وجود شكوك".