شهدت الواجهة البحرية للعاصمة اللبنانية مساء الخميس حفلاً موسيقياً لفرقة الروك الأمريكية “ريد هوت شيلي بيبرز” التي تشبه موسيقاها الصاخبة بيروت النابضة بالطاقة والحياة، و”المدهشة” كما وصفها أعضاء الفرقة خلال الحفلة. وأفاد المنظمون بأن أكثر من 12 ألف متفرج حضروا الحفلة التي قدمتها فرقة الروك الأمريكية، وهي الأولى لها في لبنان، وتندرج في جولة تهدف إلى الترويج لألبومها الأخير “أيم ويز يو”. وأدت الفرقة خلال الحفلة 18 أغنية تعتبر من نجاحاتها طوال مسيرتها التي انطلقت في لوس أنجليس في العام 1983. ولم تتأثر الحفلة سلباً بالوضع الأمني المتوتر وبالاحتجاجات التي سبقتها من بعض الجمعيات والناشطين على خلفية إحياء الفرقة حفلة في “إسرائيل” السبت. وكانت الفرقة اللبنانية الشبابية “مشروع ليلى” عدلت عن إحياء الجزء الأول من الحفلة لهذا السبب وحلت مكانها فرقة محلية وشبابية أخرى هي “بيندول”. وكان المسرح اشبه بعلبة سوداء سقفها مرتفع ونصبت شاشات عملاقة كخلفية لها. وتميز العرض بإضاءة جميلة. وأمام الفرقة ماج بحر من جمهور متحمس يغني ويهتف ويصفق ويتفاعل ويصور. والبعض رسم على وجهه رمز الفرقة وارتدى قمصانا قطنية سوداء كتب عليها اسمها. وبدا الجمهور حافظاً عن ظهر قلب أغنيات الفرقة، وأسماء أعضائها، المؤسسين المغني أنتوني كيدس، وعازف الباص مايكل بالزاري المعروف ب”فلي”، وتشاد سميث على الدرامز، وجوش كلينغوفر عازف الغيتار وأصغر أعضاء الفرقة سناً، وغيرهم. وبالموسيقى الصاخبة التي تمزج إيقاعات الدرامز بالغيتار الكهربائي كانت البداية مع أغنية “موناركي اوف روزيز” حيث أطل أنتوني كيدس بسروال أسود مختلف وغير تقليدي، طويل من جهة، وقصير من الجهة الأخرى، بحيث يظهر الجوارب الرياضية الطويلة. واعتمر كيدس قبعة كتب عليها بالأبيض “أوف”، وكان كعادته في حفلاته عاري الصدر مظهراً الأوشام التي تزين كتفيه وظهره وجسده ويبرز على زنده اليمين وشم يمثل وجه هندي أمريكي. وكذلك فعل “فلي” عازف الباص المعروف، الذي ظهر مرتديا البنطلون نفسه وعاري الصدر. وتوالت المشاهد المرافقة للأغنيات على الشاشات، وبينها نقل حي للفرقة، أو للجمهور المتحمس الحاضر. وتفاعل الجمهور مع صوت كيدس وإيقاعات سميث، وعزف “فلي” وجوش، إذ تمزج “ريد هوت شيلي بيبرز” عناصر موسيقية عدة وأنماطاً تدور كلها في فلك الروك من الفانك والبانك والهارد روك. وغنى كيدس “أراوند زي ورلد” وراح يقفز ويركض من يمين المسرح إلى يساره وبالعكس قائلا “بيروت مدهشة”، وسط الهتافات . وحين أنشدت الفرقة “سنو” اشتعل الجمهور وغنى مع الفرقة “آزر سايد”، ثم حمل كيدس العلم اللبناني ووضعه على الأجهزة خلفه. وعلى إيقاع أغنية “ثرو أواي يور تلفزيون” اقتحم أحد المعجبين المسرح عاري الصدر رغم الإجراءات المشددة، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى أعضاء الفرقة. كذلك أنشدت الفرقة بعضاً من أغنياتها الرومانسية على غرار “أدفانتشرز أوف راين دانس ماغي” وتوجه “فلي” إلى الجمهور مرارا شاكرا بيروت قائلا “انه امر غير معقول أننا نغني هنا. أنتم جمهور جميل، نحن مسرورون بمجيئنا وبتقديم حفلتنا. شكراً بيروت”، داعياً إلى الحب والسلام. وبعد أغنية “كاليفورنيكايشن” التي كرست نجاح الفرقة في العام 1999، قدم كيديس أغنية “باي زي واي” الانسيابية التي كتبها لصديقته في العام 2002. وبعد خمس دقائق من التصفيق المتواصل، عاد تشاد سميث إلى المسرح، وتلاه أعضاء الفرقة، لكن بعد خمس دقائق أخرى أطل أنتوني كيدس منشداً مع جوش كلينغهوفر أغنية “سير سايكو سيكسي”. والختام كان إعصاراً مع أغنية “غيف أت أواي”. وانسحب أنتوني شاكراً “جمهور بيروت الرائع”، وكذلك فعل “فلي”، فيما رمى تشاد عصي الدرامز في اتجاه الجمهور. وكتب “فلي” في تغريدة على صفحته على “تويتر” بعد الحفلة مباشرة “لم أصدق أن الفرصة سنحت لنا لكي نغني ونعزف في بيروت. إنه مكان مدهش. شكراً للبنانكم الجميل”. تجدر الإشارة إلى أن أنتوني كيدس يكتب معظم أغنيات الفرقة التي تتضمن سخرية وتتناول الحياة والموت والنساء والزواج والشهرة. وفي سجل الفرقة عشر أسطوانات بيع منها نحو مائة مليون نسخة، ودخل أعضاؤها في أبريل الفائت “متحف مشاهير الروك آند رول”. أ ف ب | بيروت