بادر وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الى اجراء اتصال هاتفي بنظيره المصري السيد عمرو موسى ليل أول من أمس، وعلم انهما اتفقا على ضرورة "استمرار الحوار" في شأن الملفات ذات الاهتمام المشترك للوصول الى "علاقة طبيعية وصحيحة" بين ايران ومصر. والاتصال هو الأول منذ شارك موسى في القمة الاسلامية في طهران، وبعد الموقف الذي أعلنه خرازي قبل اسبوعين وشدد فيه على أن القاهرة "ما زالت تفتقد الارادة السياسية" لتطبيع العلاقات مع ايران. وبحث الوزيران في "الكارثة" التي تشهدها الجزائر وأكدا قلقهما من "استمرار سفك الدماء". وكان الرئيس حسني مبارك قال انه يريد ان "يطمئن" قلبه قبل اتخاذ خطوات عملية في اتجاه تطبيع كامل للعلاقات مع طهران، مشدداً على أنه يرفض اقامة علاقات "تستخدم لتجنيد عناصر من الدول المختلفة تقوم بعد ذلك بزعزعة الأمن في بلادها". وقالت مصادر في طهران ل "الحياة" ان الاتصال الهاتفي بين خرازي وموسى "تناول ملف العلاقات الثنائية وأكد الجانبان الحرص على تحسين العلاقات وتطويرها". وزادت ان الاتصال تطرق الى "الكارثة" التي تشهدها الجزائر في ظل استمرار "المذابح" التي تطاول المدنيين في هذا البلد، وأعرب الوزيران عن "القلق البالغ من استمرار سفك الدماء وأكدا ضرورة ان تولي منظمة المؤتمر الاسلامي عناية كبيرة بهذه الفاجعة والأحداث المؤلمة التي صدمت العالم الاسلامي واقلقت الرأي العام الدولي". وأوضحت المصادر ان خرازي أشار الى موضوع "حوار الحضارات الاسلامية والأوروبية"، والى زيارته الأخيرة لليونان، علماً ان أثينا أعربت عن استعدادها لاستضافة لقاء "حوار" بين الحضارات العريقة القديمة، وهي اليونانية والايرانية والمصرية والرومانية. وفي القاهرة، قال مصدر مصري مأذون له ل "الحياة" ان بلاده لم تكن تتوقع رد الفعل الايراني على تصريحات مبارك كون الرئيس المصري "تحدث عن المستقبل ومخاوف على خلفية الماضي، وضرورة ألا تتكرر الاسباب التي أدت الى التراجع المفاجئ من جانب ايران عن خطوات كان اتفق عليها لتحسين العلاقة" بين البلدين، معبراً عن اعتقاده ان القيادة الايرانية "اعادت قراءة تصريحات مبارك على هذا الاساس".