وصفت مصادر رسمية المحادثات التي جرت بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنها كانت «بناءة» وعرضت الى سبل تحريك مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وحشد الدعم الدولي لقضية القدس الشريف في مواجهة الاستيطان وتهويد الأماكن المقدسة. ونبّه الرئيس الفلسطيني إلى تعرض القدس الشريف الى «حملة إسرائيلية شرسة تطاول الأماكن المقدسة، وفي مقدمها الحرم القدسي»، وإلى مخاطر التصرفات الإسرائيلية على مستقبل السلام. ويشارك الرئيس الفلسطيني الأربعاء في منتدى القدس الدولي الذي ترعاه وكالة بيت مال القدس بالتعاون مع «مؤسسة ياسر عرفات» في حضور شخصيات سياسية دولية للبحث في الأوضاع القانونية والسياسية والإنسانية التي تهدد رمزية المدينة المقدسة باعتبارها نموذجاً للتعايش بين الديانات التوحيدية الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية. وأُعلن في القاهرة أمس أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط سيشارك في ملتقى القدس الدولي الذي تستضيفه العاصمة المغربية الرباط اليوم. إلى ذلك، أشاد تقرير للخارجية الأميركية صدر في واشنطن أول من أمس بجهود المغرب في «تشجيع التسامح والاحترام والحوار بين الديانات»، ورأى التقرير أن مثل هذه الجهود تساعد على «النهوض بالتعددية السياسية والتنوع الديني والاجتماعي والثقافي واللغوي» في العالم العربي. في غضون ذلك، بدأت أمس في مدينة فاس العريقة أعمال «اللقاء الدولي» لليهود المتحدرين من المدينة الذي يبحث في تفعيل مساهمة اليهود في صون التراث الثقافي والهوية المغاربية. وصرح رئيس الطائفة اليهودية زفان أرموند كيكي بأن اللقاء يحضره يهود قدموا من مختلف الأرجاء «يجتمعون في إطار عائلي»، فيما أكدت سفيرة المغرب في كندا السيدة نزهة النقروني في لقاء مماثل ضرورة تكريس التعايش وثقافة الاختلاف. ودعت الى استمرار العلاقات بين اليهود المتحدرين من أصول مغربية وبلدهم الأصلي. تجدر الإشارة إلى أن أعضاء في الطائفة اليهودية المغربية كانوا وراء انطلاق جولات مفاوضات سرية وعلنية بين المسؤولين المغاربة وشخصيات إسرائيلية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني. غير أن زخم الاتصالات تراجع إلى حد كبير في السنوات الأخيرة، على خلفية إغلاق الرباط مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة المغربية ومكتب الاتصال المغربي في تل أبيب. على صعيد آخر، صرح وزير خارجية الباراغواي بأن الأممالمتحدة تبقى الإطار الوحيد الملائم للتوصل إلى حل سياسي لنزاع الصحراء. وأوضح ريكاردو لاكوغناطا في اختتام محادثات مع وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن بلاده تدعم هذا التوجه و «من الواضح أن أي اقتراح يسير في هذا الاتجاه لن يكون إلا مرضياً بالنسبة إلينا». وقال الوزير الفاسي إن المغرب أصبح أكثر انفتاحاً على بلدان أميركا اللاتينية، في إشارة الى سحب بعض عواصمها الاعتراف ب «الجمهورية الصحراوية». من جهته، أكد مندوب المغرب في الأممالمتحدة الديبلوماسي محمد لوليشكي أن أي عملية لحفظ السلام «ينبغي ان تكون مطابقة بالأساس لمبادرة الوحدة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول». ورأى أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن حفظ السلام «يتطلب تراضي الأطراف وعدم اللجوء الى استخدام القوة إلا في حال الدفاع عن النفس وعدم التحيز». وفي الجزائر (أ ف ب)، هددت جبهة «بوليساريو» بالانسحاب من المفاوضات مع المغرب حول مستقبل الصحراء الغربية إذا لم يتم الإفراج عن ناشطيها المعتقلين في الرباط منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وقال ممثل الجبهة في الجزائر إبراهيم غالي في مؤتمر صحافي في الجزائر العاصمة إن «اعتقال الناشطين الصحراويين السبعة وانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة يهددان عملية السلام والمفاوضات مع المغرب». واعتقلت السلطات المغربية سبعة ناشطين صحراويين هذا الشهر لدى نزولهم من الطائرة في مطار الدارالبيضاء أتين من مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف (جنوب غربي الجزائر) التي زاروها بين 25 أيلول (سبتمبر) و4 تشرين الأول (أكتوبر). وقال المدعي العام في الدارالبيضاء انهم خلال هذه الزيارة «أجروا اتصالات بأطراف معادين للمغرب، ما يشكل مساساً بالمصالح العليا للأمة».