بروكسيل - رويترز - قال سفير الجزائر في بروكسيل السيد محمد الامعري ان بلاده تتوقع الحصول على المساعدة والتعاون في تفكيك "شبكات الارهاب" في المدن الاوروبية عندما تزور بعثة من الاتحاد الاوروبي العاصمة الجزائرية بداية الاسبوع لاجراء محادثات في شأن المذابح التي يتعرض لها المدنيون الجزائريون. وقال السفير الأمعري ل "رويترز" ان العناصر الراديكالىة الاسلامية التي تقول الجزائر انها تنفذ اعمال القتل، تلقى مساندة من شبكات لها نشاط معروف لدي الحكومات الاوروبية في شراء الاسلحة وجمع الاموال والدعاية. واضاف: "نعرف هذه الشبكات الارهابية وهي ايضاً معروفة في اوروبا. ان تفكيك هذه الشبكات سينجز خطوة مهمة في عزل الارهابيين وتدميرهم". ويرسل الاتحاد الاوروبي ثلاثة وزراء دولة للشؤون الخارجية الى الجزائر الاثنين للبحث في موجة المذابح التي قتل فيها ما يقرب من 1100 مدني منذ 30 كانون الاول ديسمبر الماضي وهي احدث موجة في سلسلة مذابح تبدو عشوائية في الصراع المستمر منذ ست سنوات في الجزائر. وفي محاولة لتهدئة المناخ الدبلوماسي قبل الزيارة، قال وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا انه لا توجد أدلة على ان السلطات الجزائرية نفسها مسؤولة عن بعض اعمال القتل مثلما يزعم البعض. وقال الامعري "لا يمكنني ان أصدر حكما مسبقاً على نتائج هذه الاجتماعات. ولكنني آمل ان تسفر عن نتائج ملموسة تدل على اصرار الاتحاد الاوروبي على الانضمام للكفاح ضد الارهاب وتفكيك الشبكات التي تمارس نشاطها في اوروبا". واتهمت الجبهة الاسلامية للانقاذ قوات الامن بالتواطؤ في بعض اعمال القتل كوسيلة لارهاب الناخبين الذين كانوا مستعدين في عام 1991 لإسناد السلطة للاسلاميين الى ان اوقف الجيش الانتخابات بعد ان قطعت شوطها الاول. وقال الامعري "انها ببساطة محاولة لتعكير الجو وكسب المساندة لاجراء تحقيق دولي في اعمال القتل بهدف فرض حوار سياسي بين الحكومة والجماعات الاسلامية الراديكالىة. وقال السفير "الحوار مع الارهابيين غير مقبول" وانه لن يكون حوار خارج اطار المؤسسات الديموقراطية. واعتبر ان السماح بتحقيق خارجي سيكون بمثابة "السماح بالتدخل في شؤوننا الداخلية". وتابع: "مؤسساتنا لا تطلب ذلك والشعب الجزائري يعلم ذلك. من يطلبون ذلك هم المسؤولون عن المجازر. من غير المقبول او اللائق السعي الى وضع بذور الشك في جيش جمهوري يتألف من مجندين شبان يواجهون الارهابيين كل يوم ان استدعاءهم لسؤالهم عما اذا كانوا متواطئين سيكون أمراً مخزياً". واشار السفير ايضاً الى ان الجماعات الاسلامية المسلحة تخسر المعركة التي تستهدف زعزعة الدولة. وقال "ان مهاجمة قرية صغيرة تضم بيوتاً متفرقة وقتل سكانها أمر سهل للغاية ولكن مر وقت طويل على احداث تجرأوا فيها على مهاجمة مركز شرطة او ثكنة للجيش. اصبح الناس وحدهم في هذه الايام عرضة لهذه الاعمال الوحشية". وتابع: "لا يمكنني ان أتنبأ بالقضاء على الارهاب خلال عام ولكني اعتقد ان المستقبل يدعو الى التفاؤل. انهم في مرحلة فوضي". وقال مانويل مارين المفوض الاوروبي المسؤول عن العلاقات مع الشرق الاوسط الذي سينضم الى وفد الاتحاد الاوروبي الذي سيزور الجزائر انه مقتنع بأن الحكومة الجزائرية ليست طرفاً في سلسلة المذابح التي حدثت في هذه الدولة. وقال ماران في مؤتمر صحافي اول من امس "احساسي الشخصي هو ان الحكومة ليست طرفاً في أي شكل من الاشكال في ما يحدث وانها غير مسؤولة على الاطلاق. انني مقتنع تماماً بذلك". واضاف "ان ما نحتاجه هو اجراء حوار مع السلطة الجزائرية، ان نفتح هذا الحوار ونبذل فيه جهداً ثم نبحث الحقائق في المستقبل". وفي لندن ا ف ب، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية الجمعة ان وفد الترويكا الذي سيزور الجزائر سيجتمع الى اعضاء في الحكومة وممثلين للمعارضة فضلاً عن مسؤولين في الصحف. وأوضح ناطق باسم الوزارة انه لم يتقرر حتى الآن هل سيلتقي الوفد الرئيس الجزائري اليمين زروال. وسيجتمع الوفد الذي سيرأسه وزير الدولة البريطانية للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت الى وزير الخارجية الجزائري احمد عطاف ووزراء آخرين. وأضاف الناطق ان اجتماعاً بين الوفد ووزير الدفاع امر "ممكن لكن ليس مؤكداً لأن البرنامج لم يكتمل بعد". وأوضح ان الوفد سيجتمع الى "اعضاء في المعارضة البرلمانية" ورؤساء تحرير الصحف و"معلقين آخرين مستقلين". ولم يشر الناطق الى زيارة محتملة يقوم بها الوفد الى القرى التي وقعت فيها المجازر الاخيرة. وكانت السلطات الجزائرية سمحت الخميس للسفير البريطاني في الجزائر بزيارة سيدي احمد حيث قتل اكثر من مئة مدني الاسبوع الماضي. وسيصل الوفد الى الجزائر بعد ظهر الاثنين ويغادرها مساء الثلثاء.