فرضت الجزائر إجراءات رقابية على كتب سلفية وشيعية وأخرى تدعو الى الفكر الإلحادي لمنعها من حضور معرض الكتاب السنوي. و تعطي الإجراءات انطباعا بمواصلة الجزائر جهودا في سبيل كبح التيار السلفي في البلاد، حيث بلغ عدد العناوين المحجوزة حوالى 400، وذلك قبل موعد افتتاح التظاهرة الدولية الأربعاء المقبل. وكشف مسؤول في وزارة الثقافة أن مصالحها منعت دخول 400 عنوان إلى المعرض الدولي للكتاب الذي تستعد الجزائر لاحتضانه في الفترة بين 21 أيلول (سبتمبر) الجاري حتى نهايته. وقال ان معظم العناوين التي تم حظر دخولها الى الجزائر تتعلق بكتب دينية، لافتا الدول التي ترغب في المشاركة في المعرض الى «الانتباه إلى مضامين الكتب التي يرسلونها»، وأن الأولوية ستكون «للكتب العلمية والأدبية»، معلنا منع الكتب التي «تحرض على الإرهاب، أو التي تروج للفكر الشيعي، والمسيئة للدين الإسلامي والأخلاق». وتردد أن مصالح الجمارك منعت 1200 نسخة على الأقل من كتب دينية إيرانية، رفضت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف منحها الترخيص للمشاركة في المعرض. وتروج الحكومة الجزائرية، منذ سنوات، لبرامج للحد من «التطرف». وخصصت قناة تلفزيونية وأخرى إذاعية تجتهد في الترويج للمذهب المالكي. ومع أن السلطة لا تسعى للتصادم مع السلفيين، إلا أنها تتوجس من «الفكر السلفي الجهادي»، كما برز بشكل لافت دور الزوايا في المشهد الديني وبات لروادها حضور مميز في هيئات رسمية ودينية. وتشير معطيات عن المعرض الى منع كتب تقول الجهات المنظمة أنها «تدعو الى الإلحاد»، و أخرى «تهتم بالشأن الجزائري وكأنه مرشح للثورة بسبب فساد النظام». وقالت الإذاعة الرسمية أن موضوع «الثورات العربية» وانعكاساتها سيكون من ابرز محاور المعرض الذي يستضيف لبنان كضيف شرف. وخصصت إدارة المعرض نقاشات مرتبطة بالربيع العربي: «الربيع العربي في الروايات العربية» و»ربيع الشعوب العربية»، «الثورات العربية»، «اشكالية العالم العربي في حالة تمرد»، «الاضطرابات أم الثورة»، «رد فعل الأجهزة الأمنية في هذه المظاهرات الشعبية»، الإسلام والديموقراطية»، «أسباب الاحتجاجات في العالم العربي».