أعلنت فرنسا أمس أنه «لابد من التقدم في طريق عمل الذاكرة لطي صفحة الماضي الأليم مع الجزائر» بعد التصريحات القوية التي أدلى بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي قاررن الاستعمار الفرنسي بالنازية و«أن فرنسا استخدمت في الجزائر أفراناً شبيهة بأفران النازيين»، في إشارة إلى «مذابح 8 آيار عام 1945» في سطيف في الجزائر. ودعا بوتفليقة باريس لتقديم اعتذاز قبل التوقيع على معاهدة صداقة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي «إن مسعى السلطات الفرنسية هو المضي قدماً وإلى الأمام من أجل التقارب الفرنسي - الجزائري، وهذا يمر عبر عمل للذاكرة المشتركة في ظل الاحترام المتبادل لبحث الماضي وتجاوزه ولا سيما الصفحات الأكثر ألماً لفترة الاستعمار وحرب الجزائر. وهذا هو ما قصدناه في إعلان الجزائر الموقع في الثاني من آذار - مارس 2003م أثناء زيارة الدولة للرئيس جاك شيراك إلى الجزائر، وهذه هي غاية معاهدة الصداقة التي تهدف الجزائروفرنسا للتوقيع عليها قبل نهاية العام». وأضاف ماتيي: «نحن مقتنعون بضرورة التقدم على طريق عمل الذاكرة. وهذا العمل يجب أن نجريه بروح الاحترام المتبادل وبهاجس الحقيقة(...) ولهذا يجب تشجيع المؤرخين الفرنسيين والجزائريين للعمل سوياً». وكان وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه صرح لصحيفة «الوطن» الجزائرية «بأنه من الأساسي لبناء مستقبل مشترك أن نتوصل لدرس الماضي سوياً بغية تجاز الصفحات الأكثر ألماً لشعبينا». يذكر أن السفير الفرنسي هوبير كولان دوفرديير أعلن في 27 شباط - فبراير الماضي أثناء زيارته لسطيف إنها «مأساة لا يمكن تبريرها» وقعت في أيار - مايو 1945، مشيداً بذكرى «ضحايا مناخ الخوف والمظاهرات والقمع والاغتيالات والمذابح». وقد قتل في تلك المجزرة نحو 40 ألف جزائري على أيدي قوات المستعمر الفرنسي.