هبَّ المشجعون السعوديون من كل حدب وصوب لنصرة «ابن جلدتهم» النجم الدولي ياسر القحطاني بعد أن قامت جماهير الوحدة «الإماراتي» بتقريع اللاعب والهتاف ضده بالأهزوجة السعودية الخالصة إنتاجاً وتأليفاً ولحناً: «ياسر وينه... في الاستراحة»، وقامت الجماهير «النصراوية والاتحادية» قبل الهلالية وانتفضت للدفاع عن محاولة تقريع اللاعب والانتقاص منه وتبنت حملة «ولدنا أكبر من دوريكم». هذا كله حدث في أقل من سويعات من نشر صحيفة «الإمارات اليوم» للمانشيت القضية «ياسر في الاستراحة». عزيزي القارئ... دعك من ياسر وتخيل معي أنك شاب روماني «مخلص» وأن ابن جلدتك ميريل رادوي يلعب في الدوري السعودي وأن ثمة أشخاصاً تحدثوا عن الصليب الموشوم في معصمه واتهموه بأنه «قليل أدب» ولا يحترم أنظمة وقوانين البلد الذي يعيش فيه وأن الجهة الأكبر «الرئاسة العامة لرعاية الشباب» أصدرت تعميماً على خلفية القضية تطالب فيه اللاعبين والأجهزة الفنية الأجنبية بعدم ممارسة طقوسهم في الملاعب. تخيل معي مجدداً أنك شاب روماني وتنامى إلى مسمعك كل ذلك، هل ستقف «مكتوف الأيدي» أم أنك ستزبد وترغد وتصرخ بأعلى صوتك أن «رادوي أكبر من دوريكم». أغرق قليلاً في التخيل وتخيل أنك «كولومبي الأصل والمنشأ» وأنك سمعت ما يدور حول محترف النصر خوان بابلو بينو و«الوشوم» على يده وضع في تصورك كل الصور الذهنية المسبقة عن المسلمين والعرب وفكر فيما سيدور في خلدك وثق تماماً أن كلمة «بينو أكبر من دوريكم» هي أقل كلمة ممكن أن تتبادر إلى ذهنك. لا غرو في أن تكون لنا «أخلاق محلية» ذات معايير «متدنية» تتيح انتهاك خصوصية «الأخ والزميل والمنافس» وتقريعه بل وربما «شتمه» ثم ما تلبث أن تتحول الأمور 180 درجة في الاتجاه المعاكس إذا تمت «عولمتها» لأن «المعطيات مختلفة» ليس لأن هناك مثلاً شعبياً متأصلاً يقول: «أنا وابن عمي على الغريب» بل لأن ثمة مسؤولاً كبيراً قال ذات مرة «عليكم بالتحلي بالأخلاق السعودية». [email protected] twitte | @aljabarty