المواجهة الكروية في ديربي العاصمة التي جمعت الهلال والنصر يوم الخميس الماضي كانت قوية وممتعة ومثيرة وحقق النصر الفوز المستحق وعزز به مركز الوصافة بتوسيع فارق النقاط بينه وبين مطارده الهلال على المركز.. وسنركز على أهم أسباب الفوز النصراوي والخسارة الهلالية المتوقعة: كرة القدم هي منافسة رياضية تأخذ أشكالاً تنظيمية في الملعب تسير بها نحو الأهداف التي أهمها الدفاع عن المرمى والبحث عن شباك الخصم لإصابته وكل هذا يتطلب الممارسة والتدريب الجيدين فيما يسبق المنافسات الكروية وكلما تمت الممارسة والتدريب على نحو جيد زاد احتمال التحسن في الأداء وطبيعته وشخصية اللاعب واستعداده وكلها مؤثرات موقفية تساعد على تحسين الأداء نحو الوصول للهدف أو الفوز وهي النقطة الوحيدة التي يبحث عنها المتباريان، وفي لقاء الديربي العاصمي من الذي حقق الفوز الأخير؟ كان النصر بجدارة بعد أن نجح مدرب النصر ميرشا في رسم الخطة والطريقة المناسبتين للمباراة بتوظيف قدرة لاعبيه بشكل جيد في أول مهمة له. كيف فاز النصر؟ عالج الخلل الدفاعي النصراوي في العمق بوضع ثلاثة مدافعين ( الحارثي والجنوبي والداود) وخلفهم حارس يقظ ومتمكن وهي نقطة تسجل لصالحه ولم يقتصر التوظيف الدفاعي لهذا الثلاثي على أبعاد الكرات بطريقة عشوائية عن منطقة الخطر فقط بل الذود وببسالة عن المرمى ومن ثم استخلاص الكرات من بين أقدام الهجوم الهلالي والبدء في صنع الهجمة وهو ما لمس على أرض المباراة ولأول مرة نراه في خط الدفاع النصراوي وهي حقيقة شاهدناه وظهر التوازن في هذا الخط جيدا. كما أن الوسط النصراوي كان فعالاً في مجابهة الكثافة العددية لفريق الهلال وتواجد في منتصف ملعبه معظم الوقت لعمل التوازن بين الدفاع في حالة الكرة مع الخصم ومن ثم القيام بمهام الهجمات المرتدة السريعة بالانتشار والتحرك السليمين لنقل الكرة إلى ملعب الهلال ونجح به أدريان الروماني وماطر والزهراني والجنوبي وتميم بجدارة والدليل الهدف النصراوي الأول الذي جاء ليعبر عن طريقة مدروسة جيدة انكشفت خلالها التغطية الدفاعية الهلالية. هدف النصر الأول في الدقيقة (32) خطأ للهلال تقدم هلالي للاستفادة منه بطريقة عشوائية وكانت هناك كثافة هجومية دون فاعلية أومنهج نفذ من التمياط بشكل أسوأ لتتحول الكرة للفريق النصراوي ومن ثلاث تمريرات بتحركات رائعة ومدروسة في توجيه الكرة استطاع الثلاثي الجنوبي وتميم لتشكيل كثافة هجومية بالعدد مقابل الدفاع الهلالي لتكشف المرمى أمام إبراهيم ماطر الذي تلقى تمريرة تميم الرائعة وأودعها شباك الدعيع معلناً تقدم فريقه بلغة الأهداف المعترف بها في عالم كرة القدم. هدف النصر الثاني من الروبرت واصل النصر فرض أسلوبه المميز قياساً بمبارياته السابقة وتحرك المهاجم النشط والفعال عبد الرحمن البيشي في الأماكن الفارغة في خط الدفاع على الطرف الأيسر عندما يتحرك الدوخي لمساندة الهجمة وفي العمق عندما يتخلى الغامدي عن المساندة الدفاعية وتلاعب بالكرات التي تصل إليه من الدفاع والوسط لفريقه بقلبي الدفاع المفرج وسليمان كما يشاء في الدقيقة (77) ومن كرة ميتة تماماً كان الأقرب لها المفرج واستطاع بطريقة جيدة أن يتسلل من بين بلادة المفرج ويخطف الكرة ويستدير بها كأنه روبرت آلي متجها نحو المرمى وسط متابعة بليدة أخرى من الخثران وسليمان وأخيراً الدعيع فسدد في المرمى معلناً انتصار فريقه المستحق ورسوب خط الدفاع الهلالي في المواجهة. حكاية التفوق النصراوي العمل بصمت حكاية التفوق النصراوي بدأت منذ قدوم المدرب الروماني ميرشا أو من قبل ذلك بالمعنى الصحيح من قبل الإدارة النصراوية التي استغلت التوقف الاضطراري للدوري بشكل سليم وبحثت عن مدرب يستطيع تعديل أوضاع الفريق والتغلب على الظروف الصعبة باستقالة المدرب السابق نومبا فيكتش اليوغسلافي فتعاقدت مع الروماني ميرشا الحائز على أفضل مدرب في رومانيا 2003م وحددت الأهداف باللقاء الهام بالاستفادة من خبراته وكل ذلك دون ضوضاء لأول مرة بالنصر وبدأ الإعداد لمواجهة المنافس التقليدي قبلها باسبوعين وكثف المدرب النشاط التدريبي للاعبين برفع معدلاتهم اللياقية وتلمس نقاط القوة والضعف في الفريق واكتشاف الخلل ونجح في إعادة توازن الفريق في مدة وجيزة دون ضجيج وأعاد الثقة للجماهير النصراوية بالأمل بالحصول ولو على بطولة واحدة. الهلال حكاية ثانية لعلي ابدأ هنا بحكاية الهلال قبل خوض المواجهة العاصمة التي انتهت بخسارة متوقعة من قبل الخبراء الفنيين الذين يستطيعون التنبؤ في مثل هذه المباريات التي تتطلب إعدادا خاصا وقوي عدا كونها تنافسية مثيرة يرصدها التاريخ الكروي.. حكاية الهلال مع الإعداد للمنافسة الرياضية أخذت شكلا آخر حيث غياب عناصر الفريق المحترفة أجنبياً لأكثر من عشر أيام في دولهم للاحتفال مع ذويهم برأس السنة وإجازات للفريق الكروي متكررة ومنقطعة لمدة أربعة أيام قبل انقضاء السنة الميلادية الأخيرة وقبلها ثلاثة أيام بعد توقف الدوري عدا إجازة الجمعة التي تعقبت المباريات الودية ثم إجازة لمدة يوم واحد قبل المباراة بثلاثة أيام على طريقة التفاؤل من الجهاز الفني .. كل هذا والمتابع لتدريبات الفريق يرى أن الإعداد عادي جداً تمثل في القيام ببعض الجمل التكتيكية بتبادل الكرات ثم التمديد والمغادرة أضف إلى ذلك إبعاد نجوم الفريق لأسباب لم يعرف مقصدها الجابر والشيحان والدوسري والشريدة وتحجيم أدوارهم الكروية . الدوخي فقط .. والبقية كومبارس في المباراة المصيرية تلمس وتحس بالخطورة الهلالية إلا إذا كانت الكرة بين أقدام الظهير العصري أحمد الدوخي الذي كان وحيداً في الشوط الأول سدد وهاجم وضيع أكثر من فرصة خطرة لزملائه وحرك معه المهاجم الجامبي جاتو سيسيه عدا ذلك تجد أجسادا تتحرك بالكرة في ملعب الخصم وتتناقل كرات ميتة بعيدة عن الرائحة الفنية لكرة القدم بمعنى أوضح أن البقية كانوا (كومبارس) . الأهداف هي لغة كرة القدم وهز الشباك والتخطيط له هو المذاق الوحيد لها .. لكنك في الهلال لن تلمس هذا مادام اديموس يصر على أخطائه الفنية منها مهاجم واحد أمام كرات الدوخي وسيسيه العرضية عديمة الفائدة تراوري وأمام ثلاثة مدافعين ماذا نعتقد أن يحصل احتواء لدفاع النصر لقد كان الهلال يفتقر لمهاجم آخر في المنطقة لا بكثافة عددية خارجها دون توجيه أو دقة للكرات هذا هو حال الهلال سيطرة على الكرة دون فاعلية عندما تصل للمرمى . افتقاد التوازن قوة الهجوم الهلالية غير منطقية قياساً بالطريقة التي يلعب بها أديموس المكمل غير متواجد مع تراوري اللاعب الذي يسدد من خارج المنطقة اختفى لتواضع التمياط وغياب الجمعان المهام الهجومية والتوازن الدفاعي انعدم في الكرات المرتدة للفريق النصراوي . تشكيلة هلالية خاطئة التشكيلة التي بدأ بها السيد أديموس خاطئة تماما ولم يراعي بها احترام المنطق الذي يقول إن اللاعب حسين العلي الذي يتدرب بصفة يومية هو الأجدر باللعب أساسي بدلا من أن يتمتع بإجازات طويلة أو أن اجتهادات المفرج تعطي له الأحقية في إبعاد أفضل مدافع في الفريق شريدة عن التشكيلة لأسباب مكشوفة للجميع كانت نتيجتها الفجوة الدفاعية الهلالية في المباراة كما أن إهدار الكرات من سيسيه وتراوري أمام المرمى نقطة يجب التوقف عندها خصوصا الأخير الذي يتفنن في (تطويش) الكرات عالياً.. الاستفادة من الخثران في الوسط والاستعانة بالجري بدلاً منه لأنه لاعب جاهز بدنياً ولياقيا من زميله الخثران الذي يتضح أنه يعاني إصابة . وجود نواف خطأ ويؤخذ على المدرب أيضا الزج باللاعب العائد من الإصابة نواف التمياط في المباراة منذ البداية وهو الذي كان غائبا عن الفريق قبل لقاء الحمادة الودي ثلاثة أيام سعد الدوسري كان جاهزاً ودخوله كان سينشط الجهة اليسرى التي افتقدت الشلهوب والتمياط كان غائباً ولم يقدم سوى عرضية هدف التعادل الهلالي مع بداية الشوط الثاني الذي قدم له مدافع النصر الحلوي الكرة قبل أن يلعبها ونتيجة ذلك أخرجه المدرب ميرشيا الروماني من المباراة عقاباً على ذلك لأنه كرر الخطأ تماما مرة ثانية . تركيبة الفريق غير مناسبة عموما كل هذه الأمور تؤكد أن سياسة الهلال في الإعداد خاطئة وفحواها العديد من المجاملات والمحسوبيات على حساب الفريق الذي يعج بالنجوم ولذا لا غرو في أن نجد ضعفا عاما في الأداء الهجومي والجماعية وصناعة الهجمات المنوعة من جميع الاتجاهات وليست وتيرة واحدة طوال (14) مباراة إضافة إلى التغييرات العشوائية التي لا يمكن أن تحمل فكرا تدريبيا إطلاقا . سيناريو يتكرر خسر الهلال المتواضع فنياً ولياقيا وبالتحديد فإن جميع خسائر الهلال أو تعادلاته تأتي في الربع الأخير من المباراة التي يقل فيها المخزون اللياقي ولكم أن تعودوا لذلك . من لقاء النصر والهلال