يناقش الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون ملفات ساخنة في واشنطن اليوم، تختبر صلابة صداقتهما، لا سيّما ملف الاتفاق النووي الايراني والحرب السورية والتبادل التجاري بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وبدأ ماكرون أمس زيارة دولة للولايات المتحدة، هي الأولى لزعيم أجنبي خلال عهد ترامب. وتناول الرئيسان وزوجتاهما عشاءً خاصاً في مدينة ماونت فيرنون، مسقط رأس جورج واشنطن أول رئيس أميركي وقائد حرب استقلال الولاياتالمتحدة، والذي كان تحالفه مع فرنسا حاسماً في هزيمة المستعمرين البريطانيين. ويستقبل ترامب ماكرون صباح اليوم في البيت الابيض، ثم يجريان محادثات، تبدأ منفردة ثم تتحوّل موسعة، يليها مؤتمر صحافي مشترك. ويلقي ماكرون غداً كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس، في ذكرى خطاب ألقاه الرئيس الفرنسي السابق الجنرال شارل ديغول أمام الكونغرس في 25 نيسان (أبريل) 1960، قبل أن يلتقي طلاباً في جامعة جورج واشنطن. وكان ماكرون دعا ترامب وزوجته ميلانيا إلى احتفالات العيد الوطني الفرنسي في تموز (يوليو) الماضي، وتناول الرئيسان العشاء في مطعم باريسي عريق في برج إيفل، ما ترك أثراً كبيراً لدى ترامب الذي وجد في ماكرون أفضل صديق في أوروبا، ويكاد ان يكون الوحيد بين الرؤساء الأوروبيين الذين تربطهم علاقة شخصية ودية معه. وسيثير ماكرون مع ترامب كل ما يجمع أوروبا بالحليف الأميركي، وكذلك ملفات تثير خلافات بين الجانبين، بينها الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست ومسيرة السلام في الشرق الأوسط ومسائل مرتبطة بالحرب في سورية، لا سيّما احتمال الانسحاب الأميركي منها. وعندما انتُخِب ماكرون رئيساً لفرنسا، اتصل به ترامب مهنئاً، قائلاً: «أنت منتصر، كان انتخابك عظيماً مثل انتخابي». وذكر الباحث الفرنسي دومينيك موازي أن الرئيس الأميركي «يستفيد من علاقة ودّ مع نظيره الفرنسي، ليقول لخصومه الديموقراطيين: تعتبرون أنني جاهل وبلا ثقافة، لكنني صديق للأكثر ثقافة بين الرؤساء الأوروبيين». واضاف ان ماكرون يستعيد واقعية ديغول في تعامله مع ترامب، كما كان الجنرال الراحل يتعامل مع الزعيمين الصيني ماو تسي تونغ والسوفياتي نيكيتا خروتشوف. وسيقدّم ماكرون لترامب غرسة من شجرة سنديان نمت في شمال فرنسا، قرب موقع «معركة غابة بيلو» حيث قُتل حوالى ألفين من جنود مشاة البحرية الأميركية (المارينز) خلال الحرب العالمية الأولى. وسيكون الاتفاق النووي الإيراني في صلب محادثات ترامب – ماكرون، علماً أن الرئيس الأميركي كان أمهل الأوروبيين حتى 12 أيار (مايو) المقبل لإصلاح «عيوب جسيمة» في الاتفاق، مهدداً بالانسحاب منه. ويضطلع ماكرون بما يشبه مهمة إنقاذ الاتفاق المُبرم عام 2015، وقال لشبكة «فوكس نيوز» الأحد: «هل الاتفاق مثالي وأفضل شيء لعلاقتنا مع إيران؟ لا. ولكن بالنسبة إلى البرنامج النووي ماذا لدينا كخيار أفضل؟ لا أرى شيئاً». وأضاف: «ليست لديّ خطة بديلة للنووي في مواجهة إيران. أريد التصدي لصواريخها الباليستية واحتواء نفوذها الإقليمي». وتابع أنه يعتزم القول لترامب: «لا تخرج من الاتفاق طالما أن ليس لديك خيار أفضل للنووي، ودعنا نستكمله ب(اتفاق حول) البرنامج الباليستي واحتواء إقليمي» لطهران.