رفض رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تحكم الدول الكبرى بإحدى الدول العربية. وقال، خلال استقبال مجموعة من علماء المسلمين يزورون الامارات لمناسبة شهر رمضان: "لا يجوز للدول الكبرى أن تتحكم في قضايا الأمة العربية أو أي عضو فيها من دون التشاور المسبق مع الدول العربية". ولم يذكر الشيخ زايد الدول الكبرى أو الدول العربية المعنية بالاسم. غير أنه فهم أن هذا الانتقاد المبطن موجه الى الولاياتالمتحدة وبريطانيا لمواقفهما في استمرار فرض الحصار على العراق. وكان الشيخ زايد أطلق أكثر من مبادرة لرفع الحصار عن العراق وانهاء معاناة الشعب العراقي. وقدمت دولة الامارات مساعدات طبية وغذائية للعراقيين. وطالب الشيخ زايد في القمة الخليجية الأخيرة في الكويت بارسال وفد الى بغداد، وتحقيق المصالحة العربية. وكرر الشيخ زايد، في لقائه العلماء ليل السبت - الأحد، الدعوة للدول العربية والاسلامية الى التسامح في ما بينها. وتساءل: "لماذا لا نتسامح، نحن المسلمون، في ما بيننا والله يفرح بتوبة عبده ويغفر له". ولفت الى أنه دعا مراراً الى "التسامح والمصالحة بين الأشقاء"، وأنه يأمل في أن يأتي اليوم الذي يستجاب فيه الى هذه الدعوة... مؤكداً: "ان لا بديل أمامنا إلا السير في هذا الطريق". ولفت الى "ان تحقيق أهداف الأمة العربية والاسلامية في التآزر والتضامن يحتاج الى جهد جماعي"، مؤكداً ان "المسؤولية كبيرة" وان تحقيق نقله في هذا المجال "يحتاج الى تضافر الجهود، ورجال يتحملون هذه المسؤولية لأن الحمل ثقيل والأمر ليس هيناً". وتحدث الشيخ زايد عن وجود اختلاف مع الغرب على مفهوم الديموقراطية. وقال: "ان ديموقراطية الغرب من صنع البشر الذين تتفاوت آراؤهم وعقولهم، لذلك فهي مرفوضة لدينا كمسلمين، لأن كتاب الله هو أساس ديموقراطيتنا وهو من صنع الله الخالق عز وجل". ودعا رئيس دولة الامارات علماء المسلمين الى تكثيف جهودهم بتبصير الناس بدينهم بالحكمة والموعظة الحسنة... "مؤكداً ان قوة المسلمين وتضامنهم في تآزرهم ووحدة كلمتهم، وصلاح أمرهم يتحقق بالتزام شرع الله". وعلق الشيخ زايد على وصف العلماء له بأنه "حكيم العرب والمسلمين" بقوله: "ان الحكيم هو الذي يجمع مقام المسلمين على كلمة سواء، وتكون الأمة محظوظة إذا أكرمها الله بمن يجمع كلمتها". ويستضيف الشيخ زايد على نفقته كل عام في رمضان نحو 70 عالماً من الشيوخ والوعاظ وقارئي القرآن الكريم لاحياء ليالي شهر رمضان في كل أنحاء الامارات.