غيَّب الموت سفير مصر السابق لدى إسرائيل محمد بسيوني عن عمر ناهز 74 عاماً بعد سنوات من التفاوض مع الإسرائيليين. وبسيوني من أشهر سفراء مصر لدى الدولة العبرية. وهو صاحب باع طويل ودراية واسعة بالمجتمع الداخلي في الدولة العبرية، نظراً الى الخبرة التي اكتسبها من العمل سنوات طويلة في الاستخبارات المصرية وسفارة مصر في تل أبيب. وتنوعت خبرات السفير بسيوني ما بين العسكري والسياسي والديبلوماسي، إذ بدأ حياته بالعمل في صفوف القوات المسلحة، وشارك في أربعة حروب ضد إسرائيل، وبعد التوقيع على معاهدة كامب ديفيد العام 1979 عين بسيوني نائباً للسفير في تل أبيب، وبعدما سحبت مصر السفير سعد مرتضى العام 1982 احتجاجاً على اندلاع حرب لبنان، تم تكليفه بإدارة السفارة حتى العام 1986، ثم عُين رسمياً سفيراًز شغل محمد بسيوني المنصب حتى العام 2000، حين تم استدعاؤه إلى مصر احتجاجاً على ممارسات إسرائيل الوحشية ضد الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وبعد عودته إلى مصر شغل منصب نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان). عمل بسيوني منسق عمليات بين القوات المصرية والسورية خلال حرب أكتوبر العام 1973، وعمل في القيادة المشتركة والاستخبارات الحربية، ثم الجامعة العربية «مكتب مقاطعة إسرائيل» ، كما عمل ضمن بعثة مصر الديبلوماسية لدى إيران. وشغل بسيوني عضوية المجلس المصري للشؤون الخارجية واللجنة المصرية التابعة لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية - الآسيوية، كما كان مساهماً نشطاً في كل الحوارات منذ ثورة «25 يناير» في ما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية، خصوصاً الشأن الإسرائيلي.