لوّح الرئيس الإيراني حسن روحاني بردود فعل «متوقعة وغير متوقعة»، إذا انسحبت أميركا من الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، فيما هدد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ب «خطوات تقنية مذهلة». أتى ذلك عشية استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومناقشتهما سبل الحفاظ على الاتفاق، بعدما أمهل ترامب الترويكا الأوروبية في كانون الثاني (يناير) الماضي حتى 12 أيار (مايو) المقبل لإصلاح «عيوب جسيمة» في الاتفاق، مهدداً بالانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات أميركية على إيران. وقال روحاني: «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية مستعدة تماماً، بتصرّفات يتوقعها (الأميركيون) وأخرى لا يتوقعونها». وتهكّم على «القيادة العجيبة والنادرة لترامب، التي قلّ مثيلها في تاريخ الولاياتالمتحدة». وتحدث عن توجيه «صفعة إلى الولاياتالمتحدة التي حاكت مؤامرة اقتصادية، وظّفت خلالها العملة الصعبة لإثارة فوضى في الاقتصاد الإيراني». وتطرّق ألي قرار المصرف المركزي الإيراني توحيد سعر صرف الريال، بعدما خسر ثلث قيمته في غضون أشهر، قائلاً: «كانت ضربة وقائية ضد أي قرار أميركي في 12 أيار. كان جلّ أمل (الأميركيين) إحداث فوضى في سوق (العملة الصعبة). أعِدْ الشعب بإجهاض مؤامرة العدو، وسواء بقي الاتفاق النووي سارياً، أو حتى من دونه، لن تكون لدينا أي مشكلة». أما صالحي فأعلن أن المنظمة ألإيرانية «مستعدة تقنياً لكل السيناريوات»، وتابع: «قلنا مراراً إننا نأمل بألا يحصل ذلك إطلاقاً وبألا نُرغم على اتخاذ خطوات تقنية تذهل الطرف الآخر». واستدرك: «هذا الكلام ليس مبالغاً فيه وليس شعاراً، لأن صدقية إيران والمنظمة ستكون على المحك». وذكّر بإعلانه استعداد بلاده لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في غضون 4 أيام، وزاد: «حين يتخذ النظام قراراً سننطلق مثل جيش، لكننا نأمل بأن يتعقل الطرف الآخر وألا يتخذ قراراً يؤذيه ويوقع آخرين في متاعب». إلى ذلك، سيكون ماكرون أول زعيم أجنبي يستقبله ترامب بتشريفات «زيارة دولة»، ويقيم له عشاءً خاصاً في «ماونت فيرنون»، المقرّ التاريخي للرئيس جورج واشنطن، وحفلة في حديقة البيت الأبيض وأمسية ساهرة في صالوناته. ويتمتع الرئيسان بعلاقة وثيقة، لكنهما يختلفان في شأن الملف الإيراني، وسيحاول ماكرون إقناع ترامب بالبقاء في الاتفاق النووي. لكن الأوساط الفرنسية المتابعة لهذا الملف ترجّح أن ينسحب ترامب منه في 12 أيار ويعيد فرض عقوبات على طهران. وتشير إلى أن باريس تشارك واشنطن جزءاً من رأيها المتحفظ على السياسات الإقليمية لإيران وبرنامجها الصاروخي، لافتة إلى أن المسألة تكمن في كيفية تقديم توصيات أوروبية قوية تكفي لتأمين ضمانات تقنع ترامب بالحفاظ على الاتفاق. وقال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية إن «الأوروبيين، لا سيّما بريطانيا وفرنسا وألمانيا، يعملون بجدية في محاولة لمعالجة بعضٍ من أهم أو أبرز مخاوفنا المتعلّقة بالبرنامج الصاروخي لإيران، مثل الفقرة التي تنصّ على انتهاء العمل بالقيود على البرامج النووية الإيرانية بعد 10 سنين». واستدرك أن «هذا العمل لم ينتهِ بعد».