أكد كل من إيرانوالعراق أمس أنه يملك "إرادة سياسية قوية" لتحسين العلاقات الثنائية وتطويرها وتطبيعها تطبيعاً "كاملاً"، واتفقا على أن "التعاون" بين البلدين سينعكس "ايجاباً" على استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة. كذلك أعلنا استعدادهما لحل "المشاكل" وتسوية "الخلافات" التي لا تزال عالقة منذ أيام الحرب 1980 - 1988. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" إن هناك اتجاهاً لتشكيل لجان مشتركة بين الجانبين للبحث في سبل حل المشاكل ومتابعتها. وأجرى وزيرا خارجية إيران الدكتور كمال خرازي والعراق السيد محمد سعيد الصحاف محادثات طويلة أمس، في بداية الزيارة الرسمية التي يقوم بها الصحاف لإيران، وتستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها الرئيس سيد محمد خاتمي. وكان الصحاف وصل إلى طهران مساء أول من أمس قادماً من كرمنشاه غرب البلاد بعد عبوره الحدود المشتركة براً عبر نقطة المنذرية - خسروي. وقال الصحاف فور وصوله إلى مطار مهراباد إن هدف زيارته هو "اجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في إطار السعي إلى تطبيع كامل للعلاقات وحل المشاكل العالقة"، ولم يخف تفاؤله "بمستقبل ايجابي" للعلاقات الثنائية، مشدداً على أن "ثمة أرضية مشتركة تسمح بالارتقاء بالعلاقات إلى مستوى روابط حسن الجوار وصداقة متبادلة وتساعد في ذلك". وفي جولة المحادثات الأولى بين خرازي والصحاف، لم يحصر وزير الخارجية الإيراني اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها مع العراق على الجوانب الثنائية، إذ حرص على إبراز رؤية "شمولية" للعلاقة في إطارها الاقليمي، إذ شدد على أن "حل المشاكل العالقة بين البلدين ستكون له آثار ايجابية على المنطقة بأكملها"، لكنه اشترط امتلاك الحكومتين "إرادة سياسية واضحة" لحل الخلافات وتطبيع "جدي" للعلاقات، وأعلن أن بلاده تتمتع "بإرادة سياسية وعزم وطني" على ذلك. ويبدو أن الصحاف يدرك الريبة الإيرانية في "مدى جدية النيات العراقية حيال الجمهورية الإسلامية"، لا سيما وأن بعض صحف طهران نشر تحليلات وتعليقات أمس اعتبرت ان "تطبيع العلاقات مهم جداً للمنطقة، لكنه يستوجب صدقاً وشفافية من قبل نظام الحكم في بغداد". لذلك أكد الصحاف في محادثاته مع خرازي ان "لدى العراق إرادة سياسة وعزماً راسخاً على حل الخلافات القائمة بين البلدين"، وشدد على أن حكومته "تريد إقامة أفضل العلاقات بين الشعبين والبلدين المسلمين والجارين في مناخ من الأمن والاستقرار". وتابع ان بغداد تتطلع إلى "المستقبل بايجابية"، معرباً عن أمله بأن "نصل إلى حلول لكل القضايا عن طريق المحادثات". وبدا واضحاً ان زيارة وزير الخارجية العراقيلطهران في هذه الظروف "الحرجة" وفي ظل "تصعيد" متبادل بين بغداد وواشنطن تحمل دلالات سياسية رمزية، لذلك أشار الصحاف إلى هذه النقطة، وأكد ان حكومته "تعتقد أن قيام تعاون وثيق وعلاقات جيدة بين إيرانوالعراق باعتبارهما بلدين مهمين في المنطقة، يساعد على إحلال السلام واستتباب الأمن والاستقرار الاقليمي". وفي المنامة، عقد وكيل وزارة الخارجية في دولة البحرين السيد غازي محمد القصيبي أمس اجتماعاً مع وكيل وزارة الخارجية العراقية السيد سعد عبدالمجيد الفيصل الذي يزور البحرين على رأس وفد رسمي يضم خمسة أشخاص. وقدم الفيصل خلال الاجتماع شرحاً مفصلاً لموقف بلاده بالنسبة إلى قرارات مجلس الأمن الخاصة بتنفيذ العراق لقرارات مجلس الأمن والمعاناة التي يعيشها الشعب العراقي. وقالت "وكالة أنباء الخليج" الرسمية إن القصيبي أكد موقف دولة البحرين التي هي عضو في مجلس الأمن الداعي إلى ضرورة تنفيذ العراق قرارات الشرعية الدولية وأهمية تعاونه مع جهود اللجنة الخاصة المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 687/ 1991 وذلك حسب ما جاء في البيان الختامي للقمة الثامنة عشرة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في دولة الكويت. وكان الوفد العراقي وصل المنامة مساء أول من أمس قادماً من عمان.