فوجئ جمهور مهرجان «روك أن سين» (الروك فوق ضفاف نهر السين) الباريسي الذي انتهى أخيراً، باسم المغني فارس بدوان مدوّناً مرتين على البرنامج في الأمسية نفسها. فهو قدّم وصلة بعنوان «كاتس أي» (عين القطة) برفقة المغنية الكندية راشيل زيفيرا، ثم ظهر مع فرقته «ذا هورورز» (المروعون) وعلا الهتاف والتصفيق مع كل أغنية أداها بصوته المميز الذي يعشقه محبو موسيقى الروك الأصيلة. نجومية بدوان ابن ال 25 سنة، المتحدر من أب فلسطيني وأم بريطانية، نشأت في إحدى ضواحي لندن حيث ترعرع وعرف ألف باء الموسيقى. فعندما كان مراهقاً يعشق الروك أند رول، أسّس وأصدقاءه «عصابة» كما يصفها، يجتمع أفرادها للقضاء على الملل من خلال الغناء والموسيقى. وسرعان ما فرض نفسه مغنّياً للعصابة، لأنه موهوب في تقليد نجوم الروك أند رول خصوصاً الذين لمعوا في ستينات القرن الماضي، ولأنه يتمتّع بحنجرة قوية. هكذا درّب بدوان صوّته، وكان أفراد عائلته وأصدقاؤه وزملاؤه في المدرسة لجنة التحكيم التي شجّعته ووجهت إليه الملاحظات الأولية. رويداً رويداً صار لل «عصابة» جمهور يتابعها في حفلات خاصة غالبيته من هواة الروك وأغنيات الستينات، الى أن اكتشفت شركة إنتاج بدوان وأفراد عصابته وتولّت تشجيعهم على تسجيل أسطوانة تحمل أغنيات من تأليفهم. فتحوّل اسمهم من «عصابة» الى فرقة «ذي هورورز» (المروّعون) التي سجّلت أغانيَ أطربت هواة الروك، راسمة لنفسها أسلوباً مميزاً سواء لناحية الزيّ أو الأداء أو إحياء الحفلات. وشهد عام 2009 سطوع نجم الفرقة التي سجّلت الأسطوانة الثانية مازجة بين الأغاني الجديدة التي يؤلفها «المروّعون» ومجموعة مختارة من روائع روك الستينات التي بنت الفرقة شهرتها عليها. خلال جولاته، تعرف بدوان إلى المغنية الكندية راشيل زيفيرا المتخصصة في اللون الكلاسيكي. استمع إلى وصلاتها وأسطواناتها، أعجب بها وصار يتبادل معها حب الموسيقى ويمضي بعض الوقت في صحبتها يفسر لها سبب ميله الشديد الى الروك أند رول. فاستطاعت زيفيرا التأثير فيه وجعلته يُغرم بالموسيقى الكلاسيكية، وصار يُدندن كلماته على خلفية ألحان بعض أغانيها الأوبرالية. اقتنعت زيفيرا بما قدّمه، فعرضت عليه مشاركتها الغناء في أسطواناتها وفي حفلاتها تحت عنوان «كاتس أي» (عين القطة) التي قدّما إحداها في باريس أخيراً. وهكذا صار بدوان يقسم وقته بين فرقة «المروعون» وثنائي «عين القطط»، وينتقل من لون موسيقي إلى آخر بكل سهولة، ما لفت انتباه الشركات المنتجة والهيئات المتخصصة في تنظيم المهرجانات الموسيقية الدولية. ويتباهى بدوان اليوم بتطويره أغاني الروك التي يؤديها أعضاء فرقته والتي أدخل إليها أخيراً نفحة كلاسيكية ناعمة بعد تأثره بتجربته الفنية مع زيفيرا. وعلى سبيل المثال، أدخل آلة الكمان الى روك «المروّعون» مع أن لا مكان لها في هذا النوع الصاخب من الموسيقى. وكل هذه التغييرات يمكن للمستمع ملاحظتها في أسطوانة الفرقة الجديدة «سكايينغ» (محلقاً في السماء) التي وقّعتها على هامش المهرجان الباريسي، بالتزامن مع صدور أسطوانة ثنائي «عين القطة». وسيكون هواة الروك والكلاسيك على موعد مع «المروّعون» و «عين القطة» في مدن أوروبية الخريف المقبل، في إطار الترويج للأسطوانتين الجديدتين.