السيد المحرر، بعد التحية آمل نشر ردي هذا على صفحات صحيفة "الحياة" الغراء وذلك رداً على السيد أحمد علي الزاوي الذي كتب في "الحياة" عدد 12730 يوم 8/1/1998. كتب السيد البكوش مقالا في 27/12/1997 في "الحياة"، وأحمد الله ان الوعي عاد للبكوش فبدأ يكتب ضد النظام. ومقالي لن يكون تعقيباً على البكوش بل على مقال الزاوي الذي حاول ان يوهم القارئ بأنه مهاجر، والحقيقة ان السيد الزاوي يعمل مع الحكومة الليبية وبحكم عمله فهو مقيم بالسعودية. يقول السيد الزاوي بأن انقلاب ايلول سبتمبر أنهى الاستعمار الانكليزي والاميركي وطرد بقايا الفاشيست. ان طرد الانكليز والاميركان يا سيد زاوي كان سينتهي عام 1970 أوتوماتيكياً لذا اتفق الاميركيون والانكليز على ان يتم الانسحاب قبل وقته بشهور ليعطي انقلاب سبتمبر زخمه. فهم الذين جاؤوا بالانقلابيين الى سدة الحكم، أما ما يسميهم الزاوي بالفاشيست فكانت جالية ايطالية فضلوا البقاء في ليبيا بعد ان هزمت ايطاليا وطردت من ليبيا، اذ ان معظمهم ولد في ليبيا وكانت جالية نشطة من الفنيين والمهرة وطردهم كان خسارة. فلما طردوا استوردت ليبيا بدلاً عنهم من الجنسيات الأخرى بأغلى الأثمان. أما ما يسميه السيد الزاوي مؤتمرات شعبية فهي حقيقة مؤتمرات غوغائية يؤخذ فيها رأي منهو أعلى صوتاً وهم عادة الذين ينقلون ما يريد العقيد. لو نظرنا لحال أهل ليبيا لوجدتهم يترحمون على الاستعمار وأيامه، فعلى الأقل الاستعمار لا يسجن الا بمحاكمة عادلة ولأسباب ملموسة. بعد الانقلاب يكفي الشك وحده لتسجن من دون محاكمة ولمدة لا يعملها إلا الله، ويكفي ان السيد أحمد الزبير السنوسي مسجون من أول انقلاب سبتمبر 1969 الى يومنا، وشارف على السبعين عاماً من دون محاكمة وغيره كثيرون. والاستعمار الذي نترحم عليه كان يدفع المرتبات في مواعيدها أما الثوريون في ليبيا ففي شهر كانون الأول ديسمبر 1997 الماضي دفعوا مرتبات شهر آب أغسطس 1997. لم ينجح الانقلابيون في أي شيء سوى تدمير ليبيا في كل المجالات ما جعل كل شيء يسير الى الوراء. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.