أصدر المراقب العربي الأسبق للأوضاع في سوريا الجزائري أنور مالك المقيم في فرنسا كتابا بعنوان «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر». عن مؤسسة الشروق للإعلام والنشر. وأنور مالك هو المراقب العربي الأشهر الذي استقال من بعثة مراقبة جامعة الدول العربية احتجاجاً على الممارسات السورية التي منعت المراقبين من أداء مهامهم بحرية. وأحدث الكتاب ضجة عالمية، عند صدوره في الجزائر ضجة مدوية وحظي بإقبال واسع حيث إحتلّ الصدارة من حيث المبيعات في المعرض الدولي للكتاب الذي عقدت فعالياته الصيف الماضي بالعاصمة الجزائرية. والكتاب وثيقة نادرة تفضح النشاط الخليط من التبشيري والسياسي للنظام الأيراني في الجزائر والمنطقة المغاربية ودور إيران ومخططاتها وشبكاتها العنكبوتية في المغرب العربي، خاصة خلال التسعينيات من القرن الماضي حيث شهدت الجزائر مواجهات دموية. وفضح الكتاب أدوار إيران الخفية في نشأة الجماعات المسلحة وتدريبها وتموينها واحتوائها وتوجيهها لخدمة المصالح الإيرانية. وأثار الكتاب النظام الإيراني حيث ردت سفارته بالجزائر على الكتاب قبل توزيعه عندما نشرت يومية «الشروق» الجزائرية الواسعة الإنتشار من بعضاً محتواه. وجاء الردّ في بيان رسمي إرتجالي أتهمت فيه المؤلف كعادتها، بإشعال الفتنة بين المسلمين على حدّ زعمها، غير أنها تجاهلت الوثائق والملفات الموثقة بالأسماء والأحداث والوقائع التي جاءت في الكتاب المتكون من 622 صفحة و7 فصول من الحجم العادي. الفصل الأول جاء تحت عنوان «المدّ الشيعي بين الواقع والمآل»، حيث تناول فيه الكاتب في 24 باب مختلف قضايا التشيع والشيعة في الجزائر. ناقش بإسهاب مختلف المواقف الرسمية من الظاهرة ووصفها بالمتناقضة بين من يهوّل وآخر يستخف بها ويصفها بالخرافة. المثير في الكتاب هو كشفه لملفات لأول مرة عن علاقة إيران والموالين لها بالإرهاب في الجزائر، وقد تناول ذلك تحت عناوين مختلفة منها «إرهابيون في ثكنات الحرس الثوري الإيراني» حيث تابع خطوات جزائريين تدربوا في إيران وبينهم من حكم عليه في القضاء الجزائري وأدانه. وفي موضوع تحت عنوان «إمارة الجيا تحت عمامة حزب الله» تحدث الكاتب عن تجربة أمير «الجماعة الإسلامية المسلحة» محفوظ طاجين ورفاقه الذين إرتبطوا بفتحي الشقاقي وعن طريقه تمكّنوا من تلقي تدريبات عسكرية وايديولوجية في معاقل «حزب الله» بجنوب لبنان. كما أجرى الكاتب لقاء حصريا في السجن مع أحد أبرز أمراء التنظيم والذراع الأيمن لعنتر زوابري. وكشف له بعض أوراق «الجيا» الشيعية من خلال أمراء دمويين تعاقبوا على قيادتها وقتلوا الجزائريين بطرق فظيعة جدا. بعدها عرّج الكاتب على تاريخ وواقع «العلاقات الجزائريةالإيرانية بين المدّ والجزر»، ليتعقب بطريقة ميدانية آثار الجزائريين الذين يسافرون إلى قم والنجف للدراسة وصاروا بارزين في الترويج للنظام الإيراني في الجزائر. وقد تناول أسماء صارت لديها الحصور الإعلامي ولها مؤلفات ويعتدّ بها فيما يسمى بالحوزات العلمية. بعدها أعطى الكاتب مسحا للنشاط عبر الأنترنيت الذي يمارسه شيعة الجزائر في مختلف المواقع والمنتديات وشبكات التواصل الإجتماعي على غرار الفايس بوك والتويتر والمدونات. ثم سجل وقفة مهمّة للغاية حول «مجالات المدّ الشيعي» في مختلف الميادين والأصعدة كالتعليم العالي والمدارس والشؤون الدينية والمساجد والجمعيات الثقافية والأحزاب السياسية... الخ. في موضوع جاء تحت عنوان «متشيعون بين الإستبصار والردة « تابع قضية تلقي بظلالها على المشهد وتتعلق بالذين يتركون مذاهبهم ويتشيعون ومن خلال رسائلهم المختلفة، كما تابع أيضا قضية المتشيعين الذين عادوا للمذهب السني ووصفوا ما كانوا عليه بالردة، ليعطي بعض الأمثلة ومن بينها فتاة جامعية جزائرية كانت قصتها مثيرة للغاية. وسائل التجنيد في حزب الله المغاربي وكشف أنور مالك في كتابه معلومات خطيرة عن وسائل المدّ الإيراني والطرق التي تستعمل لإغراء الشباب خصوصا، منها استعمال الحسناوات من لبنان ودول عربية مختلفة، وقد وجد هؤلاء ضالتهم في شبكات التواصل الاجتماعي من أجل الإيقاع بالشباب الجزائري المتعطش للهجرة خصوصا. في باب آخر تناول الكاتب قضية بعض المثقفين الجزائريين الذين أعلنوا تبعيتهم لإيران، وصاروا يمجّدون الخميني في أشعارهم وكتاباتهم. ليقف على مشروع العقيد الليبي معمر القذافي لبعث دولة الفاطميين الجدد في المغرب العربي، خلال حكمه قبل أن تطيح به ثورة عارمة. وبطريقة ميدانية ومن خلال معلومات أمنية وإستخباراتية توصل إليها، كشف المؤلف الغطاء عن مشروع «حزب الله المغاربي» وقدم معلومات عن إجتماعات وأسماء كانت تنشط من أجل بعث هذا الحزب غير أن إنفجار الوضع في ليبيا وتونس جعل القائمين على المشروع يؤجلونه إلى وقت لاحق. وبعمل ميداني آخر أيضا ومن خلال معلومات مهربة من محاضر تحقيقات أمنية، كشف المؤلف تفاصيل عن «الحسينيات» التي تقام في ربوع الجزائر في المناسبات الدينية الشيعية كعاشوراء حيث يتم الترويج فيها للنظام الإيراني وأديولوجياته. وأعطى تفاصيل دقيقة وخطيرة للغاية عن هذه المواقع في بعض الولاياتالجزائرية على غرار وهران وباتنة وتبسة وغرداية والعاصمة. قضية أخرى ساخنة آثارها الكاتب بإسهاب وتتعلق بفوائد إيران السياسية باستغلال زواج المتعة الذي يجيزه المذهب الشيعي. وقال مالك أن هذا النوع من المزواج من أبرز الملفات الخطيرة التي تهدد الواقع الإجتماعي والأخلاقي والديني للجزائريين. وحسب أنور مالك ومن خلال معطيات كثيرة قدمها عبر مؤلفه، أن زواج المتعة يتم نشره في الجامعات وقبلها بين الجماعات الإرهابية التي تختطف الفتيات والسبايا. وقرع الكاتب ناقوس الخطر في هذا الشأن معتبرا أن زواج المتعة صار وسيلة لإغراء الشباب بالتشيع الذي يضع المرء تلقائياً في خدمة النظام الإيراني سياسياً. واستخدمت إيران التشيع كفخ للتجنيد السياسي والفكري والترويج للنفوذ الإيراني. بروتكولات فارسية وواصل الكاتب حديثه عن مشروع الفرس في العالم العربي من خلال تناوله ل «بروتوكولات فارسية تحت المجهر»، حيث كشف الكثير من خلال وثيقة نادرة تبين حقيقة تصدير الثورة في إيران التي نظر لها الخميني وأتباعه في قراراتهم ومواقفهم وكتبهم وفتاويهم، وكيفية تهديدهم لأمن وإستقرار الدول العربية عن طريق بث الفتن والصراعات الإجتماعية. تحت عنوان «جغرافية التشيع في الجزائر» أعطى الكاتب أرقاما حيث قال الكاتب في ص167: «وفي سنة 2007 تمكّنّا من جمع معلومات من الجزائر، وحسب ما تمّ إحصاؤه من قبل جهات أمنيّة تكفّلت بهذا الملفّ، فإنّ عدد الأشخاص المتشيّعين حينذاك بلغ حوالي 1700 شخص أغلبيّتهم السّاحقة من الأسرة التربويّة المعروفة بالدّخل المتواضع، أي: إنّه ما يقارب 0,006% من مجموع السّكان. وأمّا النّشيطون والقائمون على شؤون الدّعوة الّذين يتمتّعون بمكانة والّذين يرتبطون بمكاتب المرجعيّات الشّيعيّة في الحوزات العلميّة سواء بإيران أم بالعراق فلم يتجاوز عددهم 400 شخص. كما أنّ نسبة 73% من هؤلاء المتشيّعين الجزائريّين قد زاروا إيران أو على الأقلّ سوريا أو لبنان. وقال: في شهر ماي 2011 تمكّنّا من وضع قائمة أرقام جمعناها عن أربعين ولاية من بين ثمان وأربعين ولاية جزائريّة، وهي أرقام جاءت عن طريق جهد ذاتيّ جبّار وبمساعدة بعض النّاشطين في هذا المجال وكذلك من خلال بعض التّسريبات عن أعداد الملفّات الّتي فتحتها المصالح الأمنيّة من أجل التّحقيق ومتابعة شأن المدّ الشّيعيّ هذا». ليضيف في الصفحة 171: « ففي الأربعين ولاية وصلنا إلى أنّ عدد الشّيعة النّشطين خلال 2007 هو حوالي 1000 شخص، أمّا في 2010 فقد بلغ حوالي 1500 شخص. في حين أنّ الّذين تلاحقهم شبهات التّشيّع قد بلغ حتّى شهر أبريل 2011 حوالي 1400 شخص. ممّا يجعل مجموع المتشيّعين في أربعين ولاية يقارب 3000 شخص، وهي نسبة بلا شكّ ضئيلة جدّا مقارنة بمجموع سكّان الجزائر». ولكنها تمثل نمواً خطيراً. بعدها تناول أنور مالك في كتابه ظاهرة «تهريب التشيع للجزائر من المشرق والمغرب»، حيث إعتبر أن الولايات الحدودية هي الأكثر عرضة لذلك خاصة الغرب الذي يأتي التشيع من المملكة المغربية وفي الشرق حيث تونس وليبيا، كما لم يتجاهل بعض الدول الخليجية من خلال جمعيات ومكتبات تتوزع في أوروبا خاصة. وتحت عنوان «لماذا يتشيع هؤلاء؟» قام بعملية مسح لكل رسائل المتشيعين المنتشرة عبر الأنترنيت والكتب، ليعطي بعدها حوصلة للعوائق والعلائق التي تعترض المتشيعين والمبشرين بالتشيع في الجزائر. كما لم يغفل في إدراج رؤية دينية تتناول عقائد الشيعة من خلال مؤلفاتهم وأيضا نبش في أغوار التاريخ ليتحدث الكاتب عن مواقف الشيعة في كثير من المراحل الحاسمة من عمر العالم الإسلامي، التي لم تعرف غير الخيانة والتآمر مع المحتلين والغزاة. أما الفصول الأخرى فقد تناول فيها الكاتب تطورات مختلفة لمسألة الإرهاب في الجزائر، بداية من التسعينات ووصولا إلى القاعدة المغاربية وأعطى مقاربات فكرية وتقنية لنهايتها في الجزائر وتداعياتها المختلفة عبر مسارها منذ انطلاقها إلى يومنا هذا. كما تناول أيضا قضية مقتل أسامة بن لادن في باكستان، وجاء في فصل آخر بشهادات حصرية عن إغتيال الرهبان الفرنسيين السبعة والتي لا تزال تثير الجدل بباريس. كما أنه تناول في الفصل الخامس «خفايا وراء القضبان» حيث كشف الغطاء عن أسرار الإسلاميين في السجون. ليعرج في الفصل السادس على الحديث عن المخابرات وعلاقاتها بالجماعات الإسلامية وتلك التقلبات التي عرفتها في العالم الإسلامي. ليختتم الكتاب بملحق وثائق لم يسبق نشرها سواء كانت بيانات للجماعات الإرهابية أو محاضر تحقيق أو صور أو قصاصات جرائد أو تقارير استخباراتية سرية. يعدّ كتاب «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» من أشهر مؤلفات الكاتب الجزائري أنور مالك العديدة، وهو لا يزال يحقق إنتشارا واسعا بين القراء الجزائريين ويطلبه بشغف شديد الكثير من القراء العرب في العالم. كتاب «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» للكاتب أنور مالك: فضح خفايا عن المدّ الشيعي وعلاقاته بالإرهاب وزلزل الصفويين في طهران قراءة د. سامي العثمان كتاب «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» صدر عن مؤسسة الشروق للإعلام والنشر. من تأليف الكاتب الجزائري المقيم بالمنفى أنور مالك، وهو المراقب العربي الأسبق الذي إستقال من البعثة وأحدث ضجة عالمية، وقد أحدث الكتاب عند صدوره في الجزائر ضجة كبيرة وإقبالا واسعا حيث إحتلّ الصدارة من حيث المبيعات في المعرض الدولي للكتاب الذي عقدت فعالياته الصيف الماضي بالعاصمة الجزائرية. وأعتبره المراقبون وثيقة نادرة تفضح النشاط الشيعي التبشيري في الجزائر والمنطقة المغاربية ودور إيران ومخططاتها في تلك الشبكات العنكبوتية، وخاصة خلال التسعينيات من القرن الماضي حيث شهدت الجزائر مرحلة دموية، فضح خلالها الكاتب المثير للجدل أنور مالك أدوارا خفية لطهران في نشأة الجماعات المسلحة وتوجيهها نحو ما يخدم مصالحها عبر التدريب ومحاولات الإحتواء والتموين. وهو الذي أزعج إيران التي ردت سفارتها بالجزائر على الكتاب قبل توزيعه عندما نشرت البعض من محتواه يومية «الشروق» الجزائرية الواسعة الإنتشار، وجاء الردّ في بيان رسمي إرتجالي أنكرت فيه إيران ما جاء به المؤلف، وإتهمته بلعب دور خفي لأجل إشعال الفتنة بين المسلمين على حدّ زعمهم، غير أنها تجاهلت الوثائق والملفات الموثقة بالأسماء والأحداث والوقائع التي جاءت في كتاب «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» المتكون من 622 صفحة و7 فصول من الحجم العادي. الفصل الأول جاء تحت عنوان «المدّ الشيعي بين الواقع والمآل»، حيث تناول فيه الكاتب أنور مالك في 24 باب مختلف قضايا التشيع والشيعة في الجزائر. ناقش بإسهاب مختلف المواقف الرسمية من الظاهرة ووصفها بالمتناقضة بين من يهوّل وآخر يستخف بها ويصفها بالخرافة. المثير في الكتاب هو كشفه لملفات لأول مرة عن علاقة إيران والشيعة بالإرهاب في الجزائر، وقد تناول ذلك تحت عناوين مختلفة منها «إرهابيون في ثكنات الحرس الثوري الإيراني» حيث تابع خطوات جزائريين تتدربوا بإيران وبينهم من حكم عليه في القضاء وتمت إدانتهم بذلك. وفي موضوع تحت عنوان «إمارة الجيا تحت عمامة حزب الله» تحدث الكاتب عن تجربة أمير «الجماعة الإسلامية المسلحة» محفوظ طاجين ورفاقه الذين إرتبطوا بفتحي الشقاقي وعن طريقه تمكّنوا من تلقي تدريبات عسكرية ودينية في معاقل «حزب الله» بجنوب لبنان. كما أجرى الكاتب لقاء حصريا في السجن مع أحد أبرز أمراء التنظيم والذراع الأيمن لعنتر زوابري والذي كشف له بعض أوراق «الجيا» الشيعية من خلال أمراء دمويين تعاقبوا على قيادتها وقتلوا الجزائريين بطرق فظيعة جدا. بعدها عرّج الكاتب على تاريخ وواقع «العلاقات الجزائريةالإيرانية بين المدّ والجزر»، ليتعقب بطريقة ميدانية آثار الجزائريين الذين يسافرون إلى قم والنجف للدراسة وصاروا بارزين في التبشير الشيعي في الجزائر. وقد تناول أسماء صارت لديها الحصور الإعلامي ولها مؤلفات ويعتدّ بها فيما يسمى بالحوزات العلمية. بعدها أعطى الكاتب الجزائري أنور مالك مسحا للنشاط عبر الأنترنيت الذي يقوم به شيعة الجزائر في مختلف المواقع والمنتديات وشبكات التواصل الإجتماعي على غرار الفايس بوك والتويتر والمدونات. ثم سجل وقفة مهمّة للغاية حول «مجالات المدّ الشيعي» في مختلف الميادين والأصعدة كالتعليم العالي والمدارس والشؤون الدينية والمساجد والجمعيات الثقافية والأحزاب السياسية... الخ. في موضوع جاء تحت عنوان «متشيعون بين الإستبصار والردة « تابع قضية تلقي بظلالها على المشهد وتتعلق بالذين يتركون المذاهب السنية ويتشيعون ومن خلال رسائلهم المختلفة، كما تابع أيضا قضية المتشيعين الذين عادوا للمذهب السني ووصفوا ما كانوا عليه بالردة، ليعطي بعض الأمثلة ومن بينها فتاة جامعية جزائرية كانت قصتها مثيرة للغاية. أنور مالك كشف في كتابه معلومات خطيرة عن وسائل المدّ الشيعي والطرق التي تستعمل لإغراء الشباب خصوصا، منها استعمال الحسناوات من لبنان ودول عربية مختلفة، وقد وجد هؤلاء ضالتهم في شبكات التواصل الإجتماعي من أجل الايقاع بالشباب المتعطش للهجرة خصوصا. في باب آخر تناول الكاتب قضية بعض المثقفين الجزائريين الذين أعلنوا تشيعهم، وصاروا يمجّدون الخميني في أشعارهم وكتاباتهم. ليقف على مشروع العقيد الليبي معمر القذافي لبعث دولة الفاطميين الجدد في المغرب العربي، خلال حكمه قبل أن تطيح به ثورة عارمة. بطريقة ميدانية ومن خلال معلومات أمنية وإستخباراتية، كشف المؤلف الغطاء عن مشروع «حزب الله المغاربي» وقدم معلومات عن إجتماعات وأسماء كانت تنشط من أجل بعث هذا الحزب غير أن إنفجار الوضع في ليبيا وتونس جعل القائمين على المشروع يؤجلونه إلى وقت لاحق. ليذهب الكاتب عن طريق عمل ميداني آخر أيضا ومن خلال معلومات مهربة من محاضر تحقيقات أمنية، ليكشف تفاصيل عن «الحسينيات» التي تقام في ربوع الجزائر في المناسبات الدينية الشيعية كعاشوراء حيث يتم ممارسة الطقوس من لطم ونواح وغيره. وأعطى تفاصيل دقيقة وخطيرة للغاية عن هذه المواقع في بعض الولاياتالجزائرية على غرار وهران وباتنة وتبسة وغرداية والعاصمة. قضية أخرى ساخنة آثارها الكاتب بإسهاب وتتعلق بزواج المتعة الذي إعتبره من أبرز الملفات الخطيرة التي تهدد الواقع الإجتماعي والأخلاقي والديني للجزائريين، وحسب أنور مالك ومن خلال معطيات كثيرة قدمها عبر مؤلفه، أن زواج المتعة ينتشر في الجامعات وقبلها بين الجماعات الإرهابية التي تختطف الفتيات والسبايا. وقرع الكاتب ناقوس الخطر في هذا الشأن معتبرا أن زواج المتعة صار وسيلة لإغراء الشباب بالتشيع، وهو يهدد الأسرة الجزائرية بما يحويه من إنحلال أخلاقي مرفوض في عالمنا العربي والإسلامي. ليواصل الكاتب حديثه عن مشروع الفرس في العالم العربي من خلال تناوله ل «بروتوكولات فارسية تحت المجهر»، حيث كشف الكثير من خلال وثيقة نادرة تبين حقيقة تصدير الثورة في إيران التي نظر لها الخميني وأتباعه في قراراتهم ومواقفهم وكتبهم وفتاويهم، وكيفية تهديدهم لأمن وإستقرار الدول السنية عن طريق بث الفتن والصراعات الإجتماعية. تحت عنوان «جغرافية التشيع في الجزائر» أعطى الكاتب أرقاما حيث قال الكاتب في ص167: «وفي سنة 2007 تمكّنّا من جمع معلومات من الجزائر، وحسب ما تمّ إحصاؤه من قبل جهات أمنيّة تكفّلت بهذا الملفّ، فإنّ عدد الأشخاص المتشيّعين حينذاك بلغ حوالي 1700 شخص أغلبيّتهم السّاحقة من الأسرة التربويّة المعروفة بالدّخل المتواضع، أي: إنّه ما يقارب 0,006% من مجموع السّكان. وأمّا النّشيطون والقائمون على شؤون الدّعوة الّذين يتمتّعون بمكانة والّذين يرتبطون بمكاتب المرجعيّات الشّيعيّة في الحوزات العلميّة سواء بإيران أم بالعراق فلم يتجاوز عددهم 400 شخص. كما أنّ نسبة 73% من هؤلاء المتشيّعين الجزائريّين قد زاروا إيران أو على الأقلّ سوريا أو لبنان. وفي شهر ماي 2011 تمكّنّا من وضع قائمة أرقام جمعناها عن أربعين ولاية من بين ثمان وأربعين ولاية جزائريّة، وهي أرقام جاءت عن طريق جهد ذاتيّ جبّار وبمساعدة بعض النّاشطين في هذا المجال وكذلك من خلال بعض التّسريبات عن أعداد الملفّات الّتي فتحتها المصالح الأمنيّة من أجل التّحقيق ومتابعة شأن المدّ الشّيعيّ هذا». ليضيف في الصفحة 171: « ففي الأربعين ولاية وصلنا إلى أنّ عدد الشّيعة النّشطين خلال 2007 هو حوالي 1000 شخص، أمّا في 2010 فقد بلغ حوالي 1500 شخص. في حين أنّ الّذين تلاحقهم شبهات التّشيّع قد بلغ حتّى شهر أبريل 2011 حوالي 1400 شخص. ممّا يجعل مجموع المتشيّعين في أربعين ولاية يقارب 3000 شخص، وهي نسبة بلا شكّ ضئيلة جدّا مقارنة بمجموع سكّان الجزائر». بعدها تناول أنور مالك في كتابه ظاهرة «تهريب التشيع للجزائر من المشرق والمغرب»، حيث إعتبر أن الولايات الحدودية هي الأكثر عرضة لذلك خاصة الغرب الذي يأتي التشيع من المملكة المغربية وفي الشرق حيث تونس وليبيا، كما لم يتجاهل بعض الدول الخليجية من خلال جمعيات ومكتبات تتوزع في أوروبا خاصة. وتحت عنوان «لماذا يتشيع هؤلاء؟» قام بعملية مسح لكل رسائل المتشيعين المنتشرة عبر الأنترنيت والكتب، ليعطي بعدها حوصلة للعوائق والعلائق التي تعترض المتشيعين والمبشرين بالتشيع في الجزائر. كما لم يغفل في إدراج رؤية دينية تتناول عقائد الشيعة من خلال مؤلفاتهم وأيضا نبش في أغوار التاريخ ليتحدث الكاتب عن مواقف الشيعة في كثير من المراحل الحاسمة من عمر العالم الإسلامي، التي لم تعرف غير الخيانة والتآمر مع المحتلين والغزاة. أما الفصول الأخرى فقد تناول فيها الكاتب تطورات مختلفة لمسألة الإرهاب في الجزائر، بداية من التسعينات ووصولا إلى القاعدة المغاربية وأعطى مقاربات فكرية وتقنية لنهايتها في الجزائر وتداعياتها المختلفة عبر مسارها منذ انطلاقها إلى يومنا هذا. كما تناول أيضا قضية مقتل أسامة بن لادن في باكستان، وجاء في فصل آخر بشهادات حصرية عن إغتيال الرهبان الفرنسيين السبعة والتي لا تزال تثير الجدل بباريس. كما أنه تناول في الفصل الخامس «خفايا وراء القضبان» حيث كشف الغطاء عن أسرار الإسلاميين في السجون. ليعرج في الفصل السادس على الحديث عن المخابرات وعلاقاتها بالجماعات الإسلامية وتلك التقلبات التي عرفتها في العالم الإسلامي. ليختتم الكتاب بملحق وثائق لم يسبق نشرها سواء كانت بيانات للجماعات الإرهابية أو محاضر تحقيق أو صور أو قصاصات جرائد أو تقارير استخباراتية سرية. يعدّ كتاب «أسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر» من أشهر مؤلفات الكاتب الجزائري أنور مالك العديدة، وهو لا يزال يحقق إنتشارا واسعا بين القراء الجزائريين ويطلبه بشغف شديد الكثير من القراء العرب في العالم. المركز الإسلامي في لندن أحد دعائم المساندة السياسية لإيران