اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "بأن همه الوحيد خلال محادثات واشنطن كان البحث عن اعذار لعدم دفع مسيرة السلام، فيما هم الادارة الاميركية وفي مقدمها الرئيس كلينتون الحصول على التزامات لدفع عملية السلام". وقال: "لم نستطع التوصل الى اي حل من الحلول التي كنا نتوقعها للمضي قدماً في عملية السلام". بهذا لخص عرفات نتائج زيارته لواشنطن، وذلك في تصريحات له خلال توقفه في الرباط قادماً من نواكشوط حيث امضى بضع ساعات. وهو غادر امس العاصمة المغربية متوجهاً الى الجزائر حيث التقى الرئيس اليمين زروال. وصرح عرفات بأنه اطلع الرئيس الجزائري على ما جرى في لقائه مع الرئيس الاميركي، مؤكداً انه "لم يطرأ اي تحول ايجابي في عملية السلام بسبب تعنت الموقف الاسرائيلي". وبعد ظهر امس انتقل الرئيس الفلسطيني الى تونس فالتقى مساءً الرئيس زين العابدين بن علي. وهو يصل اليم الى لندن. وكان عرفات اعلن قبل ذلك في الرباط انه اتفق والعاهل المغربي الملك الحسن الثاني على متابعة العمل لانقاذ عملية السلام وانصاف الشعب الفلسطيني من خلال تفعيل القدرات العربية والاسلامية، خصوصاً لجنة القدس وبيت المال. ورأى ان هذا هو السبيل الوحيد الذي "سيمكننا من مواجهة التحديات المطروحة في كل الاتجاهات"، واعتبر ان عملية السلام تجتاز فترة حرجة تتطلب تحركاً على الصعيد العربي يستند الى موقف موحد على كل المستويات. وقال الرئيس الفلسطيني في تصريح صحافي في ختام زيارته الى الرباط صباح امس انه عرض امام العاهل المغربي نتائج وتفاصيل محادثاته مع الادارة الاميركية في واشنطن، لكنه اضاف ان رئيس الحكومة الاسرائيلية لم يقدم "اي اقتراح من الاقتراحات التي كان وعد بها، خصوصاً ما يتعلق بإعادة الانتشار والانسحاب من باقي الاراضي الفلسطينية وايقاف الاجراءات الاحادية الجانب، مثل تهويد القدس وبناء المستوطنات". وأكد عرفات ان الحصار الذي تفرضه اسرائيل على المناطق الفلسطينية بين الحين والآخر يكبد الشعب الفلسطيني خسائر يومية تقدر بعشرة ملايين دولار على الأقل. وكان الرئيس عرفات اجتمع مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني مساء السبت في حضور ولي العهد الأمير سيدي محمد وشقيقه مولاي رشيد، اضافة الى رئيس الوزراء الدكتور عبداللطيف الفيلالي وكاتب الدولة في الخارجية الطيب الفاسي الفهري، ومن الجانب الفلسطيني شارك في الاجتماع السادة محمود عباس ابو مازن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونبيل شعث وزير التخطيط في السلطة الوطنية، وفيصل الحسيني المكلف ملف القدس ونبيل أبو ردينة مستشار عرفات، اضافة الى السفير الفلسطيني في الرباط أبو مروان. وقالت المصادر ان المحادثات المغربية - الفلسطينية شملت الموقف الذي يجب اتخاذه في ضوء هذه التطورات، بخاصة على صعيد تكثيف التحركات لدى بلدان الاتحاد الاوروبي ومواصلة تنسيق المشاورات بين الاطراف العربية.