ثأر النصر لنفسه وألحق خسارة مستحقة بمنافسه التقليدي الهلال بهدفين مقابل هدف واحد ضمن مباريات الجولة السادسة عشرة من منافسات دوري كأس خادم الحرمين الشريفين. منذ دقائق المباراة الاولى وضح ان النصر لن يفرط في نتيجة المباراة وذلك عطفاً على الطريقة التي أدى بها لاعبوه المباراة، اذ كثفوا الدفاع بخمسة مدافعين المليفي والحارثي وسام والشويع والعيسى. ولم يسمح المدرب فرنانديز سوى لعيسى بالمشاركة الهجومية وفرغ الآخرين تماماً لأداء المتطلبات الدفاعية. وعلاوة على هذا الخماسي كان احمد نصيب لاعب المحور يمارس الرقابة على المهاجم الشاب نواف التمياط. وفي ظل هذا النمط الدفاعي النصراوي لاغلاق جميع الطرق امام الهلاليين اوعز فرنانديز لمحمد ومحيسن الجمعان بصناعة اللعب والتخطيط لبناء هجمات وكانا عند حسن الظن. ووقف حسين هادي "شوكة في حلق" الهلاليين وشكل خطورة متناهية، وقدم ابراهيم ماطر اداء ممتازاً عندما لعب في مركز اللاعب الحر. اما الهلال فحاول منذ البداية تسجيل هدف باكر لفتح الثغرات في الدفاع النصراوي المتكتل لكن سامي الجابر لن ينجح في تخليص نفسه من الرقابة واستمر في تقديم مستوياته المتواضعة، فيما ظل التمياط حبيساً لابن نصيب، وبذل سوزا مجهوداً طيباً من الجهة اليمنى. اما الوسط الهلالي فكان ابواثنين الوحيد المميز فيه، فيما قدم العويران مستوى متواضعاً لأنه لم يلعب في مركزه الاصلي وهو الذي لا يجيد صناعة اللعب. وحاول حسين المسعري من الجهة اليسرى لفريقه بمساندته لنقطة الضعف الهلالية سليمان الرشودي. وإزاء هذا الوضع خطف النصراويون هدفهم الاول عن طريق محمد صو إثر تلقيه الكرة من ركنية نفذها محيسن الجمعان لينتهي الشوط الاول بتقدم نصراوي. ومع بداية الشوط الثاني تغير الوضع الهلالي ومارس لاعبوه ضغطاً مستمراً على الحصون الدفاعية النصراوية وبرز سوزا في صناعة اللعب، وتهيأ لمهاجمي الهلال ومدافعيه العديد من الفرص وتسابق التمياط والجابر وليتانا على اهدارها على التوالي. وفرغ الهلاليون مناطقهم الخلفية بغية ادراك التعادل، وكاد هذا الاجراء يكلفهم غالياً إثر الهجمات المرتدة الخطيرة التي كان يقودها محيسن، لكن التسلل احياناً وتسرع النصراويين تارة اخرى حرمهم من تسجيل غلة كبيرة من الاهداف. ولم يكتب النجاح للمحاولات النصراوية المتعددة الا مرة واحدة عندما تباطأ الرشودي المدافع الهلالي في ابعاد كرة فخطفها الجمعان وتعرض لعرقلة الرشودي فاحتسب حكم المباراة معجب الدوسري نجم المباراة ركلة جزاء لا غبار عليها نجح حسين هادي في ترجمتها الى الهدف الثاني. واندفع الهلاليون مرة اخرى والفشل يلاحق جميع محاولاتهم. وسحب بلاتشي مدرب الهلال مهاجمه سامي الجابر المتواضع وزج بالجمعان الذي سجل هدف الشرف في الوقت بدل الضائع. ويعود الفوز النصراوي الى عدة عوامل ابرزها الطريقة الدفاعية المحكمة التي لعب بها أفراده ونجاح المدافعين في اغلاق منطقتهم، ومن خلفهم الحارس مضحي الدوسري الذي تصدى لجميع محاولات الهلاليين وكان يستحق لقب افضل لاعب في المباراة، والى نجاح خط الوسط بقيادة صو والجمعان في تنفيذ الهجمات المرتدة، وبالاضافة الى تواضع أداء بعض لاعبي الهلال الرشودي والعويران والجابر ما مكن النصراويين من استغلال الثغرات الهلالية وخاصة الثغرة الكبيرة التي احدثها الرشودي. وبهذا الفوز ارتفع رصيد النصر الى 27 نقطة محتفظاً بالمركز الرابع، بينما تجمد رصيد الهلال الى 40 نقطة. وبعد المبارة كان لرئيس نادي النصر الأمير فيصل بن عبدالرحمن رأي حول فوز فريقه، وقال بلغة المنتشي: "كان بامكان لاعبي النصر ان يجعلوا النتيجة تاريخية". وانتقد الامير فيصل التحكيم ونعته باللاعب رقم 12 في الهلال، وأكد ان النصر يستطيع كسب الهلال وهو في احسن حالاته. اما الامير بندر بن محمد رئيس نادي الهلال فأرجع هزيمة فريقه الى الحظ، وقال ان النصر خطف هدفيه من كرتين ثابتتين. وانهى الامير بندر تعليقه بتوعده للنصر بقوله: "سيكون لنا موعد آخر مع النصراويين". اما مدرب فريق النصر فرنانديز فقال: "النتيجة الطبيعية للمباراة هي خمسة اهداف لفريقي!". وفي الخرج فاز الشباب على الشعلة بهدف من دون مقابل سجله الدولي فهد المهلل. وعلى الرغم من سيطرة الفريق الشعلاوي الا ان الشبابيين حافظوا على فوزهم وحرموا الشعلاويين من ادراك التعادل على الاقل. وبهذا الفوز ارتفع رصيد الشباب الى 29 نقطة محتلاً المركز الثالث فيما بقي الشعلة على 18 نقطة محتلاً المركز الثامن.