السيد المحرر، بعد التحية، أمل ان تتكرموا بنشر ولو اجزاء من بعض الملاحظات حول تصريح مندوبة ليبيا لدى الجامعة العربية سلمى راشد حول تجديد العقوبات الاميركية على ليبيا بتاريخ 8 كانون الثاني يناير الجاري من العدد 12730. اولاً: كانت ليبيا دوماً دولة مستقرة تحظى باحترام وتقدير بقية دول الاسرة الدولية والاسلامية والعربية، وكانت تنعم بدستور متفق عليه وهيئات دستورية منتخبة ومجالس تشريعية الى صحافتها الحرة ونقاباتها النشطة وهامشها الديموقراطي الواعد بالكثير من الخير وسلطات تنفيذية وقضائية وتشريعية ولم تشهد ليبيا قبل ايلول سبتمبر 1969 اي عداوات او حساسيات او قطيعة سواء مع دول الجوار او بقية الدول الاخرى عربية كانت أم غير ذلك وهذا كله عكس ما نراه بعد انقلاب 1969. ثانياً: تسير ليبيا منذ عام 1972 من دون قوانين ولوائح اذ عُطلت وألغيت كل القوانين واللوائح المعمول بها فيما عُرف بخطاب القذافي في مدينة زواره وعُرف ذلك الخطاب المشهور بخطاب النقاط الخمس، واستبدلت القوانين بأخرى ثورية عشوائية تسير حسب فكر القائد ومزاجه. واضحت ليبيا من الدول التي ترعى الارهاب الامر الذي ادى في نهاية الامر الى قتل العشرات من الليبيين في غارات جوية ظالمة استهدفت ابناء الليبيين قبل رؤوس النظام وانتهت بما انتهت اليه من حصار جوي وتقني جائر استهدف ايضاً الشعب ولم يمس النظام مطلقاً، واصبحت ليبيا دولة يحكمها الغوغاء، اذ انهارت البنية التحتية وفشلت معظم المشاريع في كافة مجالاتها. وآلت حالة المرافق الصحية والتعليمية والاجتماعية... وغيرها الى اسفل درجاتها ووصلت نسبة التضخم الى 1000 في المئة وزيادة الاسعار بنسبة 40 في المئة سنوياً واوقفت كل الزيادات والحوافز على المرتبات منذ آذار مارس 1979 بقرار ثوري وتفشت في المجتمع ظواهر السرقة والتسول والرشوة، التي ما عرفها مجتمعنا الليبي قط، اضافة الى هجرة الآلاف من ابناء ذلك الشعب المسكين الى الخارج هرباً من السلطة وجرياً وراء لقمة العيش اذ يتأخر صرف المرتبات للموظفين لمدد تطول خمسة شهور، ناهيك عن ملف حقوق الانسان الممتلئ بالكثير من الانتهاكات الصارخة والتجاوزات الظالمة.