حذرت السلطة الفلسطينية من إن وضع تحفظات على «اتفاق الإطار» الذي وضع مسوّدته وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدعم محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتعثرة سيؤدي إلى فشلها. وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن استعمال كلمة «تحفظات» يعطل عملية السلام. وأضاف: «سبق لوضع التحفظات أن عطلت عملية السلام». وكان كيري قال في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» هذا الأسبوع، إن السماح للزعماء الإسرائيليين والفسلطينيين «بإبداء بعض الاعتراضات» على المعايير المقترحة «هو السبيل الوحيد أمامهم كي يتمكنوا سياسياً من الإبقاء على تحرك محادثات السلام». ويقود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حكومة ائتلافية تضم حزباً يمينياً متطرفاً قد ينشق بسبب شروط مبادلة الأرض بالسلام في أي اتفاق مع الفلسطينيين قائم على أساس الدولتين. ويواجه عباس أيضاً ضغوطاً سياسية كي لا يتنازل في قضايا تشكل جوهر الصراع الممتد لعقود مثل مصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل القدسالشرقيةالمحتلة. ويعارض أعضاء مخضرمون في حركة «فتح» التي يتزعمها عباس قراره استئناف المحادثات مع إسرائيل التي استؤنفت في تموز (يوليو) الماضي بعد توقف دام ثلاثة أعوام. وطرح مسؤولون كبار إمكان العودة إلى الاحتجاجات بل والعنف المسلح إذا فشلت المفاوضات. ومن المقرر أن تنقضي مهلة المفاوضات التي تدعمها الولاياتالمتحدة أواخر نيسان (أبريل). وقالت واشنطن إن اتفاق الإطار سيكون أساسا لتمديد فترة المحادثات، لكن لا يزال يتعين على المسؤولين الفلسطينيين الموافقة على أي تمديد. وحذر أبو ردينة من أن تتجاوز وثيقة كيري أي «خطوط حمراء» بالنسبة إلى الفلسطينيين. وقال إن «اتفاق الإطار» الذي يقترحه كيري يجب أن يؤكد أن قرارات الأممالمتحدة ومبادرة السلام العربية هما أساس المفاوضات، وأن تؤدي هذه المفاوضات إلى حل الدولتين على حدود عام 1967 مع تبادل طفيف ومتفق عليه للأراضي، وأن تكون القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. ويعتبر الفلسطينيون المستوطنات الإسرائيلية على الأرض المحتلة بأنها غير شرعية مما يشكل صعوبة بالنسبة لوصف واشنطن الحالي للمستوطنات بأنها «غير مشروعة». وحدد أبو ردينة ما يتوقعه الجانب الفلسطيني في المحادثات، والمتمثل في «انسحاب إسرائيلي تدريجي كامل على أن يتم خلال ثلاث سنوات، وحل قضية اللاجئين على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى قبل التوقيع على أي اتفاق نهائي، ويجب أن تكون أي وثيقة واضحة وضوحاً كاملاً في كل القضايا على رأسها القدسالشرقية». وقال أبو ردينة إن الفلسطينيين مستعدون «للقبول بوجود طرف ثالث في ما يتعلق بالأمن». ومن شأن الفشل في إنقاذ محادثات السلام التي لم تظهر أي علامة على التقدم إلى الآن أن تؤدي إلى مواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين في المحافل الدولية. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن المقاطعة والعزلة السياسية لإسرائيل سيترتبان مباشرة على فشل المحادثات. إلى ذلك، توقع رئيس فريق المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات أن تتجه الحكومة الإسرائيلية لشن حرب جديدة على قطاع غزة بهدف إفشال خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للسلام. ونقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن عريقات قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كثف منذ بدء المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين بنهاية تموز (يوليو) الماضي الاعتداءات على المسجد الأقصى والفلسطينيين بهدف إفشال خطة كيري إلا أن الحديث عن تقديمها ما زال قائماً. وأضاف: «إذا شعر نتانياهو بأن هناك خطة سيقدمها كيري تستند إلى القانون الدولي فإنه سيشن حرباً على غزة لإفشالها». ووصف التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لغزة بالأمر الخطير لأنها أصبحت مهددة بالفعل، داعياً المجتمع الدولي إلى توجيه الأنظار نحو القطاع المحاصر والانتباه إلى ماذا سيحدث. وفي شأن خطة كيري «اتفاق الإطار» بين الجانبين المنتظر تقديمها قال عريقات إنه «لم يقدم حتى اللحظة أي شيء على الإطلاق، ونحن ما زلنا نتمسك بمواقفنا تجاه عملية السلام وفقاً للقانون الدولي».